زخم فني وثقافي يزيّن ليالي تونس في 2023
عاشت تونس خلال عام 2023 على وقع فعاليات ثقافية وفنية متعددة، فيما غابت عنها أشهر فعالية سينمائية وهي مهرجان أيام قرطاج السينمائية بسبب العدوان على غزة.
بدأ العام بحفلة أوبرالية في مدينة الثقافة وسط العاصمة تونس بمشاركة الأوركسترا السيمفوني التونسي وأكاديمية الأوركسترا بقيادة المايسترو التونسي فادي بن عثمان.
المعرض الدولي للكتاب في تونس
وفي 28 أبريل/نيسان، بدأت فعاليات الدورة الـ37 للمعرض الدولي للكتاب بمدينة الكرم في الضاحية الشمالية للعاصمة، بمشاركة 22 بلداً عربياً وأجنبياً، تحت شعار "حلّق.. بأجنحة الكتاب". وتواصلت الأنشطة حتى 7 مايو/أيار.
وأحدث المعرض ضجة كبيرة في تونس وخارجها، وكان حدثها الأبرز؛ انتشار شائعات بشأن مصادرة السلطات كتاباً للكاتب التونسي كمال الرياحي بعنوان "فرانكشتاين تونس" ينتقد رئيس البلاد قيس سعيّد، في حين أن الحقيقة أن الكتاب غير مصرح به في قائمة الكتب المعروضة في المعرض.
وتدخل قيس سعيد حينها قائلاً: "مَن يحن إلى المنع ويحلم به خارج التاريخ"، نافياً صحة ما أشيع بشأن مصادرة الكتاب.
أيام قرطاج الكوريغرافية
وفي يوليو/تموز، نُظِّمت الدورة الخامسة من أيام قرطاج الكوريغرافية، التي شهدت عرضاً راقصاً بمشاركة تونسية فرنسية تحت عنوان "أرخبيل".
وتم تقديم عرض "أرخبيل" للكوريغرافية الفرنسية ماتيلد مونييه وهو من إنتاج باليه أوبرا تونس، والفرقة الراقصة في المعهد الوطني العالي للموسيقى والرقص في باريس، وهو مشروع فريد من نوعه يجمع بين مسرح أوبرا تونس والمعهد الوطني العالي للموسيقى والرقص في باريس، بدعم من المعهد الفرنسي في تونس.
واحتوى برنامج الدورة الخامسة من أيام قرطاج الكوريغرافية، على 27 عرضاً راقصاً من بينها 17 عرضاً تونسياً و10 عروض أخرى قدمها راقصون من المغرب ولبنان وموزمبيق ومدغشقر وفرنسا وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية.
صيف حافل
وفي صيف 2023، كان عشاق الموسيقى على موعد مع مهرجان قرطاج الدولي في دورته السابعة والخمسين وكان الافتتاح بعرض للفنان التونسي الفاضل الجزيري بعنوان "المحفل".
وانطلقت التظاهرة يوم 14 يوليو/تموز وتواصلت حتى 19 أغسطس/آب بمشاركة 26 عرضاً من بينها 15 عرضاً تونسياً.
ولعل أبرز الفنانين الذي شاركوا في المهرجان، التونسيين صابر الرباعي ولطيفة ويسرى محنوش، والمصرييْن أحمد سعد ومحمد حماقي، والسوري ناصيف زيتون واللبناني راغب علامة.
ومن 8 يوليو حتى 12 أغسطس شهدت البلاد مهرجان الحمامات الدولي بمشاركة 36 عرضاً في 31 سهرة.
والمهرجان الدولي بالحمامات هو تظاهرة ثقافية وفنية تقام في المركز الثقافي الدولي بالحمامات شمال شرقي تونس، خلال شهري يوليو وأغسطس من كل سنة.
وأعاد المهرجان الاعتبار للمسرح، حيث افتُتِح بعرض مسرحي تحت عنوان "برومثيوس- الكنغر الأزرق"، الذي يجمع فنانين من تونس وإيطاليا ويناقش قضايا إنسانية وبيئية وجيوسياسية.
واختتم المهرجان بعرض يحتفي بالمدونة الغنائية النسائية ويكرم فنانات تونسيات تركن بصمتهن في الذاكرة الفنية.
ومن أبرز المهرجانات التي عاش على وقعها التونسيون أيضاً مهرجان بنزرت الدولي ومهرجان صفاقس الدولي ومهرجان الجم للموسيقى السمفونية ومهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى العربية التقليدية.
إلغاء مهرجان السينما
وفي خضم ما وقع في فلسطين من مشاهد دامية وأحداث أليمة، أعلنت وزارة الثقافة التونسية، في 19 أكتوبر/تشرين الأول، إلغاء تنظيم الدورة الرابعة والثلاثين من أيام قرطاج السينمائية وذلك "تضامناً مع الشعب الفلسطيني، واعتباراً للأوضاع الإنسانية الحرجة التي يشهدها قطاع غزة".
وكان من المقرر حينها إقامة الدورة الـ34 من أيام قرطاج السينمائية، خلال الفترة من 28 أكتوبر/تشرين الأول إلى 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، احتفاء بمئوية السينما التونسية (ديسمبر 1922- ديسمبر 2023)، عبر برنامج ثري يرقى إلى مستوى ما حققه الفن السينمائي في تونس.
أيام قرطاج المسرحية
وكان عشاق الفن الرابع في تونس على موعد مع مهرجان أيام قرطاج المسرحية التي انطلقت فعاليات دورتها 24 يوم 2 ديسمبر/كانون الأول واختتمت في 11 من الشهر ذاته، بمشاركة أكثر من 60 عملاً مسرحياً من 28 دولة.
وتنافس على جوائز المهرجان 11 عملاً مسرحياً من تونس والإمارات والجزائر والكويت والأردن، والمغرب ومصر وسوريا والعراق وساحل العاج.
زخم فني
وقالت الناقدة الفنية التونسية سليمة بن خليل إن تونس عاشت على وقع زخم فني وثقافي مهم خلال هذه السنة من خلال المهرجانات الفنية والثقافية.
وأكدت لـ"العين الإخبارية" أن الشعب التونسي يولي أهمية كبيرة للثقافة والفن من أجل الاستمتاع والترفيه عن النفس والتثقيف والتوعية.
ورأت أن مهرجان أيام قرطاج السينمائية كان لا بد من تنظيمه، لكي يصدح بصوت الحرية وحب الحياة ورفع اسم فلسطين عالياً من خلال الفن السابع.