40 ألف قضية إثبات زيجات في الجزائر.. زواج الفاتحة بسبب الجائحة

أدّت جائحة "كورونا" إلى تغيّر بعض عادات الزواج في البلدان العربية. وفي الجزائر كشفت إحصائية حديثة عن ظاهرة "غير مسبوقة".

ذكر تقرير لصحيفة "الشروق" الإلكترونية الجزائرية عن تحوّل الزواج الشرعي من دون عقد مدني في الجزائر بتداعيات كورونا إلى ظاهرة اجتماعية.

• الزواج ممنوع بأمر كورونا في الصين.. قفزة وبائية خطيرة

وكشفت ملفات إثبات الزواج في المحاكم الجزائرية، عن عودة ملحوظة لـ"زواج الفاتحة"، خاصة خلال مرحلة فرضتها قيود جائحة كورونا، حيث أكد بعض الحقوقيين أن الزواج الشرعي دون عقد مدني، بات ظاهرة اجتماعية، وأن قضايا إثبات الزواج في أقسام شؤون الأسرة، ارتفعت بشكل رهيب، ووصلت إلى زيادة بنسبة 15%، علما أن المحاكم، بحسبهم، كانت قبل 2020، تسجل سنويا، 4 آلاف حالة زواج غير موثق.

وشكل تجميد تسجيل عقود الزواج في البلديات لمنع التجمعات تفاديا لانتشار عدوى فيروس كورونا المستجد، خلال صيف 2020، حلقة فاصلة في تاريخ الزواج في الجزائر، حيث لجأ كثير من الشباب إلى الزواج بـ "الفاتحة" إلى حين تثبيته بعد رفع تجميد تسجيل العقود.

وأحدث منع تسجيل الزواج عند الموثقين أيضا، حالة ارتباك وقلق لأزواج حددوا مواعيد عقد قرانهم، وهو ما جعل بعضهم يضطر لعدم تأجيل الزواج والاكتفاء بقراءة الفاتحة.

وقال حقوقيون إن الأرقام المتعلقة بزواج الفاتحة غير محددة بدقة، ولا يمكن معرفة عدد هذه الزيجات بالضبط، ولكن تبقى -حسبهم – قضايا إثبات الزواج، والنسب، أحد مؤشرات انتشار هذا النوع من الزواج.

وقدر  المحامي عمار حمديني، معتمد لدى مجلس قضاء الجزائر، نسبة تزايد قضايا إثبات الزواج في أقسام الشؤون الاجتماعية، بنحو 10% أو يزيد عن ذلك قليلا، وهو ما يؤكد، حسبه، الزيادة في عدد زيجات دون عقود إدارية، موضحا أن ما يجعل المرأة تلجأ إلى إثبات الزواج في الغالب، هو الحمل، أو الرغبة في الحمل.

ومن جهته، قال خلف شريف، عضو نقابة محاميي الجزائر العاصمة، إن التزايد الملحوظ في ملفات إثبات الزواج وتراكمها في أقسام شؤون الأسرة، تعكس جانبا مهما لظاهرة الزواج بالفاتحة في الجزائر، رغم أن الأرقام تبقى بعيدة عن الواقع.

وأكد لخلف أن ملفات إثبات الزواج ارتفعت بنسبة تتراوح بين 10 بالمائة إلى 15 من المائة خلال جائحة كورونا، ورغم أن هذه الزيادة تحمل عددا من ملفات الزواج الذي تم خلال تجميد إبرام العقود في البلديات، إلا أن هناك زيجات بالفاتحة تقف وراءها عدّة أسباب.