"العاشق المهووس".. المحبوبة وريغان و"سائق الأجرة" في 6 رصاصات

"يا إلهي.. هذا بدأ يزعجني حقا، هل تمانع في إنهاء المكالمة؟".. كانت هذه الممثلة الأمريكية جودي فوستر ترد على "عاشق مهووس" يطاردها.
لم يتوقف الأمر عند محبوبة القلب، ولا الرسائل التي كانت تتسلل لها من تحت عتبة منزلها، بل كان للرئيس الأمريكي حينها رونالد ريغان عام 1981 نصيبا.
بدأ كل شيء مع فيلم "سائق سيارة الأجرة" عام 1975، والذي تصدر بشكل متكرر قوائم أفضل الأفلام، كما أنه أطلق مسيرة فوستر الفنية.
في الفيلم لعبت فوستر دور مراهقة "تعمل في الجنس" تُدعى إيريس التي تلفت انتباه الطبيب البيطري الفيتنامي المنعزل ترافيس بيكل.
بيكل أطلق النار على مُشغل إيريس، وتم الترحيب به كبطل بعد فشله في اغتيال مرشح رئاسي.
كان جون هينكلي يشاهد "سائق سيارة الأجرة" لأول مرة، بعيدًا عن عائلته، إلى حد أنه وجد نفسه في بطل الرواية المضطرب والساخط لسائق التاكسي، حتى إنه بدأ يرتدي مثل ترافس بيكل، ويحتفظ بمذكرات مثلما فعل الأخير.. باختصار أصبح مهووسا بفوستر.
بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في مقابلة معها أوردتها وسائل إعلام أمريكية، لم تكن فوستر تعرف حتى بوجود جون هينكلي حتى بدأ في تسليم الرسائل يدويا إلى عتبة بابها التي امتلأت بكلمات الحب والغزل.
ولأنها لم ترد عليه، بدأ جون في الاتصال بها هاتفيا، ففي المكالمة الأولى سألته من هو، ليجيبها: "أنا الشخص الذي كان يترك ملاحظات في صندوقك لمدة يومين".
يُشاع لدى البعض أنه إذا لم تعر المرأة الانتباه لمن يعجب بها من النساء، فسيتم تركها بمفردها، لكن العكس يمكن أن يكون صحيحا، فكلما تجاهلت فوستر هينكلي زاد هوسه.
هدية رأس السنة
في مكالمة ليلة رأس السنة الجديدة 1981، أخبرها "أي شيء قد أفعله في عام 1981 سيكون فقط من أجل جودي فوستر ". وأضاف: "أُفضل أن أراها في السماء على أن تكون مع رفاق آخرين".
في مارس/آذار من عام 1981، كتب هينكلي رسالته الأخيرة لفوستر، وأوجز خطته بـ"عمل تاريخي" يعكس حبكة الفيلم التي كان يخطط لها: "كما تعلمون جيدا الآن، أحبك كثيرا جودي، كنت سأتخلى عن فكرة قتل ريغان في ثانية إذا كان بإمكاني الفوز بقلبك والعيش معك بقية حياتي".
وأضاف "سأعترف لك أن السبب في أنني أمضي قدما في هذه المحاولة الآن هو أنني لا أستطيع الانتظار أكثر من ذلك لإثارة إعجابك. يجب أن أفعل شيئًا الآن لأجعلك تفهمين بعبارات لا لبس فيها أنني أفعل كل هذا من أجلك".
6 رصاصات.. ولكن
لم ينشر هينكلي الخطاب قط، إذ تركه في غرفته بالفندق، وتوجه إلى فندق هيلتون بواشنطن حيث كان الرئيس ريغان قد أنهى لتوه خطابه.
انتظر الولهان خارج الفندق إلى أن ظهر ريغان، ففتح النار عليه بست رصاصات في 1.7 ثانية، لكن تسديدته لم تكن في محلها.
أصابت الرصاصة الأولى السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جيمس برادي، الذي أصبح مقعدا طوال حياته أوقفت عقارب ساعتها بعد ٣٣ عاما متأثرا بإصابته.
الضحية الثانية كان ضابط الشرطة توماس ديلاهانتي، تلاه عميل الخدمة السرية تيم مكارثي الذي ألقى بنفسه ودفع هينكلي أرضا حتى تم تكبيل الأخير.
لكن ليس قبل أن ترتد الرصاصة السادسة والأخيرة من سيارة ليموزين الرئيس وتصيبه تحت ذراعه.
في خضم كل هذه الفوضى، لم يلحظ ريغان حتى إطلاق النار عليه، حتى بدأ يسعل دما.
عندما وصل إلى مستشفى جامعة جورج واشنطن ، كان على بعد دقائق من الموت.
بعد ظهر ذلك اليوم، كانت فوستر تسير في الحرم الجامعي مع صديقتها المقربة، صرخ أحدهم: لقد تم إطلاق النار على ريغان.
عندما عادت إلى غرفة سكنها كانت الكلمة الأولى التي خرجت من فم زميلها في الغرفة: "جون"، حينها علمت من هو المعتدي.