سباق البيت الأبيض.. سهام انتقادات ترامب تصيب الجميع
لأول مرة منذ إعلانه اعتزامه خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، ظهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في تجمع حزبي اليوم السبت.
ترامب (76 عاما) ظهر خلال تجمّع للحزب الجمهوري مطلقا سهام انتقاداته صوب الديمقراطيين ووزارة العدل الأمريكية وما أسماه "المؤسسة السياسية الفاسدة"، بل حتى بعض أعضاء حزبه الجمهوري، في محاولة لإنعاش آماله في محاولته الثالثة المتعثّرة حتى الآن للوصول إلى البيت الأبيض.
وألقى ترامب خطابًا أمام نشطاء ومشرّعين جمهوريين في ولاية نيوهامبشر، قبل ظهوره في تجمع حاشد في ولاية كارولاينا الجنوبية.
وقال ترامب أمام حشد من أنصاره في نيوهامبشر "نحتاج إلى قائد مستعد لمواجهة القوى التي تلحق الدمار ببلدنا.. "نحتاج إلى رئيس مستعد للانطلاق في العمل منذ اليوم الأول لتوليه المنصب".
وأضاف ترامب "بعد عام واحد من الآن سوف نفوز في الانتخابات التمهيدية في نيوهامبشر، وبعد ذلك بمساعدة أهل الولاية الطيبين سنستعيد بلادنا وسنستعيد البيت الأبيض وسنقوم بتصويب مسار الولايات المتحدة".
ويُنظر إلى التجمعين على أنهما فرصة لترامب لتنشيط حملته المتعثّرة وسط انتقادات لعدم تنظيمه أي فعاليات منذ أن أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني عن عزمه خوض الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها العام المقبل.
وحافظ ترامب خلال ظهوره اليوم على التأكيد مجددا أن انتخابات 2020 سرقت منه ووجّه إهانات لمنافسيه السياسيين، إلا أن أبرز انتقاداته وجهها لمعارضين من الجمهوريين الذين اعتبر أنهم "أكثر خطورة من الديموقراطيين".
وأشاد الرئيس الأمريكي السابق بسجله في مجال تطبيق القانون وفرض النظام ومكافحة الهجرة وإعادة بناء الجيش، متعهدا بإنقاذ البلاد من الدمار على يد "مؤسسة سياسية أنانية وراديكالية وفاسدة"، على حد قوله.
وأضاف ترامب "أنا غاضب أكثر الآن وأصبحت أكثر التزاما من أي وقت مضى".
ويعد ترامب هو السياسي الأمريكي الوحيد الذي أعلن اعتزامه خوض سباق البيت الأبيض، وسط احتمال لوجود منافسين جمهوريين في ظل تقارير عن تراجع التأييد الشعبي لترامب.
ومن المقرر أن يتوجه ترامب إلى كولومبيا عاصمة كارولاينا الجنوبية، حيث يُنتظر أن يكشف النقاب عن فريق قيادة حملته ومجموعة جديدة من الشخصيات المؤيدة لترشحه.
وتحظى الولايتان بأهمية كبيرة باعتبارهما من أولى الولايات التي تجري فيهما الانتخابات التمهيدية للرئاسة، وقد عززت الولايتان مكانة ترامب في طليعة المرشحين عام 2016 بعد بداية فاترة في ولاية أيوا.
وبحسب محللين، فإن ترامب قد يواجه صعوبات في الحفاظ على قاعدة دعم في كارولاينا الجنوبية في ظل استياء من تأييده مرشحين هزموا في الانتخابات النصفية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
منافس جمهوري محتمل
وقد ينتهي الأمر بسباق بين ترامب وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس حول حسم بطاقة الترشح باسم الحزب الجمهوري، بعد أن تصدر ديسانتيس استطلاع رأي خلال فعالية "ناشنال برو لايف ساميت" في واشنطن خلال نهاية الأسبوع الماضي.
إلا أن الاستطلاعات في هذه المرحلة المبكرة من السباق لا تعطي دائما صورة واضحة للمشهد، فقد أظهرت نتائج بعضها تفوّق ترامب على ديسانتيس، وأظهرت أخرى نتيجة معاكسة.
ويبدو أن العقبة الأكبر في طريق فوز ترامب ببطاقة الترشح عن حزبه هي مشاكله القانونية المتزايدة، مع تعيين "محقق خاص" للنظر في العديد من مزاعم سوء السلوك.
ترامب لم يقف ساكنا أمام تلك المشاكل القانونية، وقال "هؤلاء مدعون عامون يساريون متطرفون وهم أشخاص فظيعون للغاية"، وتعهد التحقيق في أنشطة وزارة العدل إذا أعيد انتخابه.
ويجري حاليا تسليط الضوء على تعامله مع الوثائق السرية التي تم العثور عليها أثناء تفتيش مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) مقر إقامته في فلوريدا، ودوره في اقتحام مبنى الكونغرس عام 2021، وفي محاولاته لقلب النتائج بعد هزيمته في ولاية جورجيا في انتخابات عام 2020.