توخيل وناغلسمان في بايرن ميونخ.. 5 متشابهات بين الأصل والصورة
جاء تعيين توماس توخيل مدربا لفريق بايرن ميونخ الألماني خلفا ليوليان ناغلسمان ليمثل واقعة نادرة الحدوث، وهي الإطاحة بمدرب يقدم مسيرة جيدة مع فريقه.
لكن الأمر الأكثر غرابة أن توخيل نفسه، قبل تعيينه مديرا فنيا لبايرن ميونخ، كان ضحية خلال الموسم الحالي لأمر مشابه حين كان يقود تشيلسي الإنجليزي فنياً، ثم قررت الإدارة اللندنية الاستغناء عنه لأسباب غير رياضية.
وبالنظر إلى توخيل وناغلسمان ستجد أن هناك أوجه تشابه عديدة بينهما، سواء على صعيد الحياة الشخصية أو فيما يخص عملهما الفني، على صعيد النتائج محليا وأوروبيا.
وتلقي "العين الرياضية" الضوء خلال التقرير التالي على مجموعة من الأمور المتشابهة بين توخيل وناغلسمان، والتي تجعل منهما أشبه بالأصل والصورة المطابقة له.
الارتباط بصحفية
من الأمور التي اشترك فيها الثنائي الألماني توخيل وناجلسمان ارتباطهما عاطفياً بصحفية، لكن مع الاختلاف في ترتيب العلاقة في حياتهما.
بالنسبة لتوماس توخيل فقد تزوج عام 2009، وقت كان يتولى تدريب فريق ماينز، من سيسي الصحفية بجريدة "Süddeutsche Zeitung"، في زيجة استمرت حتى أبريل/ نيسان 2022.
وبسبب الخيانة بدأت سيسي في إجراءات الطلاق من مدرب بايرن ميونخ بعد أقل من عام على احتفالهما معاً بتتويج تشيلسي بطلا لدوري أبطال أوروبا في مايو/ أيار 2021.
وقد تخلت سيسي عن عملها في الصحيفة الألمانية العريقة كي تتفرغ لرعاية طفلتيها من المدير الفني العالمي، لكن بعد سنوات من النجاح المشترك جاء البحث عن الانفصال.
على الجانب الآخر، فإن ناغلسمان ارتبط بعلاقة مع الصحفية لينا فيورزنبرغر، محررة جريدة "بيلد" الألمانية الشهيرة، التي تركت منصبها مؤخراً على غرار شريك حياتها.
والغريب أن "بيلد" نفسها هي التي كشفت تفاصيل تلك العلاقة التي جاءت بعد انفصال مدرب بايرن ميونخ السابق عن زوجته، بعد علاقة امتدت إلى 15 عاماً، في نقطة تشابه أخرى بين ثنائي العملاق البافاري التدريبي، وهي الانفصال العاطفي بعد علاقة طويلة.
وللمصادفة فإن لينا فقدت عملها كمراسلة لصحيفة "بيلد" في نفس يوم رحيل ناغلسمان عن بايرن ميونخ، حيث قيل في الصحافة الألمانية إن علاقة المدرب بالصحفية تسببت في فقدان الثقة بينه وبين لاعبي فريقه.
النجاح الأوروبي
لا يمكن إغفال حقيقة تحقيق توخيل وناغلسمان نجاحات أوروبية خلال مشوارهما الكروي، سواء للأول في باريس سان جيرمان الفرنسي وتشيلسي، أو للأخير مع ريد بول لايبزيج الألماني وبعده بايرن ميونخ.
وقاد توخيل باريس سان جيرمان لنهائي دوري أبطال أوروبا الوحيد في تاريخ النادي في 2020، قبل أن يخسر 0-1 أمام العملاق البافاري في لشبونة، في مباراة أهدر خلالها نيمار دا سيلفا وكيليان مبابي نجما الفريق الفرنسي العديد من الفرص.
وخلال تلك النسخة، كان ناغلسمان يقود لايبزيج لإنجاز التأهل التاريخي إلى نصف النهائي، قبل أن يسقط ضد كتيبة توخيل بثلاثية نظيفة في مواجهة ألمانية خالصة على دكة البدلاء.
مع تشيلسي، حقق توخيل إنجاز دوري أبطال أوروبا الذي فشل في التتويج به مع سان جيرمان، حيث قاد الفريق في عام 2021 للقب بالفوز 1-0 على مواطنه الإنجليزي مانشستر سيتي بقيادة الإسباني بيب غوارديولا، وهو مدرب سابق آخر للعملاق البافاري.
أما ناغلسمان فكان يقدم في الموسم الحالي مع البايرن نتائج مذهلة بدوري أبطال أوروبا، شهدت فوزه بجميع المباريات حتى الآن، حيث حقق 8 انتصارات واستقبل هدفين فقط، وخرج في 7 مباريات بشباك نظيفة، ولم يستقبل أي هدف من فرق بحجم إنتر ميلان الإيطالي وسان جيرمان وبرشلونة الإسباني.
المعاناة محليا
على عكس التألق الأوروبي عانى توماس توخيل وناغلسمان على الصعيد المحلي، سواء للأول في تجاربه داخل وخارج ألمانيا، أو للثاني في ميونخ.
توخيل لم يحقق خلال فترة قيادته بروسيا دورتموند من 2015 إلى 2017 إلا لقبا واحدا هو كأس ألمانيا، بينما في تشيلسي توج بثلاثة ألقاب عالمية هي دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر وكأس العالم للأندية لكنه فشل في تحقيق أي لقب محلي في علاقة استمرت لنحو موسمين.
كواليس إقالة ناغلسمان من بايرن ميونخ.. ما خيارات المدرب الحزين؟
على الجانب الآخر، فاز ناغلسمان مع بايرن ميونخ بالدوري الألماني ومرتين بكأس السوبر المحلي، لكنه في المقابل تعرض لخسائر كبيرة ضد خصوم محليين أقل قوة.
ومن العوامل التي كان لها دور في قرار الإقالة تراجع نتائج الفريق محلياً منذ عودة الدوري الألماني مطلع 2023 عقب كأس العالم، وفقدان 10 نقاط دفعة واحدة مما جعل الفريق يتراجع للمركز الثاني في المسابقة بفارق نقطة عن بروسيا دورتموند.
ولا ينظر كثيراً لفوز ناغلسمان بالبوندسليجا في موسمه الأول في بايرن على أنه نجاح، بسبب الخروج الصادم والمخزي من كأس ألمانيا بالخسارة 0-5 أمام بروسيا مونشنجلاباخ، والخروج غير المتوقع من دوري أبطال أوروبا ضد فياريال الإسباني.
وكان بايرن توج بطلاً بالدوري الألماني في آخر 9 نسخ قبل الموسم الماضي الذي كان العاشر على التوالي، ومن ثم فإن عدم إحراز اللقب كان سيعتبر فشلاً، لكن التتويج به لم يعتبر نجاحاً.
ولم يحقق ناغلسمان كذلك أي لقب محلي مع فريقيه السابقين هوفنهايم وريد بول لايبزيج الألمانيين، رغم امتلاك الأخير تحديداً إمكانيات مالية هائلة.
إقالة لأسباب غير رياضية
حين تتحدث عن أسباب إقالة توخيل من بروسيا دورتموند أو باريس ثم تشيلسي، فإنه في الحالات الثلاث كانت الأسباب غير رياضية، بداية من سيجنال إيدونا بارك.
أقال دورتموند المدرب توخيل في صيف 2017 بسبب الخلافات حول طريقة التواصل بين المدرب والإدارة، وهو ما صرح به الرئيس التنفيذي للنادي هانز يواخيم فاتسكه، وبمعنى أصح عدم رغبة المدرب في الانصياع إلى أوامر الإدارة.
في باريس سان جيرمان، النادي الذي منحه توخيل أفضل إنجاز أوروبي في تاريخه، انتقد المدرب إدارة النادي أكثر من مرة مما استدعى قيام البرازيلي ليوناردو المدير الرياضي السابق بمطالبته باحترام رؤسائه كون تصريحاته تضر الفريق ولا تساعده، قبل أن تؤدي لإقالته في ديسمبر/ كانون الأول 2020.
أخيراً في تشيلسي أقال الأمريكي تود بويلي المدرب توخيل ليس بسبب النتائج ولكن بسبب عدم رغبة الألماني في التوصل إلى رؤية مشتركة معه، حيث قال في هذا الصدد: "هو مدرب موهوب وناجح لكننا كنا نريد مدربا يريد التعاون معنا، حيث كان التعامل معه أشبه بالكابوس".
وعلى الجانب الآخر، فإن الوضع لا يختلف كثيراً في تجربة ناجلسمان مع بايرن ميونخ، فإذا كانت الأسباب المعلنة هي تراجع النتائج المحلية، فإن حصول المدرب على إجازة في فترة التوقف الدولي مؤخراً كان أحد الأسباب.
بايرن ميونخ كذلك بحسب ما نشرت "بيلد" كان يريد سرعة التعاقد مع توماس توخيل خوفاً من أن يخطفه أحد كبار أوروبا وتحديداً ريال مدريد الذي يتحضر للتخلص من مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي بنهاية الموسم لسوء النتائج.
نباتيان
يتشابه ناجلسمان وتوخيل في قوامهما الرشيق، وهذا الأمر له سبب واحد، وهو طبيعتهما كشخصين نباتيين يفضلان تناول الخضراوات والفواكه على حساب اللحوم.
ناغلسمان من جانبه يفسر سر كونه "نباتياً"، بإعادة الأمر إلى سببين، أولهما الرفق بالحيوان والثاني حماية البيئة، بينما على الجانب الآخر يصف توخيل نفسه بأنه نبابي أيضاً، لكن ليس بالقدر الكافي، غير أنه يؤكد أنه يحاول أن يصبح كذلك في المستقبل.