سلطان الجابر: النفط يتجاوز 50% من الطلب العالمي على الطاقة
سلطان الجابر استعرض ضمن أعمال الدورة الثالثة للاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات المتغيرات الجيوسياسية التي تؤثر على سعر النفط
شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جلسة مستقبل النفط، ضمن أعمال الدورة الثالثة للاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات التي انطلقت، الإثنين، في العاصمة أبوظبي.
- سلطان الجابر: التحول الرقمي مفتاح التغير الحقيقي في صناعة النفط والغاز
- سلطان الجابر: نهدف لتعزيز القيمة من موارد أبوظبي الهيدروكربونية
وأكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" ومجموعة شركاتها، خلال حديثه في الجلسة، أن رؤية قيادة دولة الإمارات أرست نظرة مستقبلية بعيدة المدى لمستقبل الطاقة والنفط بما يعزز المكانة الرائدة والمتقدمة للدولة في القطاع.
وأوضح أن الطلب على النفط سيستمر في الزيادة خلال العقود المقبلة مدفوعاً بنمو الطلب من اقتصاديات آسيا الصاعدة، وأنه حتى في أكثر السيناريوهات طموحاً لانتشار الطاقة المتجددة والبديلة، سيبقى النفط والغاز مسؤولين عن تلبية أكثر من نصف الطلب العالمي على الطاقة.
وأوضح أن النقلة النوعية التي نفذتها شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" للتطوير والتحديث المؤسسي بالاعتماد على الابتكار والتكنولوجيا تهدف إلى استمرار المساهمة في تحقيق رؤية القيادة بتنويع مصادر الدخل والاستثمار في المواهب الوطنية واستدامة الأعمال واستشراف المستقبل.
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة "الإمارات واستشراف مستقبل النفط" ضمن أعمال اليوم الأول للاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات، قدم خلالها نظرة شاملة لظروف ومتغيرات قطاع الطاقة خلال العقد الأخير وأهم التوجهات المستقبلية.
واستعرض سلطان الجابر العوامل والمتغيرات الجيوسياسية التي تؤثر على اقتصاديات وسعر النفط، وتنامي هذه العوامل في الفترة الأخيرة مدفوعة بالتكنولوجيا الجديدة وظهور النفط الصخري وتزايد دور الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية.
وقال سلطان الجابر: "عملاً بتوجيهات القيادة الرشيدة ودعم ومتابعة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بدأت أدنوك تنفيذ نقلة استراتيجية نوعية شاملة لتعزيز القيمة في جميع مراحل وجوانب الأعمال تحقيقاً لرؤية الشيخ محمد بن زايد بأن النفط هو العمود الفقري للاقتصاد وكان له دور مهم في تمكين جهود التأسيس والتمكين، وله دور مهم في الحاضر".
وأضاف: "من واجبنا ضمان استمرارية هذا الدور المحوري للنفط في المستقبل من خلال العمل على خلق القيمة والاستثمار في الكادر البشري واستشراف المستقبل".
وتابع: "من المهم تطوير الأداء في كافة مراحل وجوانب سلسلة القيمة والاستثمار في البتروكيماويات والصناعات التحويلية للمساهمة بتنويع واستدامة النمو الاقتصادي، وأن التركيز على خفض تكلفة الإنتاج هو عامل أساسي في استمرارية وإطالة أمد استثمار الموارد الهيدروكربونية".
واستعرض المبادئ الأساسية لتحقيق النقلة النوعية للتطوير المؤسسي، والتي شملت مواجهة الحقائق وتقبلها وتشخيص نقاط القوة والضعف، وتطوير رؤية وخطة طموحة وإيضاحها لجميع أفراد المؤسسة، وتشكيل فريق عمل فعال، وتوحيد الجهود والقدرات والإمكانات، وبدء جهود التطوير وإجراء التعديلات اللازمة عند الضرورة، والاستثمار في تدريب وتطوير الكوادر المواطنة وتمكين المرأة وترسيخ ثقافة الابتكار والأداء المتميز.
وأوضح أن أدنوك ركزت على خفض التكاليف وفي الوقت نفسه زيادة السعة الإنتاجية، وكذلك زيادة الإنفاق في الاقتصاد المحلي من خلال برنامج تعزيز القيمة المحلية المضافة الذي أعاد توجيه 26 مليار درهم إلى القطاع الخاص المحلي في عام 2019 فقط.
وأكد استمرار نمو الأعمال والتوسع في جهود الاستكشاف والتنقيب والتي أدت إلى إضافة 7 مليارات برميل نفط و168 مليار قدم مكعبة من الغاز إلى الاحتياطيات المؤكدة لترتفع دولة الإمارات من المرتبة السابعة إلى السادسة عالمياً من حيث احتياطيات النفط والغاز.
وأضاف سلطان الجابر أن ذلك يساعد في تحقيق استراتيجية أدنوك لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في الإمارات وبما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية لتطوير قطاع الصناعة وتنويع الاقتصاد.
وأشار إلى أن نموذج تعزيز الشراكات الاستراتيجية الذي نفذته أدنوك ساهم في استقطاب العديد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتوسيع نطاق البرنامج ليشمل شركاء جدد بما يعكس الثقة العالمية الراسخة بالمنظومة التشريعية والتنظيمية والبيئة الآمنة والمستقرة التي توفرها دولة الإمارات.
وأكد أن الحرص على الريادة البيئية في أدنوك بدأ مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي وجه في سبعينيات القرن الماضي بوقف حرق الغاز، موضحاً أن أدنوك تعد اليوم من ضمن أقل المنتجين في العالم من حيث حرق المواد الهيدروكربونية وانبعاثات غاز الميثان.
وأوضح أن الطلب على النفط والغاز والمشتقات والمنتجات البتروكيماوية في نمو وتزايد، وبما أن هناك استخدامات جديدة للنفط والغاز مثل إنتاج وقود الهيدروجين النظيف، لا بد أن نستمر في مرونتنا في إدارة الأعمال ونستثمر في البحث والتطوير لاستباق التغييرات المحتملة وأن نكون دائماً في مقدمة القطاع، ومواصلة العمل على تحقيق أعلى قيمة ممكنة من مواردنا، واستكشاف مجالات نمو جديدة للاستمرار في تحقيق قيمة إضافية من كل جزيء نفط ننتجه.
وشدد على أهمية دور التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية في تحفيز النمو الذكي، وأن أدنوك بدأت بالفعل بالاستفادة منها في خفض التكاليف وتطوير العمليات وخفض البصمة البيئة.
واختتم بالتأكيد أنه من خلال تضافر جهود فريق العمل وبوجود العزيمة والإرادة، ستواصل أدنوك العمل على تحقيق رؤية القيادة في تنويع الاقتصاد والاستثمار الأمثل في المستقبل وضمان استدامة الأعمال.