الاقتصاد وحل الإخوان.. ملفات عاجلة على طاولة رئيس تونس
دون حاجة لجولة ثانية، فاز الرئيس التونسي قيس سعيد (66 عاما)، بولاية ثانية لمدة 5 أعوام، لكنه يواجه تحديات صعبة وتطلعات شعبية كبيرة.
وتنتظر قيس سعيد ملفات عديدة يجب معالجتها من أجل استكمال مسيرة بناء البلاد، ما ينسجم مع عنوان حملته الانتخابية "الشعب يريد البناء والتشييد".
إذ قال قيس سعيد فور الإعلان عن فوزه بنسبة 90.69%: "سوف نبني ونشيد، ونطهر البلاد من الفاسدين والمفسدين والمشككين والمتآمرين ولا أبالغ عندما أقول متآمرين"، في إشارة للإخوان الإرهابية.
"تطلعات الشعب"
ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي، أن الشعب "ينتظر من قيس سعيد مواصلة تطهير البلاد من الفساد ومن براثن جماعة الإخوان، ومواصلة مسار المحاسبة والتصدي لأي محاولات تمس بأمن واستقرار البلاد إضافة لحلحلة الملفات الاقتصادية والاجتماعية وتحسين معيشة التونسيين".
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي التونسي محمد الميداني، إن "الناخبين اختاروا قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية ليواصل مشروعه الإصلاحي الذي دشنه في صيف 2021، ووضع حدا لفساد الإخوان وإرهابهم".
وأكد لـ"العين الإخبارية"، أن قيس سعيد "تعهد في بيانه الانتخابي بمواصلة مسار محاسبة المتآمرين والذي يحلمون بالعودة بتونس إلى الوراء"، موضحا أن "الإخوان انتهوا من تونس لكن لا تزال خلاياهم النائمة موجودة تريد دائما تأجيج الأوضاع".
موضحا "من المتوقع أن يسير الرئيس قيس سعيّد في طريق حل هذا التنظيم السرطاني الذي لم يقدم للبلاد سوى الموت والدمار والخراب، فمطلب حل حركة النهضة وتصنيفها إرهابية هو من أوكد الملفات الموجودة على طاولة الرئيس".
وأضاف أن "اليقظة الأمنية من أهم المسائل التي يجب المواصلة فيها درءا لأي محاولات إخوانية لتحريك أذرعها العنيفة للمس بالأمن القومي للبلاد، خاصة بعد أن أنقذت وزارتا الداخلية والدفاع البلاد من عمليات إرهابية خلال السنوات الماضية".
"تحديات اقتصادية"
من جهة أخرى، قال الناشط والمحلل السياسي التونسي عبد الكريم المحمودي، إن الناخبين "يريدون رؤية برنامج الرئيس في ولايته الثانية ومدى استجابته لتطلعات الشعب وكيفية تطبيقه شعار: البناء والتشييد".
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، مضى قائلا إن "الشعب ينتظر من الرئيس قبضة من حديد فيما يتعلق بالإرهاب والإخوان، من أجل مواصلة تطبيق حرب التحرير الوطني التي دعا لها سعيد في مناسبات عدة"، مضيفا "الإخوان سيحاولون بث الفوضى في البلاد في المرحلة القادمة".
قبل أن يضيف أن "سعيد يواجه في فترته الرئاسية الجديدة، لفات الأزمة الاقتصادية التي فاقمها تغير المناخ وأزمة الهجرة غير النظامية".
ووفق الخبير التونسي، فإن سعيّد "مطالب الآن بتحسين المرافق العمومية المتعلقة بالصحة والتعليم والتنقل"، معتبرا أنّه "آن الأوان لبناء الاقتصاد الوطني وإعادة بناء المؤسسات العمومية بعد تطهيرها، ووضع تشريعات جديدة تستعيد بواسطتها الدولة دورها الاجتماعي".
وتعهد الرئيس التونسي قيس سعيد خلال لقائه، رئيس الحكومة كمال المدوري، أمس الإثنين، بتحقيق طلبات الشعب.
سعيد قال إن "تونس دخلت مرحلة جديدة في التاريخ وعلى كل المسؤولين أن يكونوا في الموعد لتحقيق طلبات الشعب المشروعة".