تحليل المغرب وإسبانيا.. "الأسود" تنهش "لاروخا" في 120 دقيقة تكتيكية
حقق المنتخب المغربي تأهلا تاريخيا للدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم 2022، بعدما أقصى نظيره الإسباني مساء الثلاثاء.
منتخب المغرب فاز بركلات الترجيح على إسبانيا بنتيجة 3-0، عقب انتهاء المباراة والشوطين الإضافيين بالتعادل السلبي.
ويعد ذلك هو الإنجاز الأعظم للمنتخب المغربي في كأس العالم، بعدما وصل لدور الـ16 في مونديال 1986 الذي أقيم في المكسيك.
تحليل مباراة المغرب وإسبانيا اليوم
وفيما يلي تستعرض "العين الرياضية" خلال السطور التالية، أبرز النقاط الفنية لتأهل المغرب لربع نهائي كأس العالم.
واقعية الركراكي
بدأ وليد الركراكي، المدير الفني للمنتخب المغربي المباراة بواقعية كبيرة، ولم يغير شيئا في تشكيلة "أسود أطلس" عن مباراة كندا سوى الدفع بسليم أملاح في وسط الملعب بدلا من عبدالحميد الصابري.
ذلك التغيير جاء بسبب قدرة والتزام أملاح الدفاعي عن عبدالحميد الصابري، خوفا من اختراقات المنتخب الإسباني من العمق.
وظهر المنتخب المغربي بخطة 4-1-4-1، حيث التزم دفاعيا طوال الـ120 دقيقة، وكان يواجه الخصم بداية من منتصف الملعب، ولعب على الهجمة المرتدة مستغلا سرعاته في التحولات.
ورغم استحواذ المنتخب الإسباني طوال المباراة، إلا أن "الأسود" التزموا دفاعيا بصورة ممتازة، ولم تظهر أي أخطاء جماعية على المستوى التنظيمي، وإنما ظهرت بعض السقطات الفردية ولكن تم تدراكها مثل المساحات المتواجد بين قلبي الدفاع وخلفهما، فضلا عن مبالغة الحارس ياسين بونو في الاحتفاظ بالكرة.
أخطاء انريكي سبب خسارة إسبانيا أمام المغرب
فاجأ لويس إنريكي، مدرب منتخب إسبانيا الجميع، عن طريق الدفع بماركوس يورنتي، في الجبهة اليمنى، رغم امتلاك الثنائي سيزار أزبيليكويتا وداني كارفاخال.
الهدف من الدفع بيورنتي هو صغر سنه وقدرته على الركض أمام ثنائي الجبهة اليسرى المغربي المتمثل في نصير مزراوي وسفيان بوفال، حيث ظهر نجم أتلتيكو مدريد بواجبات دفاعية طوال الـ120 دقيقة، ونجح في الحد من خطورة الثنائي في بعض الأحيان.
ورغم تواجد يورنتي بواجبات دفاعية إلا أن المنتخب المغربي، رفض المبادرة واكتفى بهجمات مرتدة قادها بوفال من الجهة اليسرى الذي تم استبداله لاحقا لصالح عبدالصمد الزلزولي.
فضلا عن ذلك، فإن إنريكي دفع بماركو أسينسيو كمهاجم من البداية بدلا من ألفارو موراتا، نظرا لقدرته الكبيرة على التحرك يمينا ويسارا بالإضافة إلى الضغط على سفيان أمرابط، محور ارتكاز المغرب عند بناء الهجمة.
سفيان أمرابط نجم المغرب أمام إسبانيا في كأس العالم 2022
كان سفيان أمرابط، محور ارتكاز المغرب نجم المباراة بلا منازع، حيث أجهض أغلب اختراقات المنتخب الإسباني من وسط الملعب، فضلا عن تغطيته الكبيرة خلف الأظهرة بالإضافة إلى العمق الدفاعي الذي قام به في بعض الأحيان.
أمرابط كان الممول الرئيسي لهجمات المنتخب المغربي، حيث كان العنصر الأول الذي يرتكز عليه بناء الهجمة، بتوزيع اللعب يمينا ويسارا أو إرسال الكرات الطولية للأمام.
ورغم الضغط المتواصل على أمرابط بلاعب أو اثنين لمنعه من الخروج بالكرة فضلا عن تواجد الثلاثي الإسباني في وسط الملعب والمتمثل في جافي وبيدري وبوسكيتس.، إلا أنه دائما ما كان ينجح في بناء الهجمة أو الحصول على مخالفة نتيجة قوته البدنية ومجهوده الوافر
التزام مذهل
ظهر المنتخب المغربي بالتزام تكتيكي واضح، ولكن الجبهة اليمنى كانت الأكثر التزاما وتحديدا من جانب الثنائي أشرف حكيمي وحكيم زياش.
زياش على وجه التحديد كان يقوم بأدوار قوية على المستوى الدفاعي وكان بمثابة حائط صد عند تقدم حكيمي في بعض الكرات رغم مركزه الأساسي كجناح أيمن.
على الجانب الآخر، حاول إنريكي الضغط على هذه الجبهة بشتى الطرق بوجود فيران توريس وجوردي ألبا فضلا عن الزج باللاعب الشاب جافي في هذه المنطقة، ولكنهم فشلوا جميعا من تهديد مرمى المغرب من هذه الجبهة.
وفي الشوط الإضافي الأول حاول إنريكي الضغط بشكل أكبر عندما قرر إخراج توريس وألبا والدفع بأليخاندرو بالدي وأنستو فاتي، ولكن رغم ذلك ظهر حكيمي وزياش بتفوق بدني كبير ومنعوا الثنائي من الاختراق أيضا، لتنجح "الأسود" إجمالا في التفوق تكتيكيا على "لاروخا".
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTI0IA== جزيرة ام اند امز