تادي بوغاتشار.. «الطفل الملك» الذي هيمن على طواف فرنسا

في سن السادسة والعشرين فقط، حفر النجم السلوفيني تادي بوغاتشار اسمه بحروف ذهبية في تاريخ رياضة الدراجات الهوائية.
جاء ذلك بعد تتويج، دراج فريق الإمارات، مساء الأحد، بلقب طواف فرنسا للمرة الرابعة في مسيرته.
لكن هذه الانتصارات المتتالية، وبطريقة مهيمنة إلى حد ساحق، جعلت البعض يصف بوغاتشار بأنه أحد أعظم الرياضيين خاصة في رياضة الدراجات الهوائية.
موهبة خارقة منذ البداية.. ونهاية غير متوقعة للمنافسة
في المرحلة الجبلية التي انطلقت من بلدة "فيف" في إقليم إيزير، وسط أجواء ماطرة وضباب كثيف وجماهير ترتجف من البرد بقمصان بيضاء منقطة، كان من المنتظر أن نشهد معركة ضارية بين العمالقة فوق قمم الألب.
فهناك 3 مرتفعات جبليّة كانت في الطريق، من بينها "لوز"، أحد أكثر المسالك وعورة في أوروبا، بحسب صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية.
لكن تلك "المعركة" لم تحدث قط، فتادي بوغاتشار كان أقوى من أن يُنافس، فخصمه التقليدي يوناس فينغارد، رغم محاولاته الجريئة، لم يتمكن حتى من الاقتراب منه.
وفي نهاية السباق، لم يكن هناك ضجيج نصر أو احتفال مبالغ فيه، بل مجرد تعليق جاف من البطل نفسه: "أحيانًا أتساءل لما لا أزال هنا، ذه الأسابيع الثلاثة طويلة جداً، أعدّ الكيلومترات حتى أصل إلى باريس، أتطلع إلى النهاية".
وكان صوته هادئاً إلى حد الفتور، وكتفاه منخفضتين، ونظراته شاردة. وكأن التتويج بلقب رابع لم يعد يثير فيه أي شعور جديد.
من أين جاء هذا الظاهرة؟.. صعود مذهل من بلد صغير
وُلد تادي بوغاتشار عام 1998 في كوميند بدولة سلوفينيا، وهي بلدة صغيرة لا يعرفها كثيرون خارج حدود أوروبا الشرقية.
بدأ تادي ركوب الدراجة في سن التاسعة، وسرعان ما أظهر موهبة خارقة في التسلق والسرعة والقراءة التكتيكية للسباق.
في عام 2019، وهو في الـ21 من عمره فقط، انطلق اسمه عالميًا مع فريق الإمارات، ومنذ ذلك الحين وهو يصعد كالصاروخ في سماء الرياضة.
حقق بوغاتشار أول انتصار في طواف فرنسا عام 2020، ثم أعاده في 2021، وغاب عن اللقب لفترة قصيرة فقط قبل أن يستعيد هيمنته في 2023.
وواصل بوغاتشار المسيرة بلا هوادة حتى أصبح الآن رابع أكثر درّاج يتوَّج بلقب الطواف عبر التاريخ، خلف أساطير مثل ميركس وهنو وإيندوين.
يذكر أن البعض يطلق على بوغاتشار لقب "الطفل" بسبب وجهه البريء، علماً بأنه بات أحد "ملوك" طواف فرنسا عبر التاريخ.