سعيد يكسب الرهان التونسي.. استكمال للمشروع الإصلاحي ونهاية للإخوان
قيس سعيد الذي يتمتع بصورة الرجل النظيف،كسب الرهان لولاية ثانية في قصر قرطاج ليواصل استكمال مشروعه الإصلاحي واستكمال أسس الجمهورية التونسية الجديدة الخالية من الإخوان.
وقد حملت الحملة الانتخابية للرئيس سعيد شعار "الشعب يريد البناء والتشييد" وهو نفس الشعار الذي تبناه في الانتخابات السابقة التي جرت في العام 2019 والتي مكنته من التربع على عرش قرطاج.
ورغم مساندة الإخوان في تونس للمرشح الرئاسي العياشي زمال، الوجود في السجن، فإن الرئيس قيس سعيد انتصر على كل المساعي لإعادة البلاد إلى الخلف وعودة المنظومة السابقة للحكم وذلك لتمتعه بشعبية كبيرة بين التونسيين بسبب إسقاطه لمنظومة الإخوان ومحاسبة قياداتها إضافة لحربه على الفساد الذي يعرقل مسار الإصلاح.
وأعلنت الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات في تونس مساء اليوم فوز سعيد بولاية ثانية بعد حصوله على نسبة .90.69 % من أصوات الناخبين في الجولة الأولى للانتخابات التي جرت أمس، وحل زمال في المركز الثاني بعد حصوله على 7.35% وجاء أمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي في المركز الثالث بعد حصوله على 1.97 %.
وتعد هذه النتائج أولية، وأمام الهيئة أجل قانوني حتى 9 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل للإعلان عن النتائج النهائية بعد انقضاء آجال الطعون.
ويرى مراقبون للمشهد السياسي أن قيس سعيد الذي تعهد بمواصلة حربه على الإخوان والفساد رافعا شعار "حرب تحرير وطني" سيواصل بناء مشروعه الإصلاحي مستمدا ذلك من مشروعيته الانتخابية.
وقال رئيس حزب "التحالف من أجل تونس"، سرحان الناصري، إن فوز الرئيس قيس سعيد "يؤكد حرية الشعب التونسي الذي لا يبيع وطنه ولا ينجر وراء الصفحات المأجورة والتمويلات الأجنبية وكل من أراد تشويه صورة تونس في الخارج".
وأضاف الناصري لـ"العين الإخبارية" أنه "بعد الانتصار الساحق لقيس سعيّد ننتظر منه أن يستجيب لتطلعات الشعب وحلحلة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وإيجاد حلول لأفارقة جنوب الصحراء الموجودين في البلاد وتمتيع الكفاءات التونسية بفرص لخلق الثروة.
وأوضح أن سعيد أنقذ البلاد من حقبة صعبة عاشتها البلاد على امتداد أكثر من 10 سنوات تحت حكم منظومة المحاصصة الحزبية بقيادة حركة النهضة الإخوانية وهو الوحيد القادر على تطهير البلاد من الفساد.
من جانبه، قال الناشط والمحلل السياسي التونسي نبيل غواري إنه "بالرغم من تجييش جماعة الإخوان لأنصارها من أجل انتخاب العياشي زمال وتوجه قيادات جبهة الخلاص الإخوانية نحو صناديق الاقتراع، إلا أن أصواتهم لم تكن مؤثرة نظرا لفقدانهم لأي وزن سياسي".
وأكد غواري لـ"العين الإخبارية" أن قيس سعيد كسب الرهان وأثبت أن رصيده الانتخابي ظل ثابتا مقارنة بانتخابات 2019.
وأوضح أن فوز سعيد هو إعلان رسمي لوفاة منظومة الإخوان وولادة منظومة جديدة تستكمل مسار الإصلاح والبناء، مضيفا أن" قيس سعيد هو الشخصية الوحيدة القادرة على الوقوف في وجه كل محاولات الإخوان في بث الفوضى في البلاد خاصة وأنهم ينتظرون في أي فرصة للانقضاض على تونس والتمكن منها".
وفي سنة 2019، انتُخب قيس سعيّد، أستاذ القانون الدستوري الذي يتمتع بصورة "الرجل النظيف" ونال حينها 73 %.
وجاء النسبة التي فاز بها الرئيس سعيد في انتخابات الأمس (90.69%) لتعكس الثقة التي يوليها الشعب التونسي له، والاطمئنان لقراراته التي يتخذها سواء على صعيد محاربة الإخوان أو مكافحة الفساد.
وإثر الإعلان عن النتائج الأولية، قال قيس سعيّد، في تصريح إعلامي من مقرّ حملته، مساء الأحد، إنّ "تونس تعيش استكمالا للثورة".
وأشار قيس سعيّد إلى أنّ "الشعب التونسي أظهر وعيا غير مسبوق"، مؤكّدا العمل من أجل "البناء والتشييد ومحاسبة الفاسدين والمفسدين، والمتآمرين".
وأكّد سعيّد على أنّ "تونس ستبقى حرّة مستقلة، وسنرفع رايتنا التونسية العالية في كلّ مكان عاليا، ولا نقبل بأن يتدخّل أيّ كان في شؤوننا"، وفق تعبيره.
aXA6IDMuMTM3LjE4MC42MiA= جزيرة ام اند امز