منطقة 2071 تجربة ريادية للإمارات في اختبار وتصميم مستقبل العالم
المنطقة تحتضن رواد الأعمال والجهات الحكومية والشركات العالمية في مركز واحد لاختبار وتصميم المستقبل.
تمثل "منطقة 2071 " التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، العام الماضي، تجربة عالمية ريادية.
وتحتضن المنطقة رواد الأعمال والجهات الحكومية والشركات العالمية في مركز واحد لاختبار وتصميم المستقبل ومحطة رئيسية، لتحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071 لتكون أفضل دولة في العالم، من خلال تعزيز قدرتها على مواكبة المتغيرات والاستعداد للمستقبل.
وتشكل "منطقة 2071" منصة تفاعلية تجمع نخبة العقول العالمية ومصنعاً لقرارات المستقبل ووجهة عالمية لشراكات حكومية وخاصة وحاضنة لمختبرات مستقبلية متخصصة ومركزاً جاذباً وداعماً لرواد الأعمال والشركات الناشئة.
ويتمثل دور منطقة 2071 في توفير منصة متكاملة لاقتصاد مستقبلي جديد في دولة الإمارات ودبي يرتكز على تطوير حلول مبتكرة للتحديات الكبرى وتطبيق الأفكار الخلاقة وتوظيفها في مختلف القطاعات، وتصميم مستقبل يمكن الأجيال القادمة من الأدوات والتوجهات التكنولوجية.
وتشكل المنطقة نقطة الوصل بين مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية والخدمات الحكومية ضمن منصة لاختبار وتصميم اقتصاد المستقبل بفضل موقعها ضمن أبراج الإمارات، الذي يضم الكثير من الوزارات والجهات الحكومية المعنية باستراتيجيات المستقبل، إضافة إلى قربه من مركز دبي المالي العالمي الوجهة العالمية للشركات المالية والاستثمارية ومركز دبي التجاري العالمي، الذي يستضيف مؤتمرات دولية متخصصة في مختلف القطاعات الحيوية.
ويرتكز عمل المنطقة على الشباب من خلال توفير الدعم لهم لاختبار وتصميم وتنفيذ حلول وابتكارات مستقبلية ضمن مجموعة متنوعة من برامج المسرعات وحاضنات الأعمال والمختبرات العالمية والمبادرات الحكومية.
وتستضيف عشرات البرامج العالمية والمبادرات الحكومية والمؤتمرات المتخصصة والفعاليات المجتمعية، التي كان آخرها "أسبوع دبي للمستقبل" الذي نظمته مؤسسة دبي للمستقبل و"سلسلة حوارات المستقبل" التي نظمتها مؤسسة القمة العالمية للحكومات.
وتجسد المنطقة رؤية الإمارات المستقبلية القائمة على إشراك المجتمع في منظومة الابتكار ورفد مسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة واستكشاف مستقبل العلوم والتكنولوجيا وتطوير منظومة العمل الحكومي والمؤسسي وضمان أفضل مستويات جودة الحياة وفق أطر أخلاقية وشاملة.
وتعتبر منطقة 2071 الحاضنة الأولى من نوعها في العالم لشراكات تصميم وصناعة المستقبل ومقراً للشركات ومراكز الخدمات والمختبرات الذكية، التي تعمل على توحيد وتنسيق وتكامل الجهود لتطوير حلول مبتكرة واعتماد أدوات جديدة تتماشى مع تكنولوجيا المستقبل، لمعالجة التحديات بكفاءة وفعالية وتسريع خطوات الوصول إلى المستقبل.
ويوفر مركز "ويف سبيس" فرصة لتعزيز الشراكة بين الجهات الحكومية والخاصة ورواد الأعمال في تحفيز الابتكار، والتركيز على التخطيط المدروس لاستراتيجيات الابتكار على المديين القصير والطويل، ويمثل إضافة نوعية لشبكة "إرنست ويونغ" الإقليمية التي تضم 19 مركزاً للابتكار في أبرز مدن العالم مثل شنغهاي وسنغافورة وسيدني وأمستردام وأنتويرب وبرلين.
ويتيح المركز الفرصة للخبراء لإبراز دور التقنيات الناشئة والمتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وأتمتة العمليات الآلية والتعاملات الرقمية "بلوك تشين" وتحليلات البيانات والأمن السيبراني وغيرها، ما يسهم في تعزيز ريادة الإمارات ومكانتها العالمية كمركز اقتصادي ووجهة مفضلة للشركات الدولية والناشئة وتطوير بيئات عمل ترفد جهود الحكومة لتحديث نماذج أعمالها.
ويهدف مختبر مستقبل الطيران، الذي تحتضنه منطقة 2071، ويضم فرق عمل لخمس من كبرى الشركات العالمية المتخصصة تشمل كلاً من "طيران الإمارات" و"إيرباص" و"جي إي" و"تاليس" و"كولينز" إلى دعم الأبحاث العلمية والمشاريع الهندسية، وتسليط الضوء على الأفكار المستقبلية والابتكارات الحديثة في قطاع الطيران الذي يشهد نمواً متواصلاً بفضل التكنولوجيا وابتكار مفاهيم جديدة للتنقل الجوي بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وغيرها.
ويشرف المختبر على إطلاق مجموعة من التحديات بهدف إيجاد حلول لها بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، ويتيح الفرصة للشركات العالمية والناشئة والمبتكرين والأكاديميين للمشاركة في هذه التحديات.
وسيتم اختيار 12 فريقاً وإحضارها إلى دبي للمشاركة في إنشاء مشاريع ونماذج أولية وتجريبها وتطويرها في منطقة 2071، ثم سيتم اختيار 3 فرق في المرحلة التالية لعرض أفكارها المبتكرة أمام الجهات الحكومية والاستثمارية لتنفيذ مشاريعها على أرض الواقع.
ويضم مختبر مستقبل البلوك تشين بالتعاون مع شركة "آي.بي.إم" العالمية مجموعة من الجهات الحكومية ومزودي حلول تكنولوجيا البلوك تشين لتسهيل استخدام هذه التقنية الحديثة في تطوير المنتجات والخدمات بالشراكة مع رواد الأعمال والشركات في منطقة 2071.
ويهدف المختبر الأول من نوعه في العالم إلى دعم منظومة الابتكار العالمي انطلاقاً من دولة الإمارات وتسريع الإنجاز العملي وتبني التقنيات الذكية والمستقبلية مثل البلوك تشين والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتعلم الآلات وغيرها بهدف إيجاد ممارسات ناجحة في هذا القطاع.
ويعمل مختبر مستقبل الطاقة بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي على تطوير الأبحاث والأفكار المستقبلية في قطاع الطاقة، الذي يمثل ركيزة رئيسية لبناء مستقبل مستدام في دولة الإمارات والعالم.
ويدعم المختبر الذي يمثل الذراع الرقمية لهيئة كهرباء ومياه دبي جهود الهيئة، لإحداث تغيير شامل في منظومة العمل الحكومي عبر تعزيز التعاون مع الجهات الحكومية والخاصة، وتبني نماذج جديدة لحكومات المستقبل في أربعة محاور رئيسية تتمثل في تطوير الأنظمة الذاتية التحكم للطاقة المتجددة وتخزينها والتوسع في استعمال الذكاء الاصطناعي وتقديم الخدمات الرقمية.
ويضم مختبر مستقبل ريادة الأعمال قاعات لاستضافة الاجتماعات وتنظيم المؤتمرات تدعم رواد الأعمال والشركات الناشئة والمتخصصة في قطاع التكنولوجيا في منطقة 2071، وتسهل لهم الحصول على رخص تجارية بالتعاون مع الجهات الحكومية الشريكة، إضافة إلى توفير الأدوات والمرافق اللازمة لاختبار المشاريع المبتكرة وإطلاقها.
وتمثل وزارة اللا مستحيل التي تتخذ من منطقة 2071 مقراً لها وتمثل الجيل القادم من الممارسات الحكومية، وتعمل على ملفات وطنية مهمة تتطلب معالجات سريعة وجريئة وقرارات فاعلة، وتتضمن مهامها تطوير حلول استباقية وجذرية لموضوعات معينة ضمن فترة زمنية محددة.
وتضم فرق عمل بمهام مشتركة من مختلف الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص والأفراد، ويتم تغيير تشكيلاتها حسب الملفات المطروحة على أجندة العمل.
أما المسرعات الحكومية التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في أكتوبر/تشرين الأول 2016، فتمثل منصة للتعاون والعمل المشترك بين الجهات الحكومية في الدولة، بهدف البحث عن حلول للتحديات وتحقيق الأهداف الطموحة خلال فترات زمنية قصيرة.
وتهدف المسرعات إلى إعادة التفكير في آلية عمل الجهات الحكومية من خلال طرح نموذج عمل تكاملي فريد من نوعه قائم على تسريع النتائج وتعزيز التعاون وتحفيز الابتكار.
ويتيح برنامج الدول المقيمة للدول الشريكة فرصة التعاون المباشر مع الجهات الحكومية والخاصة في منطقة 2071 في جهود استقطاب العقول المبدعة من مختلف أنحاء العالم وتشجيعهم على ابتكار مفاهيم وحلول مستقبلية وتبادل الخبرات والممارسات الناجحة في القطاعات المستقبلية.
ويوفر البرنامج للبعثات التجارية والدبلوماسية والثقافية والمكاتب التمثيلية والوفود الاستثمارية العديد من فرص الأعمال، ويتيح لها التواصل مع الجهات الحكومية والمؤسسات العالمية والشركات الخاصة والناشئة ورواد الأعمال والعلماء والخبراء في المنطقة.
ويسهم برنامج مسرعات دبي المستقبل، إحدى مبادرات مؤسسة دبي للمستقبل، الذي تستضيفه منطقة 2071، في ربط الشركات العالمية الكبرى ورواد الأعمال، بهدف التوصل إلى حلول للتحديات الرئيسية باستخدام تقنيات مبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وعلم الجينوم، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والحسابات المالية، ومحاكاة الطبيعة، والتكنولوجيا الحيوية.