حرائق الغابات تعصف بمساحات واسعة من الغطاء النباتي في تونس

اندلع حريق بغابة "كاب سيراط" الواقعة بمحافظة بنزرت في "الشمال التونسي" أتى على جانبا واسعا من الغطاء النباتي.
تتواصل محاولات فرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني في ولاية بنزرت، مدعومة بأعوان الغابات، للسيطرة على حريق اندلع في منطقة وادي العود بكاب سيراط، والتهم مساحات واسعة من الغطاء الغابي. وتأتي هذه الحادثة لتعيد إلى الأذهان سلسلة حرائق متكررة شهدتها المنطقة مع كل موجة ارتفاع في درجات الحرارة.
وفي محافظة نابل شمال شرقي البلاد، اندلع حريق آخر منذ مساء السبت أغسطس/آب في مصنع للتبغ بمدينة قرمبالية، ولا تزال وحدات الإطفاء تكافح لإخماده حتى ظهر الأحد أغسطس/آب، إذ ساهمت طبيعة الطقس ومحتويات المصنع من الكرتون والمواد القابلة للاشتعال في تعقيد جهود السيطرة.
تونس اعتادت خلال مواسم الصيف على تزايد الحرائق في الغابات والحقول، وهو ما يعكس حساسية النظام البيئي أمام التغيرات المناخية. وتشير بيانات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية إلى أن الغابات تمثل نحو 34% من المساحة الإجمالية للبلاد المقدرة بـ 163,610 كيلومترات مربعة، وتتركز بالأساس في الشمال الغربي والوسط الغربي حيث يقيم قرابة مليون شخص. وتقدر القيمة الاقتصادية لهذه الثروة الغابية بما يقارب 932 مليون دينار تونسي، أي نحو 310 ملايين دولار أمريكي.
الذاكرة الجماعية للتونسيين لا تزال تستحضر صيف 2022، حين شب حريق هائل في منطقة بو قرنين قرب العاصمة، أتى على أكثر من 500 هكتار من غابات الصنوبر، واستمر إخماده ثلاثة أيام كاملة، ليشكل واحدا من أعنف الحرائق التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة.