هل تكافئ نوبل ترامب على سلام غزة.. أم تؤجل الاعتراف؟

بعد نجاحه في إبرام اتفاق سلام بين إسرائيل وحركة حماس، يُنهي حربًا دامية استمرت عامين في قطاع غزة، تتصاعد التكهنات في الأوساط السياسية والإعلامية بأن الرئيس الأمريكي قد يكون الفائز المفاجئ بجائزة نوبل للسلام لعام 2025.
الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في الساعات الأخيرة بوساطة مباشرة من دونالد ترامب، يشمل وقفًا لإطلاق النار وتبادلًا للأسرى، فبموجبه ستُفرج حماس عن جميع الرهائن الأحياء البالغ عددهم 20، مقابل إطلاق إسرائيل سراح نحو 2000 أسير فلسطيني، بينهم 250 محكومًا بالسجن المؤبد.
كما ينص الاتفاق على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من معظم مناطق القطاع، ودخول ما لا يقل عن 400 شاحنة مساعدات إنسانية يوميًا خلال الأيام الأولى من الهدنة، مع السماح بعودة النازحين إلى شمال غزة، وفقا لصحيفة ديلي ميل.
وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال" قائلًا: "سيتم إطلاق سراح جميع الرهائن قريبًا، وستسحب إسرائيل قواتها إلى خط متفق عليه كخطوة أولى نحو سلام قوي ودائم. سيتم التعامل مع جميع الأطراف بعدالة".
حلم نوبل يعود إلى الواجهة
يأتي الاتفاق قبل ساعات فقط من إعلان لجنة نوبل النرويجية عن الفائز بجائزة السلام لهذا العام، ما أثار موجة من التوقعات حول إمكانية منح ترامب الجائزة التي طالما سعى وراءها منذ انتخابه.
لكن مصادر في أوسلو أشارت إلى أن اللجنة كانت قد اتخذت قرارها النهائي قبل توقيع الاتفاق، إلا أنها قد تعيد النظر في اللحظة الأخيرة بالنظر إلى "الإنجاز التاريخي" الذي تحقق في غزة.
وكان ترامب قد عبّر مرارًا عن قناعته بأنه يستحق الجائزة، واعتبر عدم منحه إياها "إهانة كبيرة". كما نقلت وسائل إعلام نرويجية أنه اتصل شخصيًا بالأمين العام السابق لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، الذي يشغل حاليًا منصب وزير المالية في النرويج، لحشد الدعم لترشيحه.
جدل حول الجدارة والمعايير
رغم الإنجاز الدبلوماسي، يرى خبراء أن فرص ترامب في الفوز لا تزال محدودة.
وتقول نينا غريغر، مديرة معهد أبحاث السلام في أوسلو (PRIO)، إن "الضغط على لجنة نوبل والتحدث باستمرار عن استحقاق الجائزة ليس سلوكًا سلميًا".
وأضافت أن سياساته السابقة - مثل انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية واتفاق باريس للمناخ، ومحاولته المثيرة للجدل لشراء جزيرة غرينلاند - "لا تعكس روح التعاون الدولي".
وتشير اللوائح إلى أن الترشيحات أُغلقت في يناير/كانون الثاني الماضي، أي قبل تولي ترامب مهامه رسميًا، وأن الجائزة تُمنح عادة تقديرًا لأعمال أُنجزت خلال العام السابق، ما يعني أن الرئيس الأمريكي قد يكون مرشحًا أقوى للجائزة في عام 2026 إذا استمر الاتفاق ونجح في تحقيق استقرار دائم.
وبينما ينتظر العالم إعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام، يبقى السؤال الذي يشغل المراقبين: هل سيُتوَّج دونالد ترامب أخيرًا بالجائزة التي لاحقها منذ سنوات، بفضل اتفاق غزة الذي قد يغيّر ملامح المنطقة؟ أم أن لجنة نوبل ستلتزم بصرامتها التقليدية وتؤجل التكريم إلى حين التأكد من أن السلام في غزة حقيقي ودائم؟
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjUg جزيرة ام اند امز