اللؤلؤة الزرقاء.. مدينة مغربية تحتفظ بألوانها منذ 5 عقود
شفشاون تأسست عام 1471 كنقطة دفاع ضد البرتغاليين الغزاة، وبعد عقدين توسعت المدينة مع وصول اللاجئين الفارين من غرناطة
تتباين المناظر الطبيعية بشدة في المغرب، بداية من الكثبان الذهبية للصحراء مرورا بالسهول الساحلية الخضراء وصولا إلى جبال الأطلس الكبير.
وفي شمال المغرب، تقع اللؤلؤة الزرقاء شفشاون، وهي واحدة من أكثر الأماكن الفريدة، بشوارعها المتعرجة والمنحدرة التي تبدو كأنها لوحة طبيعية يطغى عليها اللون الأزرق.
تقع شفشاون في جبال الريف في الجزء الشمالي من البلاد، على بعد ساعتين من طنجة وأكثر من 3 ساعات من فاس.
المدينة ليس من السهل الوصول إليها، ولكنها تعد زائريها بتجربة فريدة، حيث يمكن للزائر مشاهدة غروب الشمس من الأسطح الزرقاء، أو التجول بين الأزقة الرائعة، وسط درجات الألوان الباردة التي تغطي البيوت والبنايات والشوارع، مرورا بالأبواب والنوافذ والسلالم، وصولاً إلى أعمدة الكهرباء والمزهريات التي تزين أبواب البيوت.
تأسست شفشاون، عام 1471 كنقطة دفاع ضد البرتغاليين الغزاة، وبعد عقدين توسعت المدينة مع وصول المسلمين والفارين من التطهير العرقي في غرناطة الإسبانية.
وبنى هؤلاء السكان الجدد منازل شفشاون المميزة المطلية باللون الأبيض والأزرق، وزينوا ساحات الأفنية بأشجار الحمضيات، ما أعطى المدينة طابعها الأوروبي، الذي لا يزال موجودا حتى اليوم.
ظلت المدينة منقطعة عن العالم بشكل كبير لأكثر من 400 عام بداية من القرن الخامس عشر، لبعدها الجغرافي وانعزالها داخل قمم الجبال، وهو ما يظهر جليا في أسلوب الحياة هناك.
أما بالنسبة لاكتساب المدينة للون الأزرق فقد تعددت الروايات، التي يشير بعضها إلى أن من استخدمه لأول مرة هم الأندلسيون والموريسكيون الذين نزحوا إليها من الأندلس بعد تعرضهم للتطهير الديني والعرقي ضد غير المسيحيين ليكون اللون رمزاً للسلام والتسامح.
وهناك روايات أخرى تفيد بأن شفشاون استخدمت اللون الأزرق في طلاء منازلها في محاولة لصد البعوض والوقاية من الملاريا.
وبغض النظر عن المكان الذي جاءت منه تقاليد طلاء منازل شفشاون بالأزرق، فإن سكانها يحافظون حتى الآن على هذا التقيلد، عن طريق تحديث ألوان الجدران والأبواب بانتظام للحفاظ على لونها الفريد.
وتعتبر شفشاون واحدة من أجمل المدن في المغرب، وسبق أن صنفت كأجمل سادس مدينة في العالم.
وعلى عكس مراكش وفاس وغيرهما من الأماكن التي يمكن زيارتها خلال رحلتك إلى المغرب، لا توجد أماكن كثيرة يمكن زيارتها في شفشاون.
فالمدينة بحد ذاتها هي الزيارة، والنشاط الأكبر الذي يمكن ممارسته فيها هو التجول فقط، والتفاط الصور التذكارية المميزة.
وعند كل منعطف، هناك مشهد جديد وفريد لظلال اللون الأزرق، ونمط الفسيفساء المندمج مع الجدران، الذي يساعد في تحول الضوء والألوان على مدار اليوم، ما يجعل من الممكن السير في الشوارع نفسها مرارا وتكرارا ورؤية شيء جديد في كل مرة، كما يؤثر المطر بشكل فريد في المدينة، بسبب ألوان الطلاء المدهشة.
ويمكنك أثناء الزيارة التجول صعودا وهبوطا على الدرج الموجود في الشوارع، للبحث عن جداريات جديدة، أو مشاهدة النوافير.
وإذا كان يوافق زيارتك يوم الإثنين أو الخميس أو السبت، فلا تتردد في التوجه إلى السوق الصباحي للتعرف على السكان المحليين الودودين، ومشاهدة المنتجات التي يعرضونها مثل الأطعمة العضوية الجبلية، أو الإكسسوارات الفضية أو المصنوعة من الطين.
وفي نهاية التجول، ستجد أنك وصلت إلى أعلى نقطة في شفشاون، وتسمى "رأس الماء"، حيث المنبع المنبثق من داخل الجبل على شكل شلال تتوسطه ساحة واسعة يمر منها الماء، التي غالبا ما يستخدمها الزوار استراحة هادئة وسط الأشجار والمناظر الخلابة.
aXA6IDMuMTM4LjExNC4xNDAg جزيرة ام اند امز