"ترهونة" الليبية تتوعد بالثأر لشهدائها عقب اعتداء تركي
إدانات واسعة واستنفار قبلي عقب استهداف طائرات تركيا المسيرة لـ3 من قادة اللواء التاسع مشاة التابع للجيش الوطني الليبي بترهونة.
توعدت قبائل ترهونة الليبية الموالية للجيش الوطني بالثأر لشهدائها الذين سقطوا جراء استهداف طائرات مسيرة تركية الصنع لـ3 من قادة اللواء التاسع مشاة التابع للجيش الوطني الليبي بمدينة ترهونة شرقي العاصمة طرابلس.
ونعت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، السبت، آمر (قائد) اللواء التاسع والقائد الميداني باللواء النقيب محسن الكاني وشقيقه عبدالعظيم الذين سقطوا، الجمعة، في محور السويحلي بطرابلس بطائرات تركية مسيرة.
وأوضحت القيادة، في بيان لها، أن قائد اللواء والقائد الميداني وشقيقه استشهدوا إثر قصف جوي من قبل طائرات مسيرة تركية الصنع أرسلها رجب طيب أردوغان لدعم المليشيات الموالية لحكومة الوفاق.
معركة ضد الإرهاب
يقول الدكتور محمد العباني، عضو مجلس النواب الليبي عن ترهونة، إن "مقاتلي ترهونة يخوضون المعارك في الصفوف الأولى بأنفسهم ولا يدفعون الأموال لجلب المرتزقة لقتال الليبيين ولا يبيعون وطنهم لأجلها".
وأضاف العباني، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن الطيران التركي المسير استباح أرض الليبيين "بفعل الخونة والعملاء الذين انبطحوا لتنظيم الإخوان الإرهابي وأردوغان".
وشدد النائب الليبي على أن الليبيين يزدادون إصراراً على عدم التفريط في دماء شهدائهم وجرحاهم، قائلاً: "سنكمل المسيرة وينهض الوطن ونقضي على الإرهاب الذي بات مرعوباً ينتظر نهاية حتمية".
وأوضح أن الجيش الليبي وقوات الإسناد يقاتلان من أجل الوطن، والمليشيات الإرهابية تقاتل من أجل أردوغان والإخوان الإرهابيين وقطر حتى ينهبوا أموال الليبيين وثرواتهم ويذلون أبناءهم ويستبيحونهم.
ترهونة سترد بقوة
من جانبه أكد رئيس مجلس شيوخ وأعيان ترهونة صالح الفاندي، في كلمة، أمام المشيعين، أن ترهونة سترد على كل الخونة والعملاء، وعلى رأسهم المدعو "الصادق الغرياني" مفتي الجماعات الإرهابية، الذي اتهم أبناء ترهونة بأنهم عملاء.
وأضاف الفاندي في كلمة له، وسط هتافات المشيعين، أن ترهونة سترد رداً قوياً على الخونة وأعوان الاستعمار، قائلاً: "كلمتي اليوم لكل أبناء ترهونة لكل القادرين على حمل السلاح عليهم الاستعداد فإن ترهونة لم تتراجع عن معركة تحرير ليبيا".
اعتبر المحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل أن "احتفال المليشيات باغتيال ضباط الجيش على يد المحتل التركي خزي لن يُمحى من الذاكرة الوطنية".
وشبه عقيل في تصريح لـ"العين الإخبارية" احتفال المليشيات بسقوط شهداء من الجيش الوطني بـ"احتفاء هند بنت عتبة بأكل كبد سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب"، حسب قوله.
مؤامرة تركية
من جانبه أكد بلعيد الشيخي، المنسق الاجتماعي بين القبائل والقيادة العامة للجيش الليبي، أن كل القبائل الليبية شرقها وغربها وجنوبها تتابع تقدمات القوات المسلحة في كل الجبهات بالمنطقة الغربية، وهي في كل يوم تثبت للعالم أنها تحارب نيابة عن العالم من أجل تخليص ليبيا من الإرهابيين.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" أن المجموعات الإرهابية في كل يوم تتراجع بفضل تضحيات أبناء الجيش الليبي من جنود وضباط بقيادة المشير خليفة حفتر.
وشدد الشيخي على أن القبائل الليبية ترفض رفضاً قاطعاً التدخلات التركية في الشأن الليبي الداخلي، وتعتبره مؤامرة على القوات المسلحة العربية الليبية.
وتابع: "استهداف الطيران التركي المسير للمدن والقرى وتمركزات القوات المسلحة لا يرهب قواتنا المسلحة ويتصدى له الليبيون بكل حزم".
وأبدى المستشار الاجتماعي للقيادة العامة للجيش الليبي استغرابه من الصمت الدولي ومجلس الأمن وبعثة الأمم المتحدة على هذا القصف الذي تتعرض له المدن المدنية بالغرب الليبي من هذا الطيران التركي المسير.
وأكد أن إرادة الشعب الليبي واضحة وجلية منذ أن خرج الشعب وطالب بالأمن والأمان ونبذ الإرهاب، مشدداً على أن "الجيش الليبي بات على مسافة قصيرة من تحرير العاصمة طرابلس".
وأضاف الشيخي أن تنظيمي الإخوان والقاعدة الإرهابيين وأعوانهما لا يريدون قيام الدولة الليبية وسيادة القانون، بل يريدونها دولة فاشلة لتنفيذ أطماعهم وأيدلوجياتهم المتطرفة.
وفيما يصادف الإثنين ذكرى استشهاد أيقونة الجهاد الليبي الشهيد عمر المختار، أكد الشيخي أن هذه الذكرى تمر والشعب الليبي يسطر ملاحم الجهاد من أجل تطهير ليبيا من الإرهاب والتصدي لمؤامرة تركيا الاستعمارية بتضحيات أبنائها من القوات المسلحة.
وكرر الشيخي تأكيده على أن الشعب الليبي يقف خلف قيادة جيشه في مواجهة "الاحتلال التركي" قائلاً: "نحن نسيجنا الاجتماعي متماسك وكل القبائل تقف مع مدينة ترهونة ونحيهم علي موقفهم البطل والشجاع وانحيازهم للوطن".
دعم ثابت للجيش الوطني
ونعى مجلس مشايخ وأعيان ترهونة الشهداء قائلاً: إنهم "تقدموا الصفوف من أجل عودة سيادة الوطن".
وطالب المجلس في بيان له أبناء ترهونة في محاور القتال ضد الجماعات الإرهابية بالصمود والثبات، لأن الوطن في حاجة إليهم، وإلى مواقف شهدائهم البطولية.
وشدد البيان على أن استشهاد أبناء مدينة ترهونة لن يزيدهم إلا ترابطاً وعزيمة صلبة من أجل تحقيق النصر على معسكر الشر والفساد في ليبيا.
وجدد البيان التأكيد على دعم قبيلة ترهونة الثابت القوات المسلحة الليبية ومساندتها"، مقدماً التعازي والمواساة إلى أهل قبائل ترهونة، في استشهاد آمر اللواء التاسع عبدالوهاب المقري، ورفاقه في غارة جوية للطيران التركي المسير.
كما نعت الحكومة الليبية المؤقتة –المنبثقة عن مجلس النواب- السبت، شهداء الجيش الوطني الليبي الذين سقطوا جراء "العدوان التركي الغاشم أثناء تأديتهم لواجبهم في الدفاع عن الوطن ضد المليشيات الإرهابية لحكومة الاستعمار".
وقالت الحكومة المؤقتة، في بيان لها، اطلعت عليه "العين الإخبارية": "لقد جاءت شهادة هؤلاء الشجعان، بعد مشوار جهادي عظيم ومشرف في صفوف القوات المسلحة الليبية، وبعد عمل دؤوب وجهاد وتضحية، نحسبهم عند الله شهداء، ونسأل الله تعالى أن يتقبلهم مع الصديقين وحسن أولئك رفيقا، وأن يسكنهم فسيح جناته وأن يلهمنا وذويهم الصبر والسلوان".
واختتمت الحكومة الليبية المؤقتة بيانها بالتأكيد على الاستمرار في الحرب على الإرهاب، وقالت "إننا نعاهد كل الشهداء أن نبقى على طريق الجهاد المقدس في معركة بناء الوطن حتى يأذن الله لنا بإحدى الحسنيين".
aXA6IDE4LjIyMi45Mi41NiA= جزيرة ام اند امز