السجادة الحمراء بدلا من الولاية 51.. ملك بريطانيا «يروّض» طموحات ترامب

في مقابل السجادة الحمراء الملكية أو الاحتفال -كما يحب أن يسميه-، يبدو أن الرئيس الأمريكي خفض طموحاته بشأن الولاية رقم 51.
ومن المقرر أن يستضيف العاهل البريطاني الملك تشارلز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سبتمبر/أيلول المقبل في زيارة دولة كاملة.
الزيارة المُحسّنة، التي كانت مُقترحة في الأصل كرحلة شبه خاصة لرؤية الملك في أسكتلندا، ستمنح فريق ترامب "كامل التسهيلات" حيث سيقيم الرئيس الأمريكي ومرافقوه في قلعة وندسور ليحصلوا على أفضل ما يمكن للمملكة المتحدة أن تقدمه لهم من قوة ناعمة، وفقا لما ذكرته صحيفة "التلغراف" البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة تسببت في توتر بين القصر والحكومة، مما وضع الملك في موقف لا يحسد عليه باستضافة رئيس دولة رسميًا هدد بضم إحدى ممالكه، بعدما أشار ترامب أكثر من مرة إلى كندا باعتبارها الولاية 51.
لكن متحدثا باسم داونينغ ستريت نفى أن يكون رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قد "رفض" قرار الملك عند التفاوض مع البيت الأبيض كما نفت مصادر داخل القصر وجود توتر بين الجانبين وأكدت أن الملك يتصرف بناءً على نصيحة الحكومة.
وقال أحد مساعدي القصر: "جلالته يعرف الرئيس ترامب منذ سنوات عديدة، ويتطلع إلى استضافته والسيدة الأولى في وقت لاحق من هذا العام".
السجادة الحمراء
ورغم أنه سيتم فرش السجادة الحمراء كالمعتاد فإنه ليس سراً أن زيارة الدولة كانت من أكثر القضايا الشائكة بالنسبة للملك على الساحة الدبلوماسية هذا العام بعدما هدّد ترامب أكثر من مرة بضم كندا ومع ذلك، دعته المملكة المتحدة لتكريمه وقال مارك كارني، رئيس الوزراء الكندي، إن مواطنيه "لم يُعجبوا" بدعوة زيارة الدولة.
ومع ذلك، تصدّى الملك وبصفته عاهل كندا، انضم طواعية إلى خطط أوتاوا لإظهار قوتها فسافر الشهر الماضي لإلقاء خطاب في البرلمان الكندي مذكراً العالم بأنها "قوية وحرة" وهو الخطاب الذي تم تفسيره على أنه توبيخ علني لطموحات ترامب.
وقال مصدر رفيع المستوى في القصر الملكي إن الهدف من خطاب الملك كان "تحفيز الفكر، وليس استفزازياً" وأضاف أن العاهل البريطاني "كان يستفيد من العلاقات الطويلة التي بناها على مر السنين ويستغل دوره لصالح جميع الممالك ودول الكومنولث في وقت يشهد تحديات دولية كبيرة".
هل فاز الملك؟
وقد بدت فكرة استضافة ترامب في سبتمبر/أيلول تحدياً ومع ذلك، فقد تطورت القصة حيث يجادل البعض بأن ترسيخ خطط زيارة الدولة هو علامة على أن الملك قد فاز بهدوء في معركة كندا.
وقال أحد المصادر إن الجميع يدركون "المسار الدبلوماسي المشدود" الذي كان الملك يسير عليه، لكنه فعل ذلك "بمهارة فائقة" وأضاف "لا أعتقد أن أحدًا يشك الآن في دعم الملك وحبه لكندا".
والأسبوع الماضي، قال كارني إنه لم يعد يعتقد أن ترامب مهتم بخطة "الولاية 51" وردا على سؤال من شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية عما إذا كان الرئيس الأمريكي لا يزال يهدد بضم كندا، أجاب "لا، ليس كذلك".
وأضاف كارني إن ترامب "معجب بكندا" وتابع "أعتقد أنه من الإنصاف القول إنه ربما كان يطمع بكندا لفترة من الوقت".
من جانبها، تمسكت حكومة المملكة المتحدة، التي أعطت الأولوية للصفقات التجارية والدفاع بدلاً من الانحياز إلى كندا في أي حرب كلامية، بالخط الحزبي الأساسي القائل بأن كندا "دولة مستقلة ذات سيادة".
والآن أصبح هناك شعور بالارتياح في الأوساط الدبلوماسية البريطانية لانخفاض حدة خطاب ترامب بشكل كبير. ويبدو أن استعراض الملك للقوة عبر الأطلسي قد نجح في حين حقق الرئيس الأمريكي ما يريده فيما يتعلق بتفاصيل زيارة الدولة.
وأوضح فريق ترامب أن الاقتراح الأصلي بزيارة متواضعة لمقابلة الملك لم يكن هو السائد. وقال مصدر مطلع: "الرئيس يحب الفخامة والاحتفالات" وأضاف "إنه لا يريد صورة خاصة مع العائلة المالكة، بل صورة عامة."
ووصف ترامب الزيارة بأنها "احتفالية"، في إشارة إلى مستوى الإطراء والمرح الذي يتوقعه وكان الملك تشارلز قد وقع الأسبوع الماضي على "مانو ريجيا" وهي الوثيقة الرسمية التي تُثبت الدعوة وتم تسليمها باليد إلى البيت الأبيض من قِبَل ممثلين عن السفارة البريطانية في واشنطن.