أحوال سوريا.. احتياجات الأسر أكبر من الرواتب والأسعار لا ترحم
شكل ارتفاع المواد البترولية والأساسية فجوة كبيرة بين احتياجات الأسر السورية، وبين الراتب الشهري الذي يحصل عليه أغلب الموظفين.
ورفعت الحكومة السورية خلال الأيام الماضية أسعار الغاز المنزلي والكهرباء والديزل، ما أدى لارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها بشكل كبير جداً .
ويقول عبد الكريم علي، وهو موظف لدى شركة حكومية ويعيش في محافظة القنيطرة: "رفعت الحكومة السورية سعر أسطوانة الغاز المنزلي أكثر من 100% عن سعرها السابق وخصصت لكل أسرة أسطوانة تحصل عليها تقريبا كل 70 يوماً على الأقل، في حين كانت تحصل عليها الأسرة كل 21 يوماً".
أسطوانة البوتاجاز تعادل راتب شخص
وقال علي لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ) إن كل أسرة تحتاج إلى أسطوانة أخرى على الأقل ما يعني البحث عنها في السوق السوداء الذي يعادل سعرها راتب شهر لموظف.
وأشار إلى الفارق الكبير بين مصروف العائلة وبين الراتب الشهري الذي لا يتجاوز 70 ألف ليرة سورية ( ما يعادل 20 دولارا) وبين احتياجات الأسرة التي تصل لأكثر من 350 ألفا بالحد الأدنى (ما يعادل 100 دولار أمريكي).
ويقول حسن إبراهيم ، وهو عامل في محل لبيع المواد الغذائية، لـوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن ارتفاع أسعار المحروقات أدى لرفع أسعار جميع المواد الغذائية وغيرها ، مشيرا إلى ارتفاع أجرة النقل لأكثر من ضعفين، الذي يؤثر بدوره على أسعار السلع، وهو ما يتحمله المواطن.
كيلو البطاطا بنصف مليون ليرة سورية
ويضيف إبراهيم ، الذي يعمل في هذا المجال منذ أكثر من 15 عاماً، أن "ارتفاع الأسعار هذا العام لم نشهد له مثيلا" ، موضحا أن سعر كيلو البطاطا لم يكن يتجاوز 500 ليرة ولكن اليوم وصل إلى أكثر من 2500 ليرة ، وسعر التفاح كان حوالي 300 ليرة اليوم أصبح 2000 ليرة وهذا ينطبق على بقية المواد .
ويرى حسين عمر، وهو تاجر مواد غذائية يعيش في مدينة الرقة ، أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاساسية فاق قدرة 90 % من الأسر السورية على تحملها ، لافتا إلى أن ارتفاع الدولار وأسعار المحروقات جعل أسعار المواد الغذائية والاساسية ترتفع بشكل شبه يومي فما تحصل عليه اليوم ربما لا تجده غداً بنفس السعر.
ويضيف عمر لـ ( د. ب. أ) أن هذا الارتفاع أوجد جمودا في حركة السوق ، كما استغنى المستهلكون عن كثير من السلع.
رواتب السوريين تكفي أسبوعا
وحمل عدنان علي ، وهو موظف، الحكومة السورية مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية في البلاد ، قائلا :" هناك ارتفاع يومي بأسعار المواد الغذائية والاساسية، في حين لم نشهد زيادة في الراتب الشهري".
وأوضح علي لـ ( د. ب. أ) أن أكثر من 60 % من السوريين يعتمدون على رواتبهم التي لم تعد تكفي احتياجات الأسرة لمدة أسبوع ، قائلا " هل الفريق الحكومي السوري يعلم ماهي احتياجات الأسرة وما هو الراتب الشهري ؟ رفعت الحكومة أسعار الغاز والكهرباء والمازوت بنسبة تجاوزت الـ 100 % ولكن بقيت الرواتب الشهرية على حالها ".
وتابع :" أنا على يقين من أن الحكومة السورية في واد والمواطن السوري في واد آخر ، وما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام السوري عن الغلاء أصبح يعلم به الجميع ".
وفقد الاقتصاد السوري خلال عشر سنوات من أزمة مستمرة وحرب طاحنة متعددة ثلثي مقدراته، وبفعل تبعات الحرب والعقوبات أضحت غالبية السوريين تحت خط الفقر.