قمة بايدن-بوتين.. هل يعيد التاريخ نفسه؟
على خطى سلفيْهما ميخائيل جورباتشوف ورونالد ريغان، يقترب الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي من عقد قمة تاريخية في جنيف.
لكن نتائج قمة جو بايدن وفلاديمير بوتين، لا يتوقع أن تُماثل ثمرات اجتماع الرئيس الراحل رونالد ريغان، وميخائيل جورباتشوف، قبل 36 سنة.
فقمة الرئيسين جورباتشوف وريغان في فندق سويسري عام 1985، كانت مفصلية في علاقات البلدين، وخطوة تاريخية، وضعت حدا لأوزار الحرب الباردة، التي أرهقت الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة والعالم، بسباق التسلح.
المفارقة أن قمة بوتين وبايدن المرتقبة يوم 16 يونيو/ حزيران الجاري، ستعقد -حسب تقارير إعلامية روسية- بنفس الفندق، الذي اجتمع به سلفاهما قبل عقود.
بيد أن قمة الرئيسين الحاليّين تُعقد وسط هالة من الشك والريبة، تسيطر على تفاؤل الطرفين بنتائج ملموسة للاجتماع.
اتفاق على الزمان والمكان
ورغم الاتفاق على المكان وتحديد الزمان، فإن أبسط الترتيبات ليس محل توافق، ويتعلق الأمر بجدول أعمال القمة.
فكلا الطرفين سيحضر للاجتماع بجدول مختلف، وأجندة خاصة به، وهو ما سيجعل القمة أقرب إلى تبادل للوم إزاء مسؤولية توتر العلاقات.
وبدا التشاؤم من نتائج القمة قل عقدها سيد الموقف في تصريحات المسؤولين الروس، إذ أعلنت موسكو، أمس الثلاثاء، أنها لا تتوقع تحقيق "اختراق دبلوماسي" خلال لقاء الرئيسين.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت: "لا أوهام لدينا، ولا نحاول إعطاء الانطباع أنه سيتحقق اختراق".
لكنه استدرك في نفس الحديث، قائلا: "ستتخذ قرارات تاريخية تؤدي إلى تغييرات أساسية"، دون توضيح المقصود.
وبشأن المواضيع التي ستطرح على طاولة النقاش، قال سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، في وقت سابق، إن موسكو وواشنطن لديهما جدولان مختلفان.
البيت الأبيض أعلن من جانبه أن لقاء بايدن وبوتين سيكون أكثر الأساليب فاعلية، لفهم خطط ونوايا روسيا، في إشارة إلى ضبابية جدول أعمال اللقاء.
وتجمع القمة المرتقبة للمرة الأولى الرئيسين الأمريكي والروسي، في جو من التوترات، وتباين المواقف بين البلدين.
ومرت العلاقات الروسية الأمريكية بمراحل شد وتوتر خلال السنوات الماضية على خلفية اتهامات واشنطن لموسكو بالتدخل بشكل مباشر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016، وشن هجمات قرصنة إلكترونية على أهداف في الولايات المتحدة، والتدخل في الشأن الأوكراني، وهي اتهامات تنفيها روسيا بشكل واضح.