صحف بريطانية: هزيمة مدوية لـ"ماي" بعد رفض اتفاق "بريكست"
الصحف البريطانية تفرد مساحات كبيرة للحديث عن رفض البرلمان البريطاني خطة رئيسة الوزراء تريزا ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي.
كلمة "الهزيمة" ظهرت بقوة على الصفحات الأولى للصحف البريطانية، الأربعاء، حيث لا توجد أي مؤشرات على انفراج أزمات رئيسة الوزراء تيريزا ماي.
تبدو تيريزا ماي محبطة على الصفحات الأولى لمعظم الصحف، التي تركز جميعها على هزيمة ماي الثانية في معركة التصويت على اتفاق "بريكست" في مجلس العموم الليلة الماضية.
ورفض مجلس العموم البريطاني مساء الثلاثاء خطة رئيسة الوزراء تيريزا ماي المعدلة للخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، حيث صوت 391 نائباً ضد الخطة، بينما صوت 242 لصالحها.
الجارديان: هزيمة نكراء
ونشرت الصفحة الرئيسية للجارديان عنوانا "هزيمة مدوية أخرى لماي قبل 16 يوما من تاريخ الخروج من الاتحاد الأوروبي".
وقالت هيذر ستيوارت، المحررة السياسية للصحيفة: "إن ماي منيت بهزيمة ثانية مهينة في تصويت البرلمان على خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي، فيما يمثل ضربة جديدة لسلطتها التي منيت بخسائر بالغة.
وتضيف الكاتبة إنه قبل 16 يوما فقط من الموعد المحدد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تجاهل أعضاء البرلمان توسل ماي "أرجوكم أبرموا الخطة"، بعد أن قال الحزب الديمقراطي الوحدوي، وهو حزب أيرلندا الشمالية الداعم لماي، إنه غير مقتنع بالتطمينات التي حصل عليها مؤخرا من الاتحاد الأوروبي.
وتضيف الكاتبة أنه بعد "الهزيمة الكارثية" نهضت ماي لتقول إنها تشعر "بخيبة الأمل العميقة"، وإن أعضاء البرلمان سيكون لديهم اليوم فرصة لنقاش إمكانية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.
ديلي تليجراف: ماي تصمد رغم الهزيمة
ذكرت الصحيفة أن "ماي تصمد رغم الهزيمة الثانية، وتقود الصحيفة المؤيدة لبريسكت إلى حقيقة أن "تيريزا ماي مستعدة اليوم للتصويت لمنع بريكست بدون صفقة بعد أن تعرضت لهزيمة مهينة أخرى تركتها تقاتل من أجل رئاستها للوزراء".
وفي الصفحة الأولى لصحيفة ديلي تلجراف قالت أليسون بيرسون في مقال بعنوان "مثل سوبرانو محتضرة" إن مشهد ماي يبدو كما لو كان مشهد احتضار في عمل من أعمال الأوبرا، حيث تتعالى صرخات السوبرانو وتترنح حتى تكاد تسقط على خشبة المسرح، بينما يجلس المشاهدون ويتمنون نهاية المشهد، محدثين أنفسهم "أرجوكم ضعوا نهاية لكل هذا الشقاء".
وتقول الكاتبة إن مشاهدة ماي في مجلس العموم كان "أمرا مؤلما"، فلم تتمكن حتى من الاعتماد على مستشاريها المقربين".
التايمز: قيادة نحو اليأس
تعرض التايمز صورة لماي في سيارتها بعد أن غادرت البرلمان عقب الهزيمة في التصويت، وكان عنوانه "القيادة نحو اليأس". وتقول الصحيفة: "لقد غرقت بريطانيا في أزمة سياسية الليلة الماضية حيث فقدت تيريزا ماي السيطرة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد هزيمتها النكراء الثانية في مجلس العموم بسبب صفقتها."
وأضافت: "يجتمع مجلس الوزراء في وقت مبكر اليوم وسط تكهنات بأن وفدا من كبار المحافظين قد يطلب من ماي الاستقالة هذا الأسبوع، ما يثير احتمال إجراء انتخابات أخرى لكسر الجمود".
فايننشال تايمز: ماي تفقد السيطرة
وفي صحيفة الفايننشال تايمز قال جيمس بلتز في مقال بعنوان "الخطوات القادمة"، إن رفض أعضاء البرلمان خطة ماي يعني أنهم لهم صوت أكبر ورأي أهم فيما إذا كانت بريطانيا ستخرج من الاتحاد الأوروبي.
وتضيف الصحيفة إن إخفاق ماي المتكرر أدى إلى فقدان أعضاء البرلمان المؤيدين للخروج من الاتحاد الثقة في ماي، حيث حاول 100 منهم إبعادها عن منصبها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ويقول الكاتب إنه من شبه المؤكد أن البرلمان سيصوت ضد الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، ويضيف أنه من المحتمل أن يوافق البرلمان على تمديد العمل بالمادة 50 من معاهدة لشبونة، والتي تبدأ بتفعيلها مفاوضات خروج أي دولة عضو من الاتحاد، مدة قد تصل إلى 3 أشهر.
"ديلي ميرور": فوضى تأخر بريكست
تركز صحيفة "ديلي ميرور" على حالة عدم اليقين التي تنتظر البلاد، التي تقول إنها غرقت في: "فوضى تأخر خروج بريكست"، وإن ماي تستسلم بعد هزيمة نكراء أخرى تاركة البلاد في مواجهة أشهر من الفوضى".
"ديلي ميل": "بيت الحمقى"
تعرف الصحيفة على من بالضبط تلقي باللائمة اللوم في هذا الوضع، ووصفت البرلمان بـ"بيت الحمقى". تقول الصحيفة المؤيدة بشدة لبريكست، والموالية لماي: "لقد تعهدوا بتسليم بريسكت الذي صوتت بريطانيا لصالحه -وجعلوها في متناول أيديهم. لكن في الليلة الماضية، اختار أعضاء البرلمان بدلاً من ذلك أن يغرق أمتنا اليائسة في الفوضى".
"آي": "خرجت عن نطاق السيطرة"
وصفت "آي" أحداث الأمس، بأنها "خرجت عن نطاق السيطرة"، حيث قيّمت هزيمة العموم بأنها مهينة لرئيسة الوزراء، مضيفة أن "استراتيجية ماي في حالة يرثى لها بعد تعرضها لخسارة ثقيلة ثانية".
"ذا صن": "عرض الموت المرعب"
تركز صن أيضًا على أن ماي تفقد صوتها، ووصفت التصويت بأنه "عرض الموت المرعب". تقول الصحيفة "لقد ماتت خطة ماي المعدلة لبريكست الليلة الماضية بعد أن ألحق بها نواب حزب المحافظين المتشددون هزيمة مدمرة أخرى"، التي "تترك بريطانيا دون أي مسار خروج واضح من الاتحاد الأوروبي".
"ديلي إكسبريس"
تتساءل صحيفة "إكسبريس" عن "إلى أي مدى تستطيع بريطانيا أن تصمد". تقول الصحيفة، التي كانت تؤيد "بريكست" قبل استفتاء عام 2016 "بعد حوالي 1000 يوم من تصويت البلاد على ترك الاتحاد الأوروبي، تعاني ماي من هزيمة أخرى تبدو مؤكدة لتأخير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وسحق آمال 17.4 مليون شخص".