الهدنة المحتملة بسوريا.. شعاع أمل يشق ظلام الحرب
جلسة يعقدها مجلس الأمن، في وقت لاحق اليوم، للتصويت على مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار بسوريا وخاصة في الغوطة الشرقية
جلسة يعقدها مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، يُرجح أن يجري خلالها التصويت على مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار في سوريا لـ30 يوما، من أجل إفساح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية، وإجلاء المرضى والمصابين.
ووفق تقارير إعلامية، قالت بعثة السويد في الأمم المتحدة إن ستوكهولم والكويت اللتين أعدتا مشروع القانون، طالبتا بتصويت "سريع قدر الإمكان"، نظرا للوضع على الأرض في سوريا وخاصة في الغوطة الشرقية.
ورجحت البعثة أن التصويت سيجري الخميس، أي غداة دعوة الأمم المتحدة إلى وقف فوري للقتال في الغوطة الشرقية المحاصرة من قبل النظام السوري منذ أكثر من 5 سنوات، والتي شبّه الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو جوتيريش، الوضع فيها بـ"الجحيم على الأرض".
غير أن ما يثير المخاوف من عدم التصويت لصالح القرار، هو استخدام روسيا حقها في النقض، ما يجعل الأنظار تنصب بشكل كبير على موسكو اليوم، أملا في أن تكتفي بالامتناع عن التصويت.
الغوطة الشرقية.. "جحيم على الأرض"
بتجديد النظام السوري، غاراته وقصفه بالبراميل المتفجرة والصواريخ لمدن وبلدات في الغوطة الشرقية، تفاقم سوء الأوضاع الإنسانية في منطقة تشهد أسوأ كارثة وأزمة في التاريخ المعاصر للإنسانية.
ووفق المرصد السوري لحقوق الانسان، ارتفعت حصيلة القصف على الغوطة الشرقية، الأربعاء، إلى 50 قتيلا مدنيا بينهم 8 أطفال.
حصيلة تظل دون الواقع بكثير، بما أن الكثير من الجثث تظل مدفونة تحت الأنقاض، في ظل الوضع الراهن بالمنطقة الذي بات "جحيما على الأرض"، بحسب جوتيريش، في كلمته أمس أمام مجلس الأمن.
جوتيريش دعا أيضا "جميع الأطراف المعنية إلى تعليق فوري لكل الأعمال الحربية في الغوطة الشرقية، لإفساح المجال أمام وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع من يحتاجون اليها".
من جانبه، طالب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بـ"هدنة في الغوطة الشرقية، تسمح بإجلاء المدنيين، وإقامة الممرات الإنسانية اللازمة في أسرع وقت".
فيما أجرى وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، من جهته، الأربعاء، محادثات مع جوتيريش، طالب خلالها بـ"وقف فوري للأعمال العدائية" في سوريا، وبـ"تبني قرار بمجلس الأمن يتيح إعلان هدنة إنسانية لمدة 30".
وحتى روسيا التي طالما عطلت قرارات تدين النظام السوري، دعت أمس، على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبيزيا، إلى عقد الجلسة لمناقشة "الوضع في الغوطة الشرقية"، والتي من المنتظر عقدها في وقت لاحق اليوم.
وفي وقت متأخر الأربعاء، دعت واشنطن مجلس الأمن الدولي إلى تحرك سريع من أجل "إنقاذ حياة الرجال والنساء والأطفال الذين يتعرضون للهجوم في الغوطة الشرقية من قبل نظام الأسد البربري".
دعوة جاءت في بيان صادر عن المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، قالت فيه إن "هجمات الأسد وداعميه ضد هؤلاء المدنيين تزداد سوءا يوما بعد يوم".