الشهيد سلطان الكتبي.. دماء إماراتية ترسم فجر اليمن
لكل انتصارات تضحيات جسيمة ممهورة بالدماء الزكية، خطها تحالف دعم الشرعية باليمن منذ انطلاق عملياته لاستعادة اليمن من عملاء إيران.
ولم تكن قوات الجيش الإماراتي العاملة ضمن التحالف العربي بمعزل عن تلك الانتصارات، حيث تقدم أبطالها البواسل الصفوف الأولى لمعركة التحرير، وصنعوا بدمائهم فجرا جديدا سطع ضياؤه في مأرب شرقا، وأنار ثغر عدن الباسم جنوبا، ويشرق نصرا مؤزرا في الساحل الغربي لليمن.
من بين هؤلاء الأبطال العقيد ركن سلطان الكتبي الذي سطر ضمن القوات الإماراتية المسلحة ملاحم استثنائية سيحفظها تاريخ اليمن في أنصع صفحاته.
وكان الكتبي ضمن القوات المسلحة الإماراتية التي شاركت بتحرير عدن في يوليو/ تموز 2015، ضمن عملية "السهم الذهبي"، حيث تولى الجيش الإماراتي قيادة الآليات على الأرض ودك تحصينات مليشيات الحوثي التي تقهقرت تجر أذيال الهزيمة.
ومن عدن توسعت المعارك على أكثر من محور لتحرير محافظات جنوبي اليمن، لكن الأهم كانت تلك القوات التي توغلت عبر الشريط الساحلي لتأمين خليج عدن باتجاه مضيق باب المندب.
"نصر الحالمة"
ومطلع أكتوبر/ تشرين أول 2015، خط الكتبي مع رفاقه أحد أهم الانتصارات المفصلية تحت غطاء ناري من بوارج قوات التحالف العربي والتي تقدمت في تحرير مضيق باب المندب وجزيرة "ميون" وطرد الحوثيين رغم الألغام البحرية.
ومن باب المندب استمرت العمليات العسكرية صوب مديرية "ذباب"، شمالا على أرض أولى مديريات محافظة تعز، وهناك أسند للعقيد الكتبي مهمة شؤون المقاومة اليمنية في مسعى لترتيبها والانطلاق في مرحلة عملياتية جديدة.
حدث ذلك في نوفمبر/ تشرين ثاني من العام نفسه، عندما أطلقت قوات تحالف دعم الشرعية باليمن عملية عسكرية واسعة النطاق حملت اسم "نصر الحالمة"، بهدف تحرير محافظة تعز وفك الحصار الذي تفرضه عليها المليشيات المدعومة من إيران.
وكان الكتبي في طليعة القوات المشاركة بالعملية العسكرية التي تشمل تحركا بريا وقصفا مدفعيا وجويا لتحرير محافظة تعز التي تعرف بـ"الحالمة"، وهي عاصمة اليمن الثقافية.
وحينها، جهت العملية ضربات موجعة وقاصمة للمليشيات الانقلابية التي تراجعت للتحصن وسط المدنيين في مديرية المخا المطلة على البحر الأحمر.
بالدماء
في 12 ديسمبر/ كانون أول 2015، استيقظ الشعب اليمني والإماراتي على حد سواء على إعلان القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية استشهاد الضابط العقيد الركن سلطان محمد بن هويدن الكتبي، خلال مشاركته في عمليات تحرير محافظة تعز جنوبي اليمن.
وضاعف رحيل الكتبي من آلام الشارع اليمني الذين كان يتوق للخلاص العاجل من مليشيات الحوثي، لكن بيان القوات المسلحة الإماراتية نعاه بفخر مؤكدا استشهاده وهو يشارك ضمن عملية إعادة الأمل التي تقودها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية ضد مليشيات الحوثي للدفاع عن اليمن وشرعيته واسترداد حقوق شعبه.
ووفق مصادر عسكرية تحدثت لـ"العين الإخبارية"، فقد كان العقيد الكتبي يشرف على شؤون المقاومة اليمنية ضمن عملية "نصر الحالمة" واستشهد إلى جوار رفيقه الضابط السعودي العقيد الركن عبدالله السهيان، في هجوم صاروخي غادر لمليشيات الحوثي استهدف بلدة "ذوباب" شمالي باب المندب.
وذكرت المصادر نفسها أن الكتبي كان أحد رفاق قائد المنطقة العسكرية الرابعة بالجيش اليمني اللواء الركن أحمد سيف المحرمي، وهو قائد يمني بارز استشهد في 2017 بذات جبهة القتال، في دلالة وثيقة على شراكة الدم الإماراتي والسعودي واليمني.
ويعتبر الكتبي المولود سنة 1971، أحد أبطال القوات المسلحة الإماراتية الذين قدموا أرواحهم فداء للأمن القومي بالوطن العربي، وخطوا بدمائهم فجرا جديدا في اليمن وقهروا مشروع إيران ووكلائه الحوثيين.
aXA6IDMuMTQ0LjE3LjE4MSA= جزيرة ام اند امز