التحفيز والهوس بالتفاصيل.. 7 أسباب تجعل توخيل مثاليا لمنتخب إنجلترا
يحلم جمهور منتخب إنجلترا بتحقيق النجاح الذي طال انتظاره من خلال الألماني توماس توخيل، المدير الفني القادم لـ "الأسود الثلاثة".
وتوصل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم يوم الأربعاء، لاتفاق مع توماس توخيل بتولي تدريب الفريق الوطني بداية من 2025 لمدة عام ونصف، وبالتحديد فاعليات كأس العالم 2026 في أمريكا والمكسيك وكندا.
ومن جانبه سيقود لي كارسلي المدير الفني المؤقت كتيبة "الأسود الـ3" في آخر مباراتين بدور المجموعات بدوري أمم أوروبا "القسم الثاني" في عطلة نوفمبر/ تشرين الثاني المقبلة.
ويبدو أن الرأي العام الإنجليزي لديه أسباب عديدة تدعوه بالتفاؤل بتولي المدرب السابق لتشيلسي المسؤولية الفنية لـ "الأسود الثلاثة"، خاصة أن لهم تجربة ناجحة مع "البلوز".
وقاد توماس توخيل وعلى عكس التوقعات تشيلسي للقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2020-2021 بعد مسيرة شهدت إقصاء ريال مدريد الإسباني ثم الفوز في النهائي 1-0 على مانشستر سيتي.
ولقد وضع الإعلامي الشهير بيرس مورغان قائمة حول أهم الأسباب التي تجعل توخيل مثالياً لقيادة الإنجليز في الفترة المقبلة في مقال له بصحيفة "ذا صن" البريطانية.
ثقة مفرطة في النفس
في البداية، أشاد مورغان في مقاله بثقة توماس توخيل الشديدة في نفسه والتي وصفها بالمخيفة، لكنها ضرورية في منصب المدير الفني لإنجلترا.
وقارن مورغان بين عقلية توخيل ونظيرتها لدى كارسلي الذي أظهر عدم ثقة بنفسه في مؤتمر صحفي مؤخراً قال فيه: "هذه الوظيفة تستحق مدرباً من الطراز العالمي فاز بالبطولات ولا يزال قادراً على ذلك".
وعلق الإعلامي الشهير: "ضعيف للغاية، أنت في الخمسين من عمرك ولا تدعم نفسك لوظيفة كبيرة الآن، فلن تكون قادراً أبداً على القيام بها، ولكن لحسن الحظ فإن توخيل لا يعاني من هذه الشكوك الذاتية".
يعرف من أين تؤكل الكتف؟
يرى مورغان كذلك أن توماس توخيل وبفضل تجربته الناجحة مع تشيلسي يعرف الطريقة التي تدار بها بطولات الكؤوس أو المسابقات الكبرى مثل كأس العالم وكأس أمم أوروبا.
وبعيداً عن لقب "تشامبيونز ليغ" 2021 مع تشيلسي تأهل توخيل لنهائي نسخة 2020 مع باريس سان جيرمان الفرنسي وهذا العام كاد أن يصل ببايرن ميونخ الألماني للنهائي ضد بروسيا دورتموند لولا السقوط في الدقائق الأخيرة في سيناريو دراماتيكي ضد ريال مدريد الإسباني.
وأسهب: "يعرف توخيل ما يلزم للوصول إلى خط النهاية للفوز بالبطولات، وهو ما فشل فيه جاريث ساوثجيت مرارًا وتكرارًا".
وخسرت إنجلترا مع ساوثغيت نهائي كأس أمم أوروبا 2020 ضد إيطاليا بركلات الترجيح بعد تعادل 1-1، ثم تكرر السيناريو في نسخة 2024 ضد إسبانيا بسقوط 1-2.
حب إنجلترا
أظهر توخيل حباً شديداً للمنتخب الإنجليزي في تصريحاته يوم الأربعاء والتي تحدث فيها عن عشقه للعمل في الدوري الممتاز في إنجلترا.
واستعان مورغان بتصريحات للصحفي الألماني رفائيل هونيغشتاين لموقع "توك سبورت" البريطاني: "إنه يحب الإنجليز بشكل معلن، يحب كرتهم ولاعبيهم ولديه شغف حقيقي بهم".
وقال توخيل في تصريحاته: "آمل في إقناع جمهور إنجلترا بأني فخور بعملي كمدرب لمنتخبهم وأن لدي الشغف بالبريميرليغ وأحب العيش والعمل هنا".
تدريبات من نوع خاص
بعيداً عن الأمور الفنية المعتادة ومدى جودة توخيل فيها، فإن المدرب صاحب الـ51 ربيعاً، متأثر بالعالم الألماني فولغانغ شولهورن الذي تميز بقدرته على إجبار طلابه على إيجاد حلول جديدة للمشاكل.
ويقول شولهورن: "لو أردنا الحصول على أداء استثنائي علينا أن نتدرب بشكل غير عادي"، وهو ما يطبقه توخيل بالفعل من خلال المران.
ويجبر المدرب السابق لبايرن ميونخ لاعبيه على مسك كرات التنس أثناء التدريبات الدفاعية لمنع ارتكاب أخطاء غير ضرورية بالإضافة إلى استفزازهم الدائم كي يكون جاهزين لأي نوعية من الغضب قد تحدث أثناء المباريات وينجح في القيام بذلك.
التمرس على إدارة النجوم
ولا يمكن نسيان أو تجاهل قدرة توخيل على إدارة النجوم وهو ما حدث في باريس سان جيرمان حين تولى قيادة البرازيلي نيمار دا سيلفا وكيليان مبابي وقاد الفريق لنهائي الشامبيونز ليغ الوحيد في تاريخه.
وكذلك قاد توخيل هاري كين في الموسم الماضي مع بايرن ميونخ وجعله يتوج هدافاً للدوري الألماني "بوندسليغا" ويحقق جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في دوريات أوروبا.
ويضيف الإعلامي البريطاني: "نحن بحاجة إلى شخص يمكنه الحصول على أفضل نسخة من لاعبينا الرائعين، وهو شيء لم ينجح ساوثغيت في تحقيقه أبدًا".
الهوس بالكمال
يرغب توماس توخيل دوماً في الوصول إلى الكمال ومن ثم فهو يهتم بكل كبيرة وصغيرة وبكافة التفصيلات.
لقد أكد المدرب الألماني ذات مرة أنه لا مجال عنده للتقليل من قوة التحضير لأنه أحد جوانب النجاح الأساسية.
محفز شرس
لدى توخيل كذلك تجارب استثنائية وخاصة في تحفيز لاعبيه بدأت في تجربته الأولى مع ماينز الألماني الذي قاده ما بين 2009 و2014.
وأخفى توخيل شارة النادي في جبل أثناء جولة بالدراجة الهوائية ثم أخبر لاعبي فريق الشباب أنهم لو تأهلوا لنهائي دوري 19 سنة سيستردوها.
ومن جانبه علق كونستانتين فرينغ لاعب ماينز على هذا الموقف قائلا:ً "لقد شعرنا جميعًا بالقشعريرة. كنا لنقتل شخصًا من أجله. لقد أردنا الفوز كثيرًا. وهذا ما فعلناه".
ويعلق مورغان على هذا الموقف قائلاً: "إذن لو أخذ توخيل المنتخب الإنجليزي في جولة بالدراجة الهوائية ودفن شارة الأسود الـ3 فإننا وقتها سنعرف ما الذي سيحدث في كأس العالم 2026".