السياحة في إيطاليا.. عبق التاريخ يفوح من سان جيرورجيو
سكان جريجوريو من أكثر الإيطاليين حفاظاً على تقاليدهم، فتقويمهم يحتوي على كثير من المناسبات الفولكلورية ومنها المرتبط بمهرجانات الطعام.
على بعد 30 كيلومتراً من شرق العاصمة الإيطالية روما تقع سان جريجوريو دا ساسولا، القرية الغنية التي يمتزج فيها التاريخ والتقاليد القديمة بأزقتها الرائعة ومعالمها الرائعة، لدرجة جعلتها تلقب بـ"جوهرة إقليم لاتسيو".
تقع San Gregorio da Sassola بين سلسلة جبال بيرينيستيني Prenestini القرية الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 1500 نسمة فقط، والتي توجد وسط بيئة طبيعية رائعة على سفوح جبال كاريلا.
تنقسم المدينة إلى قسمين؛ المنطقة القديمة المبنية التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى وهي مبنية على صخرة بركانية وتقع عند مدخل القرية.
وتقع المنطقة الأكثر حداثة، التي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر، وتسمى "بورجو بيو"، على سلسلة من التلال الجيرية الرائعة، وتضم الشوارع المركزية والمناطق السكنية المكونة من 5 منازل على شكل مدرجات، وتنتهي بمربع بيضاوي الشكل، يسمى بيازا ديل تياترو Piazza del Teatro أو ساحة المسرح، ويخرج منها 4 أحياء.
وكانت المنطقة الحديثة قد شيدت بناء على طلب الكاردينال كارلو بيو دي سافويا، لنقل 100 عائلة من المناطق المجاورة، التي أنقذت من الطاعون الذي ضرب المنطقة عام 1656.
وتتميز القرية بالكثير من الأماكن والمعالم التاريخية التي تستحق الزيارة، مثل الشوارع الضيقة والمساكن القديمة الطراز والكنائس الصغيرة والأزقة الرائعة التي تجذب زوارها للتجول بها لساعات طويلة دون ملل.
وأبرز معالم القرية قلعة برانكاتشو Castello Brancaccio، التي يهيمن على المنطقة ويميزها جسر ليفاتويو levatoio الذي ظل صامدا يتحدى السنين بعد 5 قرون من بنائه، والذي يمر تحته الطريق الذي يصل إلى سان جريجوريو.
بنيت القلعة الرائعة في القرن العاشر، ثم جددت في القرن السابع عشر، حتى اشتراها أمراء رانكاتشو (عائلة من النبلاء القدامى في نابولي) عام 1889، لتصبح في النهاية ملكاً لبلدية القرية منذ عام 1991، وتضم القلعة عدة لوحات جدارية تعود إلى القرن السادس عشر، وتُنسب إلى الرسام الإيطالي فيدريكو زوكاري.
ومن بين المعالم الدينية التي تستحق الاستكشاف كنيسة القديس جريجوريو مانيو la Chiesa parrocchiale dedicata a San Gregorio Magno التي يعود تاريخها إلى عام 1537 والموجود داخلها طاولة من القرن الرابع عشر مع صورة منقذ القرية.
لم تنته لهذا الحد المعالم الدينية الرائعة في سان جريجوريو، فهناك مكان آخر يحظى بأهمية عند أهل هذه القرية، وهو كنيسة مادونا ديلا كافاتا التي يعود تاريخها أيضاً إلى القرن 16، وتضم لوحات جدارية وصورة من القرن الرابع عشر للسيدة العذراء مريم، التي وجدها بعض المزارعين الذين يعملون في الحقول، وفقاً للأساطير الشعبية.
وسكان سان جريجوريو دا ساسولا من أكثر الإيطاليين حفاظاً على تقاليدهم القديمة، فتقويم هذه القرية الصغيرة الرائعة يحتوي على كثير من الأحداث والمناسبات الفولكلورية المحلية المختلفة ومنها المرتبط بمهرجانات الطعام.
وفي مهرجان الطعام الذي يوافق فجر 17 يناير/كانون الثاني من كل عام، يخرج جميع سكان القرية للاحتفال، ويوزع المزارعون المحليون الخبز التقليدي للقرية الممزوج بالدقيق والزيت واليانسون وجبن الريكوتا.
تشتهر سان جريجوريو دا ساسولا بمعالجة زيتون المائدة والزيت وتربية الأغنام وإنتاج الأجبان من ألبانها منذ القدم وحتى الآن، إذ تعد من الحرف اليدوية المميزة للقرية، التي يحرص سكانها على الاستمرار بها والحفاظ عليها من خلال المهرجانات التي تقام على مدار العام.