ارتفاع المخدرات بين الشباب يدفع تونس لتعزيز حملات الملاحقة الأمنية (خاص)

تواصل تونس تشديد جهودها لمكافحة شبكات المخدرات، مع تركيز خاص على المناطق الشعبية ومحيط المؤسسات التعليمية، في ظل تسجيل أعمال عنف مرتبطة بهذه الظاهرة.
وتأتي هذه الإجراءات بعد أسبوع واحد من إعلان السلطات عن مصادرة أكثر من 11 مليون قرص مهلوس (إكستازي) وحوالي 500 كيلوغرام من المخدرات المتنوعة، في واحدة من أكبر الحملات الأمنية ضد تجار السموم في البلاد.
وتزامنت الحملة مع دعوة الرئيس قيس سعيّد وزير الداخلية إلى تعزيز الرقابة على المؤسسات التعليمية ومكافحة شبكات تهريب المخدرات، خصوصاً تلك التي تحاول إدخال شحنات كبيرة إلى تونس عبر البر والجو والبحر، مخصصة أساساً للترويج بين المراهقين والشباب والتلاميذ.
وفي تصريحات لـ"العين الإخبارية"، قال المدير العام للأمن العمومي بالإدارة العامة للحرس الوطني، نزار باديس، إن التقارير الدولية والوطنية حول تعاطي المخدرات تثير قلقاً بالغاً. وأوضح أن الأجهزة الأمنية تتعامل يومياً مع نحو 20 قضية مخدرات، فيما يواجه حوالي 34 شخصاً قضايا متعلقة بالمخدرات يومياً، وذلك استناداً إلى إحصاءات الفترة الممتدة من 2015 إلى 2024.
وأشار باديس إلى أن تعاطي المخدرات ينمو بوتيرة أسرع من نمو سكان العالم، مؤكداً أن عدد المتعاطين على مستوى العالم بلغ نحو 316 مليون شخص بنهاية سنة 2023، وفق التقرير العالمي للمخدرات لسنة 2025. وأضاف أن المخدرات تتسبب سنوياً في حوالي نصف مليون وفاة، بحسب تقديرات المنظمة العالمية للصحة، مؤكداً أن هذا الرقم لا يعكس سوى جزء من الأضرار التي تشمل التراجع الدراسي، العزلة الاجتماعية، العنف والانحرافات العدلية والاجتماعية. واعتبر هذه الأرقام إنذاراً واضحاً لحماية الشباب من المخاطر.
من جهته، ربط الباحث في علم الاجتماع حمزة الجيلاني ارتفاع نسبة التعاطي بالوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب، مشيراً إلى أن هشاشة المنظومة التربوية، وضعف الرقابة الأسرية، والبطالة والتهميش تعد عوامل رئيسية في انتشار هذه الظاهرة. وأوضح أن الوقوع في فخ المخدرات يرتبط أيضاً بضعف النمو الذهني والأخلاقي لبعض الأطفال، إضافة إلى العنف الأسري والتأثير المباشر لأصدقاء السوء.
وأشار الجيلاني إلى أن المخدرات الرخيصة، مثل الحبوب المهلوسة، توفر نشوة سريعة وسهلة مقارنة بالأنواع المكلفة مثل الكوكايين أو الهيروين. وبحسب إحصاءات سنة 2025، بلغ معدل تعاطي المخدرات بين الشباب في تونس نحو 9.2%، أغلبهم بين 13 و18 عاماً. وتشير إحصاءات سنة 2024 إلى أن نحو 656 ألف مراهق جربوا المخدرات على الأقل مرة، بينهم 65 ألف مدمن فعلي، حيث جرب 41% منهم المخدرات بدافع الفضول، بينما دخل 52% في الإدمان تحت تأثير الأصدقاء أو الرغبة في الانتماء لمجموعة معينة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjEg جزيرة ام اند امز