من قاعة الدرس لأضواء الشاشة.. أستاذ يقود تلاميذه لمجد الغناء في فرنسا
في زمن تتسارع فيه الأخبار وتبهت فيه القصص الإنسانية، تبرز حكاية أستاذ فرنسي اختار أن يجعل من الموسيقى لغة تربية وحلم.
مارك لورواي، أستاذ إعدادي وقائد جوقة مدرسية، نجح في تحويل شغف بسيط داخل مؤسسة تعليمية محلية إلى إنجاز وطني لافت، بعدما قاد تلاميذه إلى نهائي برنامج "لا ميير كورال دو فرانس"، مثبتًا أن الإيمان بالموهبة والعمل الجماعي قادران على كسر كل التوقعات.
وفي إعدادية بيير-ريفيردي بمدينة سابل-سور-سارت الفرنسية، لا تدرس الموسيقى كمادة ثانوية أو نشاط ترفيهي عابر، بل كمشروع تربوي متكامل.
وهناك، يقف مارك لورواي، غيتاره بيده وصوته مرشدًا، ليقود جوقة من التلاميذ نحو تجربة فنية وإنسانية استثنائية، بحسب صحيفة "ويست فرانس" الفرنسية.
وبعد سنوات من العمل الهادئ والمثابرة داخل أسوار المدرسة توجت بإنجاز غير مسبوق، وهو بلوغ نهائي مسابقة تلفزيونية وطنية وبصمة واضحة على شاشة "فرانس.3".
خلال النهائي الذي أُقيم يوم 26 ديسمبر/ كانون الأول 2025، مثّلت جوقة الإعدادية منطقة بايي دو لا لوار، واستطاعت أن تحصد المركز الثاني على المستوى الوطني.
وكان أداء الأطفال صادقًا ومؤثرًا، بعيدًا عن الاستعراض المصطنع، ما جعلهم يلفتون انتباه الجمهور ولجنة التحكيم على حد سواء.
لجنة ضمّت أسماء بارزة في المشهد الفني الفرنسي، من بينها أدلين تونيتو، إلى جانب الأصوات المعروفة فانسان نيكولو، ونيكوليتا، وشيمين بادي، الذين أجمعوا على أن ما ميّز هذه الجوقة هو صدق الأداء وقوة الإحساس.

اللافت في التجربة أن جوقة سابل-سور-سارت كانت الوحيدة المؤلفة بالكامل من أطفال، في مواجهة جوقات من البالغين اعتادت الغناء المشترك منذ سنوات.
ورغم أن التدريبات لم تتجاوز نصف ساعة أسبوعيًا منذ بداية العام الدراسي، فإن التلاميذ عوّضوا قلة الوقت بالحماس والالتزام. ويرى لورواي أن “البراءة والعفوية، والغناء من القلب دون تصنّع”، كانت عناصر حاسمة صنعت الفارق.
لكن وراء هذا النجاح التلفزيوني، تبرز رسالة أعمق. فمارك لورواي لم يكن يسعى إلى لقب أو ترتيب بقدر ما كان يؤمن بدور الموسيقى في بناء شخصية التلميذ، وتعزيز ثقته بنفسه، وتعليمه قيمة العمل الجماعي.
تجربة الجوقة أصبحت بالنسبة لكثير من التلاميذ ذكرى مؤسسة، وربما نقطة تحول، تؤكد أن المدرسة يمكن أن تكون فضاءً للحلم بقدر ما هي فضاء للتعلّم.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA==
جزيرة ام اند امز