عادات "أوسو" في تونس.. أسبوع بحري للسكينة والعلاج
ارتبطت عادات وطقوس تونسية بدخول شهر أغسطس/آب، والذي يُطلق عليه محلياً "أوسو". وتختلف تلك العادات حسب المناطق والمحافظات.
خلال هذا الشهر الذي يمتاز بشدة القيظ وارتفاع درجات الحرارة، يتوجه التونسيون نحو البحر لمعانقة أمواجه.
يطلق التونسيون لفظ "أوسو"، حسب التقويم "الأمازيغي"، على فترة تمتد حوالي 40 يوماً تبدأ يوم 25 يوليو/تموز ويكون فيها الطقس شديد الحرارة.
ومن عادات تلك الفترة أن يقضي التونسيون أسبوعاً كاملاً في البحر للسباحة والاستمتاع بالشمس ودفء الرمال باعتبارها فترة مناسبة للعلاج الطبيعي من أمراض البرد والروماتيزم.
كما يعمد التونسيون لردم أجسادهم بالكامل في الرمال مع استعمال مظلة تقيهم حرارة الشمس.
كما يكثر التونسيون خلال هذا الشهر من الأكل الصحي ومن ذلك البقوليات الجافة واللحم المجفف إضافة إلى السمك.
هذا الشهر يمثل مناسبة احتفالية في تونس حيث تنظم سنوياً محافظة سوسة الساحلية مهرجان استعراض أوسو (كرنفال أوسو) منذ سنة 1958.
ومهرجان "أوسو" التاريخي كان يسمّى في عهد الاستعمار الفرنسي احتفال "سانتا ماريا" حيث كان يُحتفى بإله البحر "أوسو"، ليصبح بعد الاستقلال مهرجاناً يعانق العالمية ويحمل رسائل حب وسلام ومحبة ذات بعد تاريخي وحضاري لتونس.
يقول أستاذ التاريخ عبدالقادر السليني لـ"العين الإخبارية" إن "أوسو" كلمة أمازيغية تتكون في الأصل من كلمتين هما "أوي" وتعني خذ و"سو" وتعني الشراب، وفي ذلك دعوة للارتواء جيداً لكي لا يفقد الجسد سوائله.
ويضيف: تاريخياً "أوسو" هو تسمية إله البحر الذي يدعى "أغسطس"، والذي يكون موجوداً في هذه الفترة من كل عام لرعاية المصطافين الذين يأتون البحر، وفق معتقدات الفينيقيين.
ويتابع: التونسيون لا يزالون يعتقدون أن في البحر شفاء للجسد وسكينة للروح وتجنباً للأمراض طوال الشتاء.
aXA6IDE4LjE4OC42My43MSA= جزيرة ام اند امز