"الضرائب" تطيح بسوق سيارات "الهايبرد" في الأردن
الإقبال على سيارات "الهايبرد" بات شبه معدوم بعد ارتفاع أسعارها من 3 إلى 4 آلاف دينار بسبب زيادة الضرائب.
يشهد دخول سيارات "الهايبرد"، إلى السوق الأردني تراجعا كبيرا منذ مطلع العام الجاري، بعد أن رفعت الحكومة الضريبة الخاصة المفروضة عليها.
و"الهايبرد هي السيارات الهجينة التي تحتوي على محركين كهربائي وبنزين، وهي توفر الوقود بنسبة 50% تقريبا.
وانتشرت سيارات "الهايبرد" في الأردن بشكل كبير، كونها توفر استهلاك الوقود في ظل ارتفاع أسعاره، حيث بلغ سعر البنزين "أوكتان 90" 78 قرشا (0.78) دينار، والبنزين "أوكتان 95" 1.01 دينار، وفق آخر تسعيره.
وأكد عدد من تُجار السيارات لـ"العين الإخبارية" إن الإقبال على سيارات "الهايبرد" بات شبه معدوم بعد ارتفاع أسعارها من 3 إلى 4 آلاف دينار.
وحذر التجار مما وصفوه بـ"انهيار القطاع" جراء تراجع المبيعات إلى مستويات غير مسبوقة، موضحين أن العديد من التجار باتوا يفكرون في إغلاق شركاتهم ومعارضهم لوقف الخسائر، مؤكدين أن 20 ألف شخص يعملون في هذا القطاع سيتأثرون وأسرهم من "انهيار القطاع".
وأظهرت الأرقام الرسمية الواردة من المنطقة الحرة في محافظة الزرقاء شمال عمّان، (المنطقة الوحيدة في الأردن التي يتم فيها التخليص على المركبات قبل إدخالها إلى السوق)، توقف التخليص على المركبات الكهربائية في شهر مايو/ أيار الماضي، مقارنة بتخليص 1507 مركبات بشهر أبريل/ نيسان 2019.
وكانت الحكومة الأردنية قررت منتصف العام الماضي تخفيض الضريبة الخاصة على مركبات الهايبرد من 55% إلى 30% حتى نهاية 2018، على أن ترفع بعد نهاية العام ذاته إلى 35% حتى نهاية العام 2019، و40% حتى نهاية العام 2020، و45% حتى نهاية العام 2021.
ودعا التجار الحكومة إلى إعادة النظر في الضريبة الخاصة المفروضة على مركبات "الهايبرد" والكهرباء، وإلى مراجعة قراراتها والعمل على التوسع في إعفاءات هذا القطاع، موضحين تمسك الحكومة بقرارها برفع الضريبة سيعمق حالة الركود غير المسبوقة بالقطاع بسبب كثرة المعروض بالأسواق.
وقال علي عبدالله، صاحب شركة تخليص، إن مواصلة رفع الضريبة على مركبات "الهايبرد" سيكون بمثابة الضربة الأخيرة للقطاع.
وبين لـ"العين الإخبارية" أن فرض "ضريبة الوزن" التي تصل لبعض المركبات 1500 دينار رفعت الأسعار بشكل كبير.
وبحسب إحصائية هيئة المستثمرين في المناطق الحرة، فقد انخفض عدد مركبات "الهايبرد" التي تم التخليص عليها لصالح السوق المحلية خلال الشهرين الأوليين من العام الجاريي بنسبة 80% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وذكرت الإحصائية أنه في الشهر الأول من 2019 انخفض عدد المركبات الهايبرد التي تم التخليص عليها 95% مقارنة بالشهر ذاته من عام 2018، من 2676 مركبة إلى 139 مركبة.
وقال سلامة الجبالي، ممثل قطاع السيارات والآليات الثقيلة في غرفة تجارة الأردن، إن تراجع مبيعات مركبات "الهايبرد" يعود إلى رفع الضريبة الخاصة وعدم استقرار التشريعات المنظمة لسوق السيارات.
وأضاف الجبالي لـ"العين الإخبارية" أن ارتفاع الضرائب المفروضة على مختلف السلع والبضائع، إضافة إلى تراجع القدرة الشرائية، أدى إلى تراجع مبيعات أغلب القطاعات التجارية في الأردن، حيث باتت جل القطاعات تشكو من تدني المبيعات.
ودعا الجبالي الحكومة الأردنية إلى إعادة النظر في قيمة الضرائب وتخفيض نسبة الفوائد البنكية ليتمكن الأردنيون والتجار من شراء السلع، وبالتالي تحريك العجلة الاقتصادية في البلاد.