شط الجريد في تونس.. قبلة ساحرة للزائرين في الشتاء (صور)

"شط الجريد" يزين الجنوب في تونس بجمال مدهش، ويتحوّل في فصل الشتاء إلى قبلة للزائرين.
ويعيش الجنوب التونسي فترة انتعاش خلال فصل الشتاء، الذي يعد موسم الذروة للسياحة الصحراوية، لاكتشاف الطبيعة المتميزة لهذه المنطقة التي شهدت بطولات تاريخية.
ولا يمكن لزائر منطقة "شط الجريد" التابعة لمحافظة توزر الواقعة بالجنوب الغربي أن يغفل اختلافها عن بقية المدن التونسية، لجمال طبيعتها المتميزة ولمدى ثرائها الثقافي باعتبار أنها كانت مركزا للتنوع الثقافي بين الأمازيغ والعرب.
وشط الجريد هو بحيرة جفّت مياهها منذ آلاف السنين، بعد أن كانت تربط بين البحر الأبيض المتوسط وبحيرة "ملغيغ" في شمال شرق الجزائر.
ويقول علماء إن تلك السلسلة من المنخفضات التي تبدأ من مدينة قابس الساحلية في جنوب شرق تونس وصولاً إلى الصحراء الجزائرية، نشأت بين العصرين الميوسيني والبليستوسيني الحديث نتيجة للضغط المصاحب لتشكل جبال الأطلس.
يمتد شط الجريد من مدينة قبلّي شرقاً إلى بلدة حزوة غرباً، إذ يبلغ عرضه الأقصى 120 كم ويشغل مساحة 7.000 كم².
يعتبر هذا الموقع من أهم ما يتميز به الجنوب الغربي التونسي. إذ تتفجر المياه فيه في الشتاء، وفي الصيف يتزين بطبقة من الملح، كما أن هذه البحيرة، تعدّ أكبر بحيرة مالحة في القارة الأفريقية.
وتضمّ منطقة "الجريد "من الناحية الجغرافية، مناطق إنتاج أفضل أنواع التمور في تونس، وتشمل بالخصوص منطقة توزر وبعض المناطق من محافظة "قبلي" المجاورة، وهي مناطق صحراوية معروفة بطيب مناخها واعتداله في فصل الشتاء حيث يقبل الكثيرون من الأوروبيين عليها هرباً من قسوة الشتاء في بلادهم.
ويقول محمد الشابي ناشط بالمجتمع المدني بمحافظة توزر إن "شط الجريد يتميز بمظهره الخلاب الذي يأسر جميع زواره الذين يتوافدون من مختلف أنحاء العالم لاكتشاف هذا الجمال الرباني".
ويؤكد لـ"العين الإخبارية" أن شط الجريد يتميز بتبدل ألوانه مع كل فصل.
ويشير إلى أن شط الجريد عبارة عن بحيرة جفّت مياهها منذ آلاف السنين وتتكون بالأساس من رواسب ملحية وبعض السباخ المتناثرة التي تجري فيها المياه بعد نزول الأمطار في فصل الشتاء ثم يجف أغلبها صيفاً.
ويوضح أن هذا المكان كان موقعا لتصوير مجموعة من الأفلام العالمية ومن بينها الجزء الأول من سلسلة "حرب النجوم" كما تم تصوير العديد من مشاهد هذا الجزء في الطرف الشمالي الغربي من البحيرة، وخصوصاً في الموقع المعروف بـ"عنق الجمل" حيث البيوت القديمة التقليدية المحفورة في الأرض.
وأعلنت السفارة الأمريكية بتونس تصنيف الجنوب التونسي ضمن أفضل 10 وجهات في العالم لسنة 2024 من قبل دليل السفر الشهير "روتار" .