انتهاء الموسم الصيفي.. 300 مهرجان تعيد الحياة الفنية لتونس
تخمة من المهرجانات الثقافية والفنية عاشت على وقعها تونس خلال الموسم الصيفي الحالي جابت جميع مناطق البلاد.
فبعد سنتين من توقف بسبب فيروس كورونا أدى إلى ركود ثقافي وفني، عادت الحياة إلى تونس وتنفس شعبها طعم الفن والموسيقى وتدفقت الجماهير بشكل قياسي على أغلب العروض ما جعل 90% من العروض تعرض امام شبابيك مغلقة.
مهرجانات تونس كانت قبلة لعشاق الحياة والجمال من محبي مختلف الفنون التي تعددت خلال هذه التظاهرات من عروض موسيقية شعبية وصوفية وطربية وشرقية علاوة على حضور لافت للمسرح وعروض فن الراب والهيب هوب.
48% من المهرجانات في تونس تقام في شهري يوليو وأغسطس من كل عام وتحتضن تونس سنويا أكثر من 300 مهرجان ينتظم في جميع المحافظات والمدن التونسية في إطار سياسة اللا مركزية الثقافية التي تنتهجها البلاد.
ويعد مهرجان قرطاج الدولي أكبر المهرجانات التونسية وأكثرها جماهيريّة حيث استضاف خلال دورته السادسة والخمسين التي اختتمت يوم السبت، فنانين من مختلف أنحاء العالم ولعل أبرزهم "ألفا بلوندي" وشيرين و"راغب علامة" و"صابر الرباعي" و"نومسيبو زيكود" (صاحبة أغنية Jerusalema الشهيرة).
ومن أبرز المهرجانات الفنية أيضا في تونس، مهرجان الحمامات الدولي الذي اختتمت دورته 56 يوم الجمعة بعرض للفنان التونسي عدنان الشواشي.ويحتضن هذا المهرجان جميع موسيقى العالم التي تتلاقح فيها الأنماط الفنية.
ومن أبرز المهرجانات أيضا مهرجان بنزرت الدولي ومهرجان صفاقس الدولي ومهرجان الجم للموسيقى السمفونية ومهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى العربية التقليدية.
وتسببت جائحة كورونا خلال السنتين الماضيتين في حالة شلل كاملة للحياة الفنية والثقافيى في البلاد حيث تم إلغاء عدة عروض عالمية وعربية كبرى، وهو ما فسح المجال للمراهنة على المنتوج المحلي وإعادة الاعتبار إلى المبدع التونسي الذي فقد بريقه في السنوات الأخيرة ما جعل الجمهور المتعطش لجميع الفنون يتدفق بأعداد ضخمة في جميع العروض.
وبعد انتهاء أغلب المهرجانات الصيفية، اعتبر مراقبون للمشهد الثقافي في تونس أن التخمة الكبيرة في المهرجانات التي شهدتها مختلف مناطق تونس أدى إلى ارتفاع كبير في الكم مقابل تراجع في القيمة الفنية.
وثمنت ليلى الزكراوي الناقدة الفنية بعدد المهرجانات في تونس واعتبرتها متنفسا للجمهور بعد سنتين من توقف جميع التظاهرات الثقافية والفنية بسبب كورونا.
واعتبرت في تصريحات لـ"العين الاخبارية" أن مختلف المهرجانات دعمت الأصوات التونسية خلال هذا الموسم الصيفي نظرا للأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد موضحة أن التعويل على الفنان التونسي يعتبر تشجيعا له ودعما له خاصة وأنه في السنوات الاخيرة تم تهميش الفنان المحلي مقابل استضافة فنانين من الخارج باسعار خيالية.
وأكدت أن "الجمهور التونسي يعشق الأصوات التونسية حيث غنى أغلب الفنانين التونسيين أمام شبابيك مغلقة".
وأكدت أن ستدعاء أسماء فنية من خارج تونس له كلفة عالية، خاصة وأن تونس لديها منتوج محلي قادرا على فرض نفسه في المهرجانات.
وقالت الزكراوي إن هناك العديد من العروض في عدد مهم من المهرجانات تعطلت وتم إلغاؤها بسبب عدم التزام متعهدي الحفلات مع الفنانين الأجانب.
وعن تقييمه للموسم الصيفي من خلال المهرجانات والتي فاق عددها 300، اعتبر الهمامي أنه راض عن جزء منها.
فيما اعتبر نقيب الفنانين في تونس، ماهر الهمامي أنه راض عن مختلف المهرجانات التي عولت على دعم الأصوات التونسية المحلية لكنه لديه بعض الاحترازات بخصوص تعطل عدد من العروض مثل عرض رامي عياش الذي كان من المنتظر أن يتم تنظيمه في مهرجان بنزرت الدولي.
وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن برنامج الدورة الحالية من مهرجان قرطاج الدولي أفضل من سابقيه مثمنا النجاح الجماهيري لجميع العروض.
وأكد أن برمجة 15 عرضا تونسيا في مهرجان قرطاج الدولي جيدة جدا وهي سابقة تحسب لإدارة المهرجان، لكن "نطمح دائما لتشجيع الأصوات التونسية وبرمجة عروض أكثر في هذا المهرجان العريق".
aXA6IDMuMTQxLjI5LjIwMiA=
جزيرة ام اند امز