خافيير تيباس وبرشلونة.. من الحرب إلى وقف إطلاق النار
توقفت الخلافات مؤخرا بين خوان لابورتا رئيس نادي برشلونة، وخافيير تيباس رئيس رابطة الدوري الإسباني، بعد حلقات من الصدامات المتواصلة.
وقبل أيام قليلة كان خوان لابورتا يتهم تيباس بالتحيز ضد برشلونة على خلفية قضية خوسيه نيغريرا، نائب رئيس لجنة الحكام السابق بالليغا، الذي تم اتهام البارسا بتقديم رشاوى مالية له.
ويرى لابورتا أن قضية نيغريرا من الأساس لم تكن إلا "حملة موجهة ضد برشلونة"، عقابا للنادي على عدم توقيع اتفاقية "CVC" التي رفضها الثلاثي العريق في إسبانيا، البارسا وريال مدريد وأتلتيك بلباو.
وتقضي اتفاقية "CVC" التي حاولت رابطة الليغا فرضها على فرقها بأن الأندية ستتحصل على مبلغ ملياري يورو من حقوق البث التلفزيوني بين الرابطة وشركة "CVC Capital Partners"، وذلك من أجل زيادة قيمة البطولة.
وكان يفترض أن تحصل فرق الليغا في 2023 على 452.4 مليون يورو على أن تحصل الشركة المساهمة بـ8.2 % على 10% من حقوق بث الليغا وحقوق الرعاية لمدة 50 عاما.
ورغم أن الاتفاقية بدت إيجابية لفريق مثل برشلونة يعاني مالياً كون هذه الأموال ستساعده في تخفيض الديون والاستثمار والإنفاق على البنية التحتية فإن لابورتا رفضها.
وفي حيثيات رفضه أوضح رئيس برشلونة أنه: "لم تكن هذه الاتفاقية أكثر من قرض، ومن ثم وجدنا أنها لن تفيدنا.. لقد بعنا 25% من حقوق بث مبارياتنا مقابل 686 مليون وأنقذنا النادي، لم نتخلص من كل الديون، فهناك عجز بقيمة 200 مليون، ونواجهه بخطة تقشف".
واتهم لابورتا تيباس بأنه استفاد من الصفقة، كون راتبه بات أكبر عدة أضعاف من رواتب رؤساء البنوك، مع تهديد برشلونة بالتداعيات لإجباره على التوقيع.
وبعيداً عن تلك القضية هاجم تيباس برشلونة في قضية نيغريرا فقال: "هي أسوأ شيء حدث في تاريخ كرة القدم الإسبانية، أطلب من لابورتا تنكيس علم النادي والمساعدة في التحقيقات قدر الإمكان".
ولم يكن ممكنا فصل اتفاقية CVC وقضية نيغريرا عند الحديث عن تحيز رئيس رابطة الليغا ضد برشلونة كون توقيت المسألتين جاء متزامناً.
وكان من ضمن اتهامات برشلونة لتيباس الإدلاء بمعلومات مغلوطة بشأن قضية نيغريرا، حيث كشفت صحيفة "لا فانغورديا" أن تيباس قدم وثيقة لمكتب المدعي العام المنوط به التحقيق في القضية مكتوبة بخط يد مدير البارسا السابق، جوسيب كونتريراس، مما يورط رئيسي النادي السابقين، جوسيب ماريا بارتومويو وساندرو روسيل في الاختلاس.
وأوضحت الصحيفة أن الأسماء التي جاءت في الوثيقة لا تمس بثنائي رئاسة البارسا السابق ولا بالقضية نفسها، ومن ثم ظهر رئيس الرابطة كأنه يحاول تلطيخ سمعة النادي الكتالوني بأي طريقة.
وتسببت هذه الوثيقة في طلب برشلونة في بيان رسمي أن يتنحى تيباس عن منصبه، بعدما قدم "أدلة كاذبة" ودون أن يظهر لتفسير سبب ما قام به.
ومثلت كذلك بطولة دوري السوبر الأوروبي، المشروع الذي تمسك به برشلونة بصحبة ريال مدريد ويوفنتوس الإيطالي، حلقة أخرى من حلقات الحرب بين برشلونة وتيباس.
تيباس مثله مثل رؤساء الاتحادات الوطنية والحكومات في أوروبا رفض المشروع، بينما كان برشلونة أحد 3 فرق في أوروبا تشبثت بالبطولة التي لم تر النور بعد.
وعلق تيباس على رأيه قائلاً: "لن تكون هناك بطولة سوبرليغ، لأن هذا ببساطة واختصار سيدمر البطولات المحلية والأندية التي تقترحه، إنه ليس حلاً لمشاكل الأندية التي تتعرض لخسائر سنوية - في إشارة للبارسا".
كيف تصالح برشلونة مع تيباس؟
رغم كل ما سبق حدث الصلح، ووقف إطلاق النيران الصحفية مؤخراً بين النادي الكتالوني الأكثر تتويجاً بالليغا في آخر 15 عاماً ورابطة المسابقة.
وأشار تيباس ولابورتا مؤخراً إلى أنه يمكن أن تكون هناك علاقة ودية قوية بين الطرفين، رغم وجود شكوك عن أن هذا الأمر لن يستمر طويلاً.
وعلق لابورتا: "نحن في لحظة جيدة من حيث العلاقات المؤسسية والشخصية، بين المؤسستين والرئيسين.. في الحياة نمر بمراحل مختلفة، والآن نحن في مرحلة جيدة وعلاقتنا الشخصية عادت من جديد".
وتطرق رئيس البارسا للتأكيد على أن العلاقات بين الطرفين عادت شيئاً فشيئا من خلال الثقة المتبادلة.
على الجانب الآخر صرح تيباس: "كلكم تعلمون أنه من الصعب حين تلتقي لابورتا وجهاً لوجه ألا تكون مرتاحاً"، مضيفاً: "لقد أظهر برشلنة إشارات ودودة في الفترة الأخيرة".
ومثلما اشتعلت العلاقة بين برشلونة وريال مدريد على خلفية قضية نيغريرا فإن المصالح قد تتضارب قريباً ليحدث خلاف جديد بين البارسا ورابطة الليغا.