أخطبوط معاذ الغنوشي.. تدويل ومكائد الإخوان تتكسر على صلابة تونس
لا يألو الإخوان في تونس جهدا في المقاومة لعدم الخروج من المشهد السياسي، حتى مع ضيق الخناق عليهم في الداخل، على خلفية فتح القضاء لدفاتر جرائمهم الموثقة.
تلك المحاولات يقوم بها أنصار الإخوان هم في الخفاء خاصة من خارج الحدود، بعد أغلقت جحور الداخل بيد حازمة، استطاع بها الرئيس التونسي قيس سعيد أن يبدد أحلام هؤلاء بالعودة للحكم، وقضى على جميع آمالهم بعد أن كشف مخططاتهم القذرة للانقلاب.
فمنذ أسبوعين، فتح القضاء التونسي قضية تآمر جديدة على الأمن القومي يتزعمها ابن زعيم النهضة معاذ الغنوشي، وقيادات بالجهاز السري للإخوان ورئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد، والمستشارة السابقة بقصر قرطاج نادية عكاشة.
الزعيم الهارب
هذا الأخطبوط الإجرامي تزعمه ابن راشد الغنوشي الفار خارج الوطن، والمطلوب دوليا في عدة قضايا أبرزها الفساد المالي والإرهاب، وتهمته التخطيط للإطاحة بحكم الرئيس التونسي قيس سعيد.
ومعاذ هو الابن الأكبر لرئيس حركة النهضة لازم والده منذ سنة 2011 كمرافق دائم مكلف بأجندة مواعيده دون أن يكون له دور سياسي واضح أو رسمي، ليصبح مخزن أسرار والده يدير بعض الملفات الحارقة بينه وبين والده دون سواهما.
الغنوشي الابن حاليا في سويسرا، يقيم مع عائلة زوجته، وهي ابنة أحد كبار قيادات تنظيم الإخوان، علي غالب محمود همت، صاحب الجنسية السورية، المتحصن بجنسيته البريطانية.
لكن هذا الابن ما زال يخدم مصالح التنظيم في الخفاء مرتكزا على شبكة علاقاته الواسعة بمساعدة صهره، حيث يحاول استمالة الرأي العام الدولي لكسب التعاطف والتدخل لإخراج والده، رغم تراكم القضايا التي يتورط فيها ويدعو لخروج آمن لراشد الغنوشي من تونس.
وقال حسن التميمي المحلل السياسي التونسي إن معاذ الغنوشي، يعد من أخطر رجالات التنظيم حيث يحاط بشبكة علاقات واسعة وبإمدادات مالية كبيرة لمساعدته لإخراج راشد الغنوشي من السجن ولتمويل المحاولات الانقلابية للعودة من جديد للحكم .
وتابع في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن معاذ الغنوشي يحاول بعلاقاته تشويه صورة تونس وإظهارها في صورة الدولة الاستبدادية التي تنكل بسياسيها.
لكن كل تلك المحاولات لم تؤثر في علاقة الرئاسة التونسية بدول العالم، حيث لم يتطرق وفد قادة الاتحاد الأوروبي الذي زار تونس الأحد الماضي للحديث عن "الديمقراطيّة" و "الحقوق والحريّات" و "المعتقلين السياسيّين"، كما كان يأمل الإخوان المحرضون في الخارج.
القيادات المساعدة لمعاذ الغنوشي
أكد نجيب البرهومي المحلل السياسي التونسي أن معاذ الغنوشي قد وظف بعد الإطاحة بحكم الإخوان، قياداتهم البارزة في الجهاز السري للإخوان، في مخطط التآمر على أمن الدولة وعلى رأسهم عبد القادر بن فرحات ومحرز الزواري وفتحي البلدي وسمير الحناشي وكمال البدوي وبمساعدة مستشارة الرئيس التونسي قيس سعيد نادية عكاشة (شغلت منصب مستشارة بين يناير/كانون الثاني 2020 ويناير 2022) باعتبارها أكثر شخصية مقربة من الرئيس في تلك الفترة.
وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن هذه العصابة تم إلقاء القبض عليها ما عدا معاذ الغنوشي ابن راشد الغنوشي ومصطفى خذر المسؤول عن الجهاز السري للإخوان، ورئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد، ونادية عكاشة بسبب فرارهم للخارج، فهم يديرون خيوط اللعبة في الخفاء عن طريق بعض القيادات الأمنية الإخوانية البارزة ذات النفوذ في تونس.
وأكد أن عبد القادر بن فرحات وهو قيادي أمني، من أبرز المتآمرين على أمن الدولة، قام بتعيينه القياديان بوزارة الداخلية التابعان للنهضة، عبد الكريم العبيدي وفتحي البلدي على رأس إدارة الشرطة العدلية بعد ما تلاعب في سير الأبحاث في قضية اغتيال شكري بلعيد وتربطه علاقة صداقة متينة بمعاذ الغنوشي وكان يقدم خدمات كبيرة لهم وقد تم ذكر اسمه في التحقيق الذي فتح في 30 مايو/ أيار الماضي.