صيف النيران في تونس.. غابات تواجه الحرائق

مع اشتداد درجات الحرارة ،شهدت تونس ارتفاعا في عدد الحرائق التي أتت على عدة مساحات زراعية خلال هذا الصيف.
شهدت تونس هذا الصيف موجة حرائق تسبّبت في تضرّر مساحات واسعة من الغطاء النباتي، إذ أتت النيران على مئات الهكتارات من الأشجار، دون تسجيل أي خسائر بشرية.
وأكد خليل المشري، رئيس مصلحة الإحصاء والدعم العملياتي بالديوان الوطني للحماية المدنية، ارتفاع عدد حرائق الغابات هذا الصيف مقارنة بالعام الماضي، حيث سجّل الديوان 134 حريقًا أتى على نحو 2194 هكتارًا من الغابات.
خطة استباقية للحماية
أوضح المشري للعين الإخبارية أن هذا الارتفاع لم يتحوّل إلى أزمة بفضل خطة استباقية اعتمدها الديوان، تضمنت إنشاء 16 مركزًا موسميًا جديدًا في المناطق الغابية بالشمال التونسي، تشمل محافظات جندوبة، الكاف، باجة، سليانة وبنزرت، ومجهزة بالعناصر والمعدات اللازمة لدعم الوحدات القارة البالغ عددها 125 وحدة على مستوى كامل التراب الوطني.
وأشار إلى أن المراكز المؤقتة، التي ستواصل عملها حتى نهاية شهر سبتمبر/أيلول، ساهمت في تقليص زمن الاستجابة، ما سمح بحماية ما يقارب 12 مليون قنطار من محصول القمح.
تطوير جهاز الدفاع المدني
وفي خطوة نحو تحديث الجهاز، أعلن المشري عن انطلاق لجنة القيادة بالديوان الوطني للحماية المدنية لإعداد الدراسات المتعلقة بتعصير جهاز الدفاع المدني، بعد حصول المشروع على دعم مالي من اتفاقية قرض بين تونس والوكالة الفرنسية للتنمية بقيمة تجاوزت 150 مليون دينار، مصادق عليها من البرلمان في يوليو/تموز الماضي.
العوامل البيئية والبشرية
وقال الخبير البيئي كريم بن عمار إن حرائق الغابات تتجدد سنويًا في نفس الفترة، تزامنًا مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، ما يجعل الغابات والمناطق الجبلية عرضة للاشتعال بسهولة. وأضاف أن الأسباب تتراوح بين العوامل المناخية والإهمال البشري، وأحيانًا أعمال مفتعلة.
وأضاف أن غالبية الحرائق تتركز في المناطق الشمالية والشمالية الغربية للبلاد، خصوصًا في ولايات جندوبة، باجة، بنزرت، سليانة وزغوان.
وأوضح أن الغابات تمثل أكثر من مجرد مساحات خضراء، فهي موطن للحياة البرية، مصدر عيش لسكان الريف، وتشكل درعًا طبيعيًا لمواجهة التغير المناخي. لكن تعافي الغابات بعد الحرائق قد يستغرق حتى 30 عامًا أو أكثر، ما يؤثر على التنوع البيولوجي والاقتصاد المحلي، ويهدد النظام البيئي بسبب هجرة الثروة الحيوانية البرية.
قيمة الغابات الاقتصادية والاجتماعية
ويشير المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية إلى أن الغابات تغطي نحو 34% من مساحة تونس البالغة 163,610 كيلومترات مربعة، وتتركز في الشمال الغربي والوسط الغربي حيث يعيش نحو مليون مواطن. وتُقدّر القيمة الاقتصادية لهذه الغابات بحوالي 932 مليون دينار تونسي (نحو 310 ملايين دولار أميركي).
ويستعيد التونسيون صيف 2022، حين اندلع حريق ضخم في منطقة "بو قرنين" قرب العاصمة، واستُهلكت أكثر من 500 هكتار من غابات الصنوبر، واستغرقت السيطرة عليه ثلاثة أيام، في واحدة من أسوأ حرائق البلاد خلال السنوات الأخيرة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMiA= جزيرة ام اند امز