اجتماع "بيت الضيافة".. هل يمهد لانفراجة وشيكة بأزمة السودان؟
أزمة سياسية حادة جثمت على صدور السودانيين 17 شهرا، قبل أن تهب رياح مواتية للحل مع تدخل وساطات دولية، فهل تحتضن الخرطوم "الانفراجة"؟
وكان آخر تطور في طريق الحل هو اتفاق الأطراف الموقعة على الاتفاق الإطاري على الدعوة لانعقاد آلية ثلاثية، تبدأ عملها بصورة عاجلة لصياغة مسودة الاتفاق النهائي لحل الأزمة وتشكيل حكومة انتقالية جديدة.
جاء ذلك خلال اجتماع موسع، مساء الأربعاء، ببيت الضيافة في الخرطوم ضم قائدي الجيش عبدالفتاح البرهان والدعم السريع الفريق أول محمد حمدان "حميدتي"، وأكثر من ثلاثين من ممثلي القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري، بجانب سفراء وممثلي الآلية الثلاثية والمجموعة الرباعية والاتحاد الأوروبي.
وتيسر الآلية الثلاثية المؤلفة من بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة "إيغاد" للتنمية في شرق أفريقيا، العملية السياسية في السودان، بدعم من المجموعة الرباعية التي تضم أمريكا وبريطانيا ودولة الإمارات والسعودية.
بدوره، قال الناطق الرسمي باسم العملية السياسية خالد يوسف، في تصريح صحفي، إن "الاجتماع ناقش سير العملية السياسية، وما انقضى منها".
وتابع أن "الأطراف الموقعة على الاتفاق الإطاري اتفقت على الدعوة لانعقاد آلية ثلاثية، تبدأ عملها بصورة عاجلة لصياغة مسودة الاتفاق النهائي".
ووفق المصدر ذاته، فإن مهام اللجنة هي تحديد توقيت الاتفاق النهائي وتشكيل هياكل السُّلطة المدنية الانتقالية التي تنشأ على أساس الاتفاق.
يوسف مضى قائلا إن هذه الأطراف والآلية الثلاثية اتفقوا على الفراغ من عقد مؤتمر العدالة والعدالة الانتقالية والإصلاح الأمني والعسكري قبل بداية شهر رمضان، أي قبل 23 مارس/آذار الجاري.
العدالة الانتقالية
ومن المقرر انطلاق أعمال مؤتمر العدالة والعدالة الانتقالية اليوم الخميس، على أن يستمر إلى 20 مارس/آذار الجاري، ليتبقى أمام موقعي الاتفاق الإطاري عقد مؤتمر عن الإصلاح الأمني والعسكري، وفق ما نقلته صحيفة سودان تربيون السودانية.
والعدالة الانتقالية والإصلاح الأمني والعسكري ليست مؤتمرات منفردة، بل تأتي في إطار عملية سياسية انخرطت فيها القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري في 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وشملت أيضا مؤتمرات عن تفكيك بنية النظام السابق وأزمة شرق السودان وتقييم اتفاق السلام في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين.
وبجانب الإعلان عن تسريع الخطوات باتجاه خط "الحل النهائي"، تحدث يوسف عن تأكيد موقعي الاتفاق الإطاري رغبتهم الأكيدة في الوصول إلى الاتفاق النهائي خلال وقت وجيز، لاستعادة الانتقال المدني وتجاوز التحديات التي تمر بها البلاد.
فيما أكد المتحدث باسم ائتلاف الحرية والتغيير ياسر عرمان هذه النظرة الإيجابية، وقال "نحن نتجه نحو قطع الشوط الأخير من العملية السياسية التي تحتاج لمزيد من التفاف الشعب ووحدة قوى الثورة والتصدي لتخريب فلول النظام السابق الذي سيزداد ضراوة".
ووقع المكونان العسكري والمدني في السودان اتفاقا إطاريا في 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي، يرسم طريقا نحو حل الأزمة السياسية التي تعود إلى عام 2021، حين اتخذ الجيش قرارات استثنائية بإقالة الحكومة المدنية بقيادة عبدالله حمدوك، وما تلا ذلك من مظاهرات شبه أسبوعية استمرت 17 شهرا.
aXA6IDE4LjIxOS4xNS4xMTIg
جزيرة ام اند امز