"زفاف شعبي وكلمات بذيئة".. مهرجان قرطاج الدولي في مرمى الانتقادات
لم تمض سوى سهرتين منذ انطلاقة مهرجان قرطاج الدولي في دورته الـ57، حيث قامت الدنيا ولم تقعد في تونس انتقادا لنوعية العروض التي تم اعتبارها لا تليق بهذا المهرجان الدولي العريق الذي تأسس سنة 1966.
وأثارت حفلتا الافتتاح وعرض "ليلة من الضحك في قرطاج"، بعد التفوه بكلمات وصفها البعض بالبذيئة، جدلا كبيرا في البلاد حيث وصل الحد إلى المطالبة باستقالة الهيئة المديرة للمهرجان.
وسارعت إدارة مهرجان قرطاج الدولي لعقد مؤتمر صحفي عاجل مساء الإثنين للتوضيح وللرد على تلك الانتقادات.
وقد كانت الانطلاقة بعرض المحفل من إخراج الفنان التونسي الفاضل الجزيري والذي اعتبره النقاد إساءة للتراث الموسيقي التونسي بتشويهه من خلال إضافة موسيقى الجاز والروك على ألحانه.
كما أثارت سهرة الأحد "ليلة من الضحك"، جدلا واسعا بسبب استعمال الكوميدي الفرنسي من أصول مغاربية "آز" وتوظيفه كلاما اعتبره البعض بذيئا في العرض الذي قدمه على مسرح مهرجان قرطاج.
وأعرب مدير مهرجان قرطاج الدولي كمال الفرجاني عن أسفه بسبب ما صدر عن الكوميدي الفرنسي "آز" خلال سهرة الأحد.
وأكد خلال مؤتمر صحفي أن ما حدث كان ارتجالا وخروجا عن النص من طرف الكوميدي "آز" وهو أمر خارج عن نطاق المؤسسة ولجنة تنظيم المهرجان خاصّة وأن العبارة محل الجدل لم تكن مدرجة في البرنامج الفني للعرض ولم تعاينها لجنة التنظيم أثناء التمارين التحضيرية ليلة العرض.
وأكد أن لجنة تنظيم المهرجان قد امتنعت عن تسليم شهادات التكريم لجميع الفنانين المساهمين في ذلك العرض، كما أكد على ضرورة اعتذار الكوميدي "آز" للجمهور التونسي، وهو ما حدث فعلا خلال الندوة الصحفية التي تلت العرض مباشرة الأحد.
وأكد أن حرية الفن لها حدود لأن المقبول في مجتمع معين لا يقبل في مجتمع آخر مثل المجتمع التونسي.
"عرض الافتتاح ناجح"
وعن عرض الافتتاح، قال الفرجاني إن" من ينتقد عرض المحفل بأنه سهرة حفل زفاف شعبي، أقول له فعلا إن العرض يجسد طقوس حفلات الأعراس البدوية".
وتابع" ما يحسب لعرض المحفل أنه قد نجح في ملء مدارج مسرح قرطاج وقد تابعه 10 آلاف شخص إلى آخره دون مغادرة ما يعني أن العرض ناجح".
وأكد أن العرض استطاع أن يبيع تذاكر بقيمة 150 ألف دينار ما يعادل نحو 50 ألف دولار وهو أمر يحدث للمرة الأولى بخصوص العروض التونسية المحلية التي لا تستطيع في مجملها أن تملأ مدارج المسرح.
وذكر الفرجاني أن عرض "من قرطاج إلى اشبيلية" والذي كان عرض في افتتاح مهرجان قرطاج سنة 2019 لم تبع فيه تذاكر إلا بقيمة 12 ألف دينار ما يعادل 4 آلاف دولار وهو رقم ضئيل جدا.
وأجاب الفرجاني عن الانتقادات بخصوص ابتعاد مهرجان قرطاج الدولي عن القيمة الفنية وتحوله إلى مهرجان تجاري، قائلا: "يجب التفكير في الجانب المالي لأنه لا يمكن أن يتم تنظيم دورات متتالية من المهرجان وهو يعاني من ضائقة مالية وديون".
وأكد أن هذه الدورة هي مراوحة بين الثقافة والفن والعروض التجارية التي بإمكانها تحقيق تلك المعادلة الصعبة.
وتابع: "وبخصوص عرض ليلة من الضحك في قرطاج، قد غطت مداخيله الكلفة الإجمالية للعقود وتجاوزت كل توقعاتنا".
وعن دعوة النقاد في تونس لضرورة استقالة إدارة مهرجان قرطاج إثر هذه التجاوزات، قال الفرجاني: "نحن مسؤولون إداريون في الدولة.. وما تراه السلطة في البلاد ننحني له بكل هدوء".
وانطلق مهرجان قرطاج الدولي في دورته السابعة والخمسين مساء الجمعة بعرض غنائي موسيقي راقص يحمل عنوان "محفل" للفنان التونسي محمد الفاضل الجزيري بمشاركة نحو 120 فنانا وفنانة.
العرض إنتاج مشترك بين مركز الفنون جربة ومسرح الأوبرا في مدينة الثقافة ومن أبرز المشاركين فيه نور شيبة وآمنة الجزيري ويحيى الجزيري ونضال اليحياوي ومحمد العايدي ومحمد علي شبيل.
ويشمل برنامج المهرجان الممتد حتى 19 أغسطس/ آب حفلات لمجموعة من النجوم أمثال اللبناني راغب علامة والجزائرية سعاد ماسي والسوري ناصيف زيتون والتونسي صابر الرباعي والمصري محمد حماقي.
aXA6IDMuMTQxLjQyLjQxIA== جزيرة ام اند امز