بعد سنوات من الجفاف.. الأمطار الأخيرة تعيد الأمل في تونس
أعادت التساقطات المطرية الأخيرة في تونس الأمل لتخطي مرحلة الجفاف التي عاشت على وقعها البلاد خلال السنوات القليلة الماضية.
ووصف كاتب الدولة لدى وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري حمادي الحبيّب، إيرادات السدود بالجيدة مقارنة بالسنة الماضية رغم ما سجّله هذا المعدّل من نقص بنحو 70 مليون متر مكعّب، باعتبار أنّ المخزون كان في أدنى مستوياته بمفعول فترات الجفاف التي شهدتها البلاد على مدى الخمس سنوات الماضية.
وقال إن نسبة امتلاء السدود بلغت إلى حدود الثلاثاء 23.3% بمخزون قدره 240 مليون متر مكعّب.
وأكد أن الأمطار الأخيرة التي شهدتها تونس شملت محافظات الوسط والجنوب وكان لها تأثيرات إيجابيّة على الزراعات البعليّة وفي تغذية المائدة المائية.
ووصف الأمطار التي سجّلتها جهات الشمال الغربي بالطيّبة حيث بلغت حوالي 90% غير أنها لم تؤثّر على مخزون السدود.
من جهته، أكد الخبير في التنمية والموارد المائية حسين الرحيلي، أن شهر ديسمبر/كانون الأول كان الأكثر تساقطات خلال السنوات الأربعة الأخيرة.
وقال الرحيلي لـ"العين الإخبارية" إن سيدي سالم، أكبر سدود تونس، بلغ أدنى مستوياته التاريخية بنسبة 15.2% وهو ما دفع بالسلطات لنقل مياه من سد بوهرتمة إلى سد سيدي سالم لضمان توفير مياه الشرب لثلاثة عشر محافظة (من إجمالي24 محافظة) تعتمد عليه بشكل رئيسي.
وأفاد أنه في صورة تواصل التساقطات خلال الأشهر القادمة فإن الوضع سيتحسن مقارنة بالسنة الفارطة وبالإمكان أن تصل نسبة امتلاء السدود إلى 30 أو 35% وهي نسبة تمكن تونس من الدخول إلى مرحلة الصيف بأقل ضغوط مائية.
جدير بالذكر أن تونس تمتلك نحو 37 سدا أبرزها سد سيدي سالم، إضافة إلى البحيرات الجبلية وتقع أغلبها في شمال البلاد.
منذ مطلع 2023، ارتفعت وتيرة تذبذب وفرة المياه الصالحة للشرب في تونس، بينما في مارس/آذار 2023، أعلنت وزارة الفلاحة ولأول مرة، تقسيط توزيع الماء الصالح للشرب حتى نهاية سبتمبر/أيلول لنفس العام قبل أن يتم تمديده.
وبدأ قطع الماء ليلا في عديد أحياء تونس العاصمة، منذ نهاية مارس/آذار 2023، ضمن نظام لجدولة توزيع المياه على مختلف إنشاء البلاد، ولتوفير الاستهلاك.
وفي بيان رسمي حينها، قالت وزارة الفلاحة إن "البلاد تبدأ رسميا نظاما مؤقتا للتزود بالمياه الصالحة للشرب، وتمنع استعماله في الزراعة وسقي المناطق الخضراء وتنظيف الشوارع وغسيل السيارات، بسبب موجة الجفاف الحادة التي خلفت سدودا شبه فارغة".
aXA6IDMuMTQyLjE5OC4xNDgg جزيرة ام اند امز