صناعة السيارات الأمريكية تكتوي بنيران رسوم ترامب.. فوضى عارمة
على مدى أشهر طويلة، حذَّر الاقتصاديون في الولايات المتحدة من أن نيران التعريفات الجمركية، التي تتمحور حولها الخطة الاقتصادية للرئيس دونالد ترامب، ستطول الأمريكيين أولًا.
ووقع ترامب على أوامر تنفيذية تفرض رسومًا جمركية بنسبة 25٪ على واردات الصلب والألمنيوم يوم الإثنين، مما يلغي الاستثناءات السابقة لحلفاء مثل كندا والمكسيك وكوريا الجنوبية وغيرها والتي تم وضعها أثناء إدارة سلفه جو بايدن.
واليوم نقل تقرير نشرته قناة "سي إن بي سي" عن الرئيس التنفيذي لشركة فورد موتور، جيم فارلي قوله إن رسوم ترامب الجمركية، سواء التي تم تنفيذها أو التي تم تهديد بها، تتسبب في "فوضى" لصناعة السيارات الأمريكية.
ووصف الرئيس التنفيذي لشركة فورد، ثاني أكبر شركة سيارات في أمريكا، الرسوم الجمركية بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم، فضلاً عن التهديد بفرض رسوم مماثلة على المكسيك وكندا، بأنها تضيف حاليًا "الكثير من التكاليف والكثير من الفوضى" إلى الصناعة.
وقال فارلي أمس الثلاثاء خلال مؤتمر أبحاث وولف: "تحدث الرئيس ترامب كثيرًا عن تقوية صناعة السيارات الأمريكية، وجلب المزيد من الإنتاج هنا، وزيادة الابتكار في الولايات المتحدة، وإذا تمكنت إدارته من تحقيق ذلك، فسيكون ذلك أحد أعظم الإنجازات المميزة". وأضاف: "حتى الآن، ما نراه هو الكثير من التكاليف والكثير من الفوضى".
وقال فارلي والمدير المالي القادم لشركة فورد شيري هاوس إن غالبية الصلب والألمنيوم المستخدم في الشركة مصدرها من داخل البلاد، ولكن هناك موردين لشركة السيارات يحصلون على هذه المواد من خارج البلاد، مما قد يؤثر على التكاليف.
وقالت شركة فورد شيري هاوس إن أكبر قلق للشركة هو أن كل هذه الإجراءات التي تبدو نسبياً بسيطة، بما في ذلك على الموردين، تتراكم وتؤثر سلبًا على أعمال الشركة.
وأضاف فارلي: "علينا أن نتعامل مع ذلك. هذا ما أتحدث عنه عندما أقول تكلفة الفوضى. قليل هنا وقليل هناك... هذا ما نتعامل معه الآن".
مخاوف أكبر
بدت مخاوف فارلي الأكبر بشأن الرسوم المحتملة على البضائع من المكسيك والولايات المتحدة، حيث قال إن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% قد تدخل حيز التنفيذ في الأول من مارس/آذار وهو ما سيكون "مدمرًا" و"يحدث فجوة في صناعة السيارات الأمريكية لم نرها من قبل". وقال فارلي إنه سيسافر الأربعاء إلى واشنطن العاصمة للمرة الثانية في غضون ثلاثة أسابيع للقاء المسؤولين الحكوميين، بما في ذلك أعضاء الكونغرس، للتأكيد على كيف أن غموض السياسات يؤثر على الصناعة.
وفي الأسبوع الماضي، قال فارلي أيضًا إنه إذا كانت إدارة ترامب ستفرض رسومًا جمركية تؤثر على صناعة السيارات، فيجب أن تأخذ "نظرة شاملة" على جميع الدول.
وحدد فارلي شركتي تويوتا موتور وهيونداي موتور باعتبارهما من الشركات التي تصدر للسوق الأمريكي مئات الآلاف من السيارات سنويًا من اليابان وكوريا الجنوبية، على التوالي، التي لا تخضع لرسوم تذكر مقارنةً بالرسوم الجمركية التي يخطط ترامب لفرضها على كندا والمكسيك بنسبة 25%.
مخاطر أقل
وفي وقت سابق اليوم، نقل تقرير نشره موقع "انفستنج" عن خبراء في بنك غولدمان ساكس قولهم إن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب على واردات الصلب والألمنيوم من المرجح أن تشكل مخاطر "أقل وضوحًا" على شركات صناعة السيارات الأوروبية التقليدية من تهديداته بفرض رسوم متبادلة شاملة.
وفي مذكرة للعملاء، قال محللو غولدمان ساكس إنه في حين يمثل الفولاذ والألمنيوم "مكونات رئيسية" في إنتاج السيارات، فإن التأثير المحتمل لرسوم ترامب الجمركية على صناعة السيارات الأوروبية "منخفض نسبيًا"، وأن العديد من اللاعبين الإقليميين مثل بي إم دبليو ( ومرسيدس بنز وفولكسفاغن لديهم مصانع أمريكية).
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تؤثر الرسوم الجمركية على واردات الفولاذ والألمنيوم من كندا والمكسيك إلى الولايات المتحدة على أرباح ما قبل الضريبة في عام 2025 في هذه الشركات بأقل من 1.5٪، حسب تقديرات المحللين.
ويقوم المستثمرون الآن بتقييم ما إذا كان ترامب سينفذ تهديدًا منفصلاً بفرض رسوم جمركية متبادلة واسعة النطاق مع مخاوف تدور حول زيادة محتملة في التوترات التجارية الدولية.
وفي مثل هذا السيناريو، من المرجح أن ترفع الولايات المتحدة تعريفاتها الجمركية على السيارات المستوردة من الاتحاد الأوروبي إلى 10%، لتتناسب مع الرسوم الجمركية المماثلة التي فرضها الاتحاد، كما لاحظ المحللون. وقدرت شركات السيارات الأوروبية أن تستورد حوالي 800 ألف وحدة إلى الولايات المتحدة هذا العام، وهو ما يعادل حوالي 26% من مبيعات الولايات المتحدة.
وفي بيان صدر اليوم الثلاثاء، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن "الرسوم الجمركية غير المبررة على الاتحاد الأوروبي لن تمر دون رد"، وتعهدت بملاحقة "تدابير مضادة حازمة ومتناسبة".
aXA6IDE4LjIxOS4xMTUuODYg جزيرة ام اند امز
