"أبو الإنترنت" يطلق خطة عالمية من 9 مبادئ لحماية الشبكة
مخترع الإنترنت يدعو الحكومات والشركات والأفراد لإنقاذ الشبكة وحمايتها من سوء الاستخدام والتأكد من أنها تفيد البشرية
أعلن مخترع شبكة الإنترنت المهندس وعالم الحاسوب الإنجليزي السير تيم بيرنرز لي، الإثنين، خطة عمل عالمية تعتمد على 9 مبادئ لحماية الشبكة العالمية من سوء الاستخدام والتأكد من أنها تنفع البشرية.
تهدف الخطة التي أطلق عليها "عقد شبكة الإنترنت" لإنقاذ شبكة الإنترنت من التلاعب السياسي والأخبار المزيفة وانتهاكات الخصوصية وغيرها من القوى الخبيثة التي تهدد بإغراق العالم في "ديستوبيا رقمية" أو "واقع رقمي مستقبلي مرير"، حسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وتتطلب "عقد شبكة الإنترنت" إقرار الحكومات والشركات والأفراد للتعهد بالتزامات محددة لحماية الويب من سوء الاستخدام وضمان استفادة البشرية منها.
وقال بيرنرز لي، الشهير بـ"أبو الإنترنت"، لصحيفة الجارديان: "أعتقد أن خوف الناس من حدوث أشياء سيئة على الإنترنت أصبح، بشكل مبرر، أكبر وأكبر".
وأضاف: "إذا تركنا الإنترنت كما هي، فهناك عدد كبير جدا من الأشياء التي سوف تسوء. يمكن أن ينتهي بنا المطاف بديستوبيا رقمية إذا لم نغير الأمور. لا نحتاج إلى خطة مدتها 10 سنوات للإنترنت، بل نحتاج إلى تغيير مسار الشبكة الآن".
ويحدد العقد، الذي عملت عليه 80 منظمة لأكثر من عام، تسعة مبادئ رئيسية لحماية شبكة الإنترنت، ثلاثة منها لكل من الحكومات والشركات والأفراد.
وتحظى الوثيقة، التي نشرتها "مؤسسة الشبكة العنكبوتية العالمية" المملوكة لبيرنرز لي بدعم أكثر من 150 مؤسسة، تشمل مايكروسوفت وجوجل وفيسبوك ومجموعة الحقوق الرقمية "إليكترونيك فرونتير فاونديشن".
ويتعين على من يدعمون العقد أن يثبتوا أنهم يطبقون المبادئ ويعملون على إيجاد حلول للمشكلات الأكثر صعوبة، أو يواجهون الحذف من قائمة المؤيدين، وإذا نفذ هذا الشرط كما ينبغي، فقد لا يستمر البعض في القائمة لفترة طويلة.
وكانت منظمة "العفو الدولية" اتهمت جوجل وفيسبوك بـ"تمكين إلحاق الضرر بحقوق الإنسان على نطاق سكاني". ويأتي هذا التقرير بعد أسابيع من اكتشاف حصول جوجل على سجلات صحية شخصية لـ50 مليون أمريكي دون موافقتهم.
تتطلب مبادئ العقد من الحكومات بذل كل ما في وسعها لضمان احترام كل شخص يرغب في الاتصال بالإنترنت واحترام خصوصيته. وأن تكفل للأشخاص حق الوصول إلى أي بيانات شخصية محفوظة لهم، ولهم الحق في الاعتراض أو الانسحاب من معالجة تلك البيانات.
وتُلزم المبادئ الإضافية الشركات بجعل الوصول إلى الإنترنت في متناول الجميع وتدعوهم إلى تطوير خدمات الإنترنت لأصحاب الهمم ولمن يتحدثون لغات أقليات.
ولبناء الثقة عبر الإنترنت، تلتزم الشركات بتبسيط إعدادات الخصوصية من خلال توفير لوحات تحكم، حيث يمكن للأشخاص الوصول إلى بياناتهم وإدارة خيارات الخصوصية الخاصة بهم في مكان واحد.
هناك مبدأ آخر يتطلب من الشركات تنويع القوى العاملة لديها، والتشاور مع المجتمع الواسعة قبل وبعد إصدار منتجات جديدة، وتقييم مخاطر نشر تقنياتها معلومات مضللة أو الإضرار بسلوك الأشخاص.
كما تدعو ثلاثة مبادئ أخرى الأفراد إلى إنشاء محتوى ثري وملائم لجعل شبكة الإنترنت مكانا ذا قيمة، وبناء مجتمعات قوية على الإنترنت يشعر فيها الجميع بالأمان والترحيب، وأخيرا الكفاح من أجل الإنترنت، حتى تظل مفتوحة للجميع في كل مكان.
وقالت إميلي شارب مديرة السياسة في مؤسسة الشبكة العنكبوتية: "تأثير شبكة الإنترنت كقوة من أجل الخير تتعرض للتهديد والناس يطالبون بالتغيير. نخن عازمون على تشكيل هذا النقاش باستخدام الإطار الذي يحدده العقد".