ترامب يضع أولويات "الناتو".. الإرهاب والهجرة وتهديدات روسيا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا، الخميس، في بروكسل أعضاء"الناتو" التركيز على الإرهاب و"تهديدات روسيا".
دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، في بروكسل أعضاء حلف الأطلسي"الناتو" إلى التركيز على الإرهاب و"تهديدات روسيا"، مجددا في الوقت نفسه مطالبة جميع الدول الاعضاء بالوفاء بالتزاماتها المالية.
وقال ترامب، أمام قادة الحلف خلال اجتماعه الأول معهم، إن "حلف المستقبل يجب أن يركز على الإرهاب والهجرة وعلى التهديدات من روسيا على الحدود الشرقية والجنوبية للحلف".
وأضاف ترامب، بعد أن أزال الستار عن نصب تذكاري لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 على نيويورك وواشنطن في مقر الحلف، "لن نتراجع أبدا عن تصميمنا على هزيمة الإرهاب وتحقيق الأمن والرخاء والسلام الدائم".
وأكد أنه سيطارد مع حلفائه الإرهابيين، داعيا جميع الدول لأن تقوم بالمثل. وقال "الإرهاب يجب أن يتوقف وإلا سيستمر الرعب الذي شاهدتموه في مانشستر وأماكن أخرى عديدة للأبد".
ودعا ترامب نظراءه في الحلف على التزام "دقيقة صمت تكريما لضحايا هجوم مانشستر الوحشي". وقال ترامب "فتيات صغيرات بريئات وغيرهن قتلوا بشكل مروع وأصيبوا بجروح خطيرة"، منددا بما وصفه بـ"الهجوم الهمجي ضد حضارتنا".
وأوضح أنه "على كل الذين يقدسون الحياة أن يتحدوا للقضاء على هؤلاء القتلة والمتطرفين والفاشلين".
وندد ترامب بدول "الناتو" التي لا تسدد نفقات الدفاع منذ سنوات وتدين بـ"مبالغ طائلة" للولايات المتحدة. وقال إن "هناك 23 دولة من أصل 28 أعضاء في الحلف لا تزال لا تدفع ما يتوجب عليها من نفقات دفاعية".
وأضاف "ليس عدلا للمواطنين الأمريكيين أن يكون عدد كبير من هذه الدول مديونا بمبالغ طائلة منذ سنوات".
وأعرب ترامب عن الأمل في أن تحقق دول الحلف التي تدين بـ"مبالغ طائلة" الهدف المحدد في العام 2014 مع موازنة دفاعية تبلغ 2% من إجمالي الناتج الداخلي بحلول 2024.
وشدد على أن "نسبة 2% هي الحد الأدنى لمواجهة تهديدات حقيقية وشريرة فعلا اليوم"، مضيفا أن الولايات المتحدة انفقت في السنوات الثماني الاخيرة "على موازنتها الدفاعية أكثر من كل دول الحلف مجتمعة".
ورغم تشديده على أن الحلف يشكل أداة "للسلام والأمن" في العالم، لم يؤكد ترامب علنا تمسكه بالبند الخامس من معاهدة الحلف، التي تنص على وجوب أن يساعد الحلفاء أي دولة عضو في حال تعرضها لاعتداء خارجي.
ووصل الرئيس ترامب، الخميس، إلى بروكسل مقر الحلف للمشاركة في أول قمة له منذ تسلمه السلطة في يناير/ كانون الثانى.
وفيما يبدو أول رد فعل رسمي على لقاء ترامب، أكد مصدر في الحكومة البريطانية، الخميس، أن حكومة تيريزا ماى مستعدة لإرسال مزيد من القوات غير المقاتلة إلى أفغانستان في إطار جهود "الناتو" لمساعدة كابول في التصدي لحركة "طالبان" الإرهابية.
وقال المصدر إن "المملكة المتحدة مستعدة لزيادة مساهمتها في دور القوات غير المقاتلة لإظهار دعمنا المستمر لمهمة الحلف الأطلسي في أفغانستان".
وتنشر لندن حاليا نحو 500 جندي في أفغانستان يتولون تدريب القوات المحلية وتقديم المشورة إليها.
وقبل انطلاق القمة، دعا وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إلى مزيد من المساهمات من "الناتو" لدعم أفغانستان، وذلك قبل التزام أكبر من قبل الولايات المتحدة في دعم سلطات كابول.
وينتشر حاليا 13500 عسكري للحلف لمساعدة حكومة كابول في المواجهة الصعبة مع حركة طالبان.
وكشف ستولتنبرج الأمين العام للحلف بعد لقائه مع ماي في لندن، الأربعاء 10 مايو/ أيار الجارى، عن أن الحلف يدرس طلبا لإرسال بضعة آلاف أخرى من القوات إلى أفغانستان، وأنه سيتخذ قراره بشأن حجم ونطاق المهمة خلال بضعة أسابيع.
في السياق نفسه، أبدى ترامب مخاوفه من أن انسحاب بريطانيا من الاتحاد قد يؤدي لفقدان وظائف أمريكية، ذلك خلال محادثات أجراها قبل قمة الحلف مع كل من رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.
ووافق ترامب أيضا على إعداد "خطة عمل" أمريكية أوروبية مشتركة للتجارة، في مؤشر إلى أن الرئيس الأمريكي الجديد ليس عازما على نبذ اتفاقات التجارة الحرة والترويج لسياسات الحمائية الاقتصادية مثلما كان يخشى البعض في أوروبا.
وبالرغم من ذلك فإن توسك أشار إلى أنه لم يكن هناك اتفاق يذكر بشأن التجارة وقضايا أخرى على الرغم من الترحيب الذي لقيه ترامب في مبنى الاتحاد الأوروبي الجديد.
وقال توسك بعد لقاء لأكثر من ساعة "اتفقنا في مجالات كثيرة أولها وأهمها مكافحة الإرهاب. لكن بعض القضايا لا تزال مفتوحة مثل المناخ والتجارة".
وأضاف أنه شعر بأنه لم يكن هناك تطابق في الآراء مع ترامب بشأن التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رغم أنهما اتفقا على المساعي لإنهاء الصراع في أوكرانيا الذي يلقي الغرب بالمسؤولية فيه على موسكو، والذي أدى إلى عقوبات اقتصادية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على روسيا.
ومن المقرر أن يحضر ترامب غدا، الجمعة، قمة مجموعة السبع الصناعية، والتي قد يحسم فيها موقفه من اتفاقية باريس للمناخ.