كارثة تغير المناخ تهدد محاصيل دلتا النيل.. فقر مائي
تحذير خطير أطلقته، وزيرة التنمية الألمانية، حول مستقبل دلتا النيل التي تعد أحد أكثر مناطق اكتظاظا بالسكان، يستوجب الانتباه.
وتعتزم الوزيرة الألمانية سفينيا شولتسه زيارة مشروعات دلتا النيل التي تهدف للتعامل مع تغير المناخ اليوم الأحد خلال زيارتها لمصر للمشاركة في أعمال مؤتمر المناخ العالمي (كوب 27) بمدينة شرم الشيخ.
وقالت شولتسه اليوم إنه يمكن هنا رؤية مدى مأساوية تأثير تغير المناخ، وأوضحت بقولها: "دلتا النيل التي تعد أحد أكثر مناطق العالم خصوبة واكتظاظا بالسكان، مهددة بسبب ندرة المياه وارتفاع منسوب مياه البحر والملوحة".
- رسالة جون كيري للأغنياء: الوقت مناسب لتعويض فقراء تغير المناخ
- رئيس دولة الإمارات: "قمة العشرين" اجتماع عالمي مهم
وبحسب تصريحات الوزيرة الألمانية، يتعلق الأمر تحديدًا بإذا ما كان ملايين الأشخاص في المنطقة سيظلوا قادرين على العثور على الطعام والمسكن في المستقبل.
ومن المقرر أن تطلق شولتسه رسميا "درع حماية عالمي" في مواجهة مخاطر تغير المناخ وذلك بالتعاون مع وزراء آخرين خلال مؤتمر المناخ العالمي.
وفي سياق متصل صرحت وزيرة التنمية الألمانية بأنها ترى أن توافر أدوات الضمان الاجتماعي في الدول المهددة بالتعرض لأزمات يعد أحد شروط تحقيق النجاح في مكافحة الاحتباس الحراري.
وقالت شولتسه اليوم في مصر: "الضمان الاجتماعي هو أفضل وقاية من الأزمات، وباء (كورونا) أظهر ذلك، ويسري ذلك أيضا على التعامل مع صدمات المناخ".
في الوقت ذاته أكدت الوزيرة الألمانية أن الضمان الاجتماعي يعد أيضا شرطا لانخراط المجتمعات في "التحول المناخي" الضروري، وقالت: "المجتمعات المنقسمة لا تحل المشكلات الجماعية".
وكان هانى سويلم وزير الموارد المائية والري قد أعلن خلال مؤتمر المناخ أن زيادة منسوب مياه سطح البحر يؤثر علي دلتا النيل بقوه سواء فوق الأرض من خلال النحر أو تحت الأرض بتداخل مياه البحر مع المياه الجوفية والتسبب فى زيادة ملوحتها ، بالإضافة للتأثير الغير متوقع للتغيرات المناخية على منابع النيل، فى الوقت الذى تأتى فيه نسبة ٩٧% من المياه المتجددة في مصر من حوض النيل.
كما أكد نائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل جور ضمن فعاليات قمة المناخ COP27، على أن الأراضي الزراعية في دلتا النيل، أصبحت مالحة؛ لأن مستوى البحر ارتفع، مشيرًا إلى أن ارتفاع مستوى البحر أدى إلى زيادة في ملوحة التربة.
وتهدد التبعات الكارثية المخيفة الدلتا المصرية التي تغطي قرابة 240 كيلومتراً مربعاً، بداية من شمال العاصمة المصرية القاهرة حيث يتدفق نهر النيل، وتمتد من الجهة الشرقية من بورسعيد إلى أن تصل إلى الجهة الغربية حتى الإسكندرية، وهي تكتظ بالسكان، حيث تبلغ نسبتهم قرابة 40 في المئة من سكان مصر البالغ عددهم 104 مليون نسمة.
وبحسب وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة تمثل دلتا النيل نصف اقتصاد مصر، حيث شكلت فروع الأنهار أرضاً خصبة غنية عن طريق ترسب الطمي أثناء شق طريقها إلى البحر، ومنذ العصور الضاربة في القدم، كانت المنطقة بمثابة سلة غذاء للإمبراطوريات.
ووفق تقرير رسمي أصدرته وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بعنوان (مستقبل المحاصيل الزراعية في ظل التغيرات المناخية التي تشهدها مصر والعالم) أغلب النشاط الزراعي المحلي يتمحور في منطقة دلتا النيل، لافتاً إلى أن ذلك يعني تعرضه إلى أخطار ارتفاع مستوى سطح البحر، ما يعصف بالإنتاجية الزراعية المحلية.
كان اتفاق باريس للمناخ الذي وقعت عليه 197 دولة بينها مصر قد دعا إلى الالتزام بخفض درجات الحرارة العالمية إلى ما هو “أقل بكثير” من درجتين مئويتين والسعي الجاد للحد من الاحتباس الحراري لكي لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية لضمان حماية كوكب الأرض من تبعات كارثية يسببها تغير المناخ.
aXA6IDMuMTIuNzMuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز