مجلس الأمن يحذر من كارثة وشيكة في إدلب السورية
أعضاء في مجلس الأمن الدولي يبدون قلقاً متزايداً على مصير إدلب السورية.
أبدت دول أعضاء في مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، قلقا متزايدا على مصير ملايين المدنيين في محافظة إدلب السورية، الخاضعة لسيطرة المعارضة والتي يعتزم النظام استعادتها في عملية عسكرية مرتقبة واسعة النطاق.
- الأمم المتحدة: لن نشرف على توزيع مساعدات فرنسية بالغوطة السورية
- 69 قتيلا في حصيلة جديدة لانفجار مستودع الأسلحة بشمال غرب سوريا
وقال مساعد السفير السويدي في المجلس كارل سكاو، خلال جلسة الوضع الإنساني في سوريا، إن العملية العسكرية التي تبدو وشيكة في المحافظة الواقعة في شمال غرب البلاد قد تؤدي الى "تداعيات كارثية" وربما تنجم عنها "كارثة إنسانية".
ولفت الدبلوماسي السويدي إلى "مؤشرات مقلقة على هجوم عسكري يتم التحضير له في شمال غرب سوريا".
بدوره، قال مدير العمليات في دائرة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة جون غينج إن "الأسابيع الأخيرة شهدت تدهورا في الوضع الإنساني في شمال غرب" سوريا.
وأضاف "التزام مجلس الأمن جوهري لضمان نزع فتيل التصعيد في إدلب والمناطق المحيطة وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق وضمان حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية".
من جهتها، قالت مساعدة السفير الفرنسي في الأمم المتحدة آن جيجين "نحن قلقون للغاية من المؤشرات التي تنذر بهجوم عسكري واسع النطاق في إدلب"، مكررة التهديدات الغربية لدمشق من أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية سيلقى ردا عسكريا من جانب باريس ولندن وواشنطن.
وإذ حذرت الدبلوماسية الفرنسية من أن "أرواح 2,2 مليون شخص على المحك"، شددت على "وجوب أن تتوقف فوراً عمليات القصف التي تكثّفت في الأسابيع الأخيرة".
وقالت السفيرة البريطانية في الأمم المتحدة كارين بيرس إن "الوضع في إدلب مريع، هناك 3 ملايين مدني في خطر في إدلب، لن تكون هناك مساعدة لإعادة البناء حتى تكون هناك عملية سياسية جديرة بالثقة ومستمرة".
أما الدبلوماسية الأمريكية كيلي كوري، التي مثلت بلادها في الجلسة، فقالت من ناحيتها إن الولايات المتحدة "قلقة للغاية" من المخاطر المحدقة بالمدنيين في إدلب.
وألمحت كوري إلى أن واشنطن "قلقة للغاية من إمكانية أن يلجأ النظام السوري إلى الأسلحة الكيميائية ضد سكان مدنيين في إطار هجوم على إدلب".
لكن السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا كان بالمرصاد للدبلوماسية الأمريكية، مشددا على أن "القوات المسلحة السورية ليست لديها أسلحة كيميائية ولا تعتزم استخدام أسلحة كيميائية".
وأضاف أن "الوضع في إدلب يثير اهتمامنا ويجب الفصل بين المجموعات المعتدلة وتلك الإرهابية".
وشدد السفير على أن "الوضع في سوريا يسير على طريق الاستقرار"، و"الحكومة أعطت ضمانات أمنية.. لعودة اللاجئين"، منتقداً "الموقف السلبي" لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في هذه المسألة.
والسبت اتهمت روسيا فصائل المعارضة السورية بالتحضير لهجوم كيميائي في محافظة إدلب، لتحميل دمشق المسؤولية عنه واستخدامه كمبرر للقوى الغربية لضرب أهداف حكومية في سوريا.
وتزداد التكهنات بشأن إمكانية تنفيذ الحكومة السورية بدعم من موسكو عملية عسكرية لاستعادة إدلب، وهي من مناطق "خفض التصعيد" التي أقيمت العام الماضي، بموجب محادثات جرت بين روسيا وتركيا وإيران.
وقتل أكثر من 350 ألف شخص، ونزح الملايين منذ اندلعت الحرب في سوريا إثر استخدام النظام العنف لإخماد التظاهرات المناهضة له التي بدأت سلمية في 2011.