داخلية أردوغان تقاضي كمال قليجدار.. مليشيات تترصد المعارضة
كلما كشفت المعارضة التركية ضعف النظام يرتفع منسوب الرعب متجسدا في ملاحقات قضائية هدفها إخماد أصوات المنتقدين وقمع الآراء المخالفة.
الداخلية التركية تقدمت، اليوم الجمعة، بشكوى ضد كمال قليجدار أوغلو، زعيم المعارضة، على خلفية تصريحات أدلى بها في وقت سابق اعتبر خلالها عناصر الوزارة "مليشيات الفساد والفجور".
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "أفرنسال" التركية المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية"، تقدمت الوزارة بشكوى قضائية ضد قليجدار أوغلو أمام مكتب المدعي العام بالعاصمة أنقرة؛ للتحقيق معه.
وقال بيان صادر عن الوزارة إن الاتهام الذي اعتمدت عليه الشكوى ضد زعيم المعارضة هو "إهانة موظفين عموميين".
وعلى نفس الشاكلة، تقدم عدد من حكام الولايات بشكاوى مماثلة ضد بَرْهان شمشك، النائب البرلماني السابق عن الشعب الجمهوري، على خلفية تصريحات مماثلة قال فيها إن "الداخلية والقضاة مليشيات (الرئيس رجب طيب) أردوغان".
بداية الأزمة
الأسبوع الماضي، قال المعارض التركي أنغين آلطاي، نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب الشعب الجمهوري، إن "الجميع في تركيا -بداية من رؤساء الجامعات حتى الجنود بالجيش- باتوا عناصر مسلحة ومليشيات لحزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان".
تصريحات آلطاي جاءت على خلفية قيام جندي برفع شعاري "الذئاب الرمادية ورابعة"، وانتشرت صورته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما اعتبره المعارض المذكور دليلًا على تحول الجيش لمليشيا موالية للنظام.
و"الذئاب الرمادية"؛ تنظيم متطرف يتبع أردوغان وتنتشر عناصره في أوروبا، فيما شعار "رابعة العدوية" يعود لتنظيم الإخوان الإرهابي في مصر، ويشير لعملية أمنية لفض اعتصام مسلح للجماعة شرقي العاصمة القاهرة في عام 2013.
من جانبه، لم يتأخر أردوغان في الرد على آلطاي، قائلا "من أنتم ولمن تعملون كميليشيات".
وعقب ذلك، خرج برهان شمشك، مؤكدا كلام آلطاي بالقول: "حكام الولايات مليشيات، وحكام المقاطعات كذلك، والقضاة".
زعيم المعارضة دخل هو الآخر على خط الأزمة، وأدلى الإثنين الماضي بتصريحات خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه، دعم من خلالها تصريحات ششمك، حيث قال "في تركيا مليشيات للنظام بحجم العالم".
وعقب ذلك خرج أردوغان، الأربعاء، مجددًا وشن هجومًا على المعارضة التركية بشكل عام، ولا سيما الشعب الجمهوري، حيث قال "إنهم لا يعرفون شيئا في السياسة وأنشطتهم مثل الطابور الخامس".
وزعم أردوغان أن المعارضة لا ترغب "في رؤية نجاح العدالة والتنمية، دائمًا ينظرون لأماكن أخرى.. وبدلًا من إقامة علاقة عاطفية مع الأمة، يحقرون منهم، قائلين إنهم مصابون بمتلازمة ستوكهولم"، وهي ظاهرة نفسية تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو مَن أساء إليه بشكل من الأشكال.
أردوغان واصل هجومه قائلا: "حزب الشعب الجمهوري نشر الكراهية التي تراكمت لديه بالداخل إلى الخارج"، مشيرًا إلى أنهم "بدأوا في تهديد شرائح مختلفة من المجتمع كما يفعل رئيس الحزب (في إشارة لقليجدار أوغلو)".
وحرّض أردوغان من اعتبرهم مستهدفين من قبل زعيم المعارضة، على رفع دعاوى قضائية عليه، مشيرًا إلى أن "الشعب الجمهوري بات يفقد هويته السياسية مع مرور الوقت".
والخميس، أدلى قليجدار أوغلو بتصريحات جديدة، طالب فيها بعدم تسييس مؤسسات الدولة، في رد منه على سؤال بأحد المؤتمرات الصحفية حول تصريحات سابقة له اعتبر فيها جميع المسؤولين وحكام الولايات المنتمين للعدالة والتنمية، بمثابة مليشيات للحزب الحاكم وأردوغان.
وأوضح أوغلو أنه لم يكن يقصد بكلمة مليشيات المعنى الحرفي لها، متابعًا "قصدت أن موظفي الدولة بلا استثناء أصبحوا ينتهجون سياسات حزب العدالة والتنمية دون تفكير".
وشدد على "ضرورة محافظة موظفي الدولة على مبدأ الحيادية".
كما أوضح أن إعلان الحكومة التركية اعتزامها رفع دعوى قضائية ضده يعني أن "القضاء تحت أمرهم"، مشددًا على ضرورة عدم السماح لحزب العدالة والتنمية الحاكم بـ"تسييس الدولة".