بعد 12 عاماً من الحرب في سوريا يزداد عدد الصيادين الذين يعودون إلى البر، تاركين مهنتهم بعد أن كان البحر صديقهم ومتنفّسهم الوحيد.
ويأتي ذلك بعد أن لمس الصيادون تراجعاً في الثروة السمكية في نهر الفرات المهدّد بالجفاف.
واعتاد عدد من الصيادين العمل في بحيرة الأسد، وهي بحيرة اصطناعية يشكّلها سدّ مقام على نهر الفرات في ريف الرقة الشرقي، وتغطي مساحة قدرها 630 كيلومتراً مربعاً، وتبلغ سعتها 12 مليون متر مكعب، ما يجعلها أكبر احتياطي مياه في سوريا.
لكن مع انخفاض منسوب المياه في البحيرة والجفاف الذي يهدّد نهر الفرات منذ بضع سنوات، فضلاً عن ارتفاع التلوث والصيد خارج إطار القانون خصوصاً في مواسم بيض السمك، تراجعت الثروة السمكية تدريجيا.
فوق البحيرة التي تطفو أسماك نافقة على ضفافها بين الحين والآخر، تحلّق أسراب من طيور الغراب، بينما تغطّي كميات كبيرة من الطحالب أجزاء منها، ما يعرقل حركة قوارب قليلة تتجوّل فيها ويشكو الصيادون منها.
ويؤدي نمو الطحالب التي تتكاثر عادة جراء التلوث، وفق خبراء، الى انخفاض كمية الأكسجين في المياه، ما يتسبّب بتراجع الثروة السمكية ونفوق الأسماك في أحيان كثيرة.
وتنتشر على ضفاف البحيرة مراكب صيد فارغة تنتظر صيادين قد لا يعودون إليها.