"الصلاة والدعاء".. سلاح الأوكرانيين ضد الهجوم الروسي
مع إعلان أوكرانيا، بدء الهجوم الروسي على شرقي البلاد، وسط مخاوف من أن يكون غير مسبوق، يلجأ الآلاف من الأوكرانيين للصلاة من أجل السلام.
فالعديد من المدنيين الأوكرانيين تجمعوا بكاتدرائية ألكسندر نيفيسكي في سلوفيانسك شرق أوكرانيا للصلاة من أجل السلام، واستغلوا "أحد السعف" و كثفوا الصلاة والدعاء من أجل السلام، وسلامة أبنائهم.
"نسألك رحمتك يارب..رجاء اسمعنا" دعوات سمعتها مراسلة شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية خلال زيارتها للمدينة الواقعة شرق أوكرانيا، حيث كانت الفرحة غائبة عن وجوه الجميع خلال "أحد السعف"، وملامح الحزن ترتسم على الوجوه خشية الهجوم الروسي على المنطقة.
الصلاة والدعاء لم تقتصر على الكنائس فقط، بل رفعت من داخل المساجد ومن على جبهات القتال أيضا، حيث أكد مفتي أوكرانيا سعيد إسماعيلوف في وقت سابق، أن المسلمين جزء لا يتجزأ من المجتمع الأوكراني، وكلهم يبذلون قصارى جهودهم من أجل النصر.
وقال مفتي أوكرانيا، إن المساجد في مدن كوستيانتينيفكا، وماريوبول وسيفيرودونيتسك، تعرضت للقصف، مؤكدا أن الدعوات لا تتوقف من أجل السلام والنصر.
ومساء الإثنين، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن روسيا بدأت مهاجمة شرق أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني في كلمة عبر تلغرام: "يمكننا أن نؤكّد الآن أنّ القوات الروسية بدأت معركة السيطرة على دونباس التي كانت تستعدّ لها منذ وقت طويل. قسم كبير جداً من الجيش الروسي مكرّس حالياً لهذا الهجوم".
وتابع زيلينسكي: "بغضّ النظر عن عدد الجنود الروس الذين تم إحضارهم إلى هنا، سنقاتل وسندافع عن أنفسنا".
وجاء إعلان زيلينسكي بعيد تأكيد الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك سيرغي غايداي، الإثنين، أن الهجوم الروسي على شرق أوكرانيا "قد بدأ".
وقال الحاكم في إعلان على "فيسبوك" "إنّه الجحيم. الهجوم الذي يُحكى عنه منذ أسابيع قد بدأ"، مضيفاً "تدور معارك في روبيجني وبوبسانا، ومعارك مستمرّة في مدن مسالمة أخرى"، وذلك بعيد إعلانه عبر تلغرام مقتل أربعة مدنيين في كريمينا، المدينة التي سيطرت عليها القوات الروسية الإثنين.
ومنذ روسيا أعلنت سحب قواتها من منطقة كييف، تركّز موسكو عملياتها العسكرية على الشرق الأوكراني الذي غالباً ما تستهدفه عمليات القصف من العملية الروسية في 24 فبراير/ شباط.
وكان الجيش الأوكراني أعلن قبل أسابيع أنّ موسكو أطلقت هجوماً واسع النطاق على منطقة دونباس التي يسيطر موالون لها على جزء منها، لربطها بشبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.
ويصرّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن العملية العسكرية التي يشنّها في أوكرانيا ترمي إلى إنقاذ الروس في منطقة دونباس من "إبادة جماعية" على أيدي "نازيين جدد" أوكرانيين.
ويعتبر إقليم دونباس الأوكراني الهدف الرئيسي لبوتين خلال حربه في أوكرانيا، وتضم دونباس مناطق صناعية كبيرة وبها ماريوبول ذلك الميناء الاستراتيجي، وفي حال سقوط دونباس سيعتبر بوتين أن المهمة انتهت في أوكرانيا.
ووفق محللين فإن روسيا تستهدف السيطرة على شرق أوكرانيا قبيل احتفالات 9 مايو/أيار لتحقيق انتصار معنوي ورفع الروح المعنوية لجنودها وهو ما استعدت له موسكو عبر عدة خطوات على الأرض كان بينها ما كشفته وسائل إعلام غربية عن تعيين الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، جنرالا جديدا لقيادة الحرب في أوكرانيا وكذلك نقل معدات ولوجستيات والاستفادة من أخطائها في شمال أوكرانيا.
و9 مايو/أيار هو عطلة بارزة في التقويم الروسي، وهو اليوم الذي تحتفل فيه البلاد باستسلام النازيين في الحرب العالمية الثانية باستعراض ضخم للقوات والأسلحة عبر الميدان الأحمر أمام الكرملين.
aXA6IDE4LjIyMy4yMzcuMjQ2IA== جزيرة ام اند امز