وثيقة تفضح أردوغان.. "التفتيش العاري" مثبت بسجون تركيا
فضحت وثيقة رسمية أكاذيب حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا برئاسة رجب أردوغان، وأثبتت وجود التفتيش العاري في سجون البلاد.
والوثيقة الجديدة أظهرت صحة شهادات تركيات عن تعرضهن لفحوصات قسرية مهينة ولتفتيش عار داخل سجون بلادهن.
وكانت سجينات سابقات قد فضحن عمليات ممنهجة للتفتيش العاري للنساء المحتجزات داخل سجون أردوغان، على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة في فيديوهات قصيرة، كشفت النقاب عن حقيقة تلك الأحداث، بعد محاولة النظام إخفاء سجل الحكومة التركية المليء بالفضائح والانتهاكات ضد حقوق الإنسان.
وقالت إحدى الضحايا وتدعى بتول ألباي، وهي تعمل محامية، في مقطع فيديو على "تويتر" أنه تم اعتقالها مع والدها، بعد ذلك تم سجنها وتجريدها من الملابس في السجن، وأمروها بالجلوس والوقوف 3 مرات.
وأوضحت أنه :"إذا تم فحص تسجيلات الكاميرات الأمنية في السجن، فسيرى من له عين أنني تعرضت للأشعة السينية بين 4 حراس ذكور”.
ضحية أخرى تدعى توغبا أوزدمير، وتعمل معلمة، قالت هي الأخرى في مقطع فيديو مماثل:" أصبت بانهيار عصبي عندما طلبوا مني خلع ملابسي بأكملها.. كان هذا أسوأ يوم في حياتي".
لائحة تفضح أردوغان
وطبقا للوثيقة الجديدة التي نشرتها صحيفة "زمان التركية" فإن المادة 34 من لائحة إدارة المؤسسات العقابية وتنفيذ العقوبات والتدابير الأمنية في تركيا، والمنشورة في الجريدة الرسمية بتاريخ 29 مارس/ آذار 2020، تشرح بالتفصيل كيفية إجراء التفتيش العاري بالسجون.
اللائحة تشير إلى أنه "إذا اقتضت الضرورة يمكن إجراء التفتيش العاري بالقوة، وأنه يمكن إجراء عمليات التفتيش عارياً أو في تجاويف الجسد إذا رأى المشرف الأعلى في المؤسسة أن ذلك ضروري".
ورغم أن اللائحة تنص على أنه يتم التفتيش العاري بشكل لا ينتهك مشاعر الحرج لدى المحكوم عليه واتخاذ الإجراءات التي تضمن عدم رؤية أحد له، إلا أنه لا يوجد ما يضمن ذلك كما تتخذها السلطات التركية للتنكيل بمعارضيها وبخاصة من النساء اللذين تتهم بصلاتهم بجماعة الداعية التركي فتج الله غولن.
كما توجد مادة في الائحة تشير إلى أنه أثناء التفتيش يتم خلع الملابس الموجودة في الجزء العلوي من الجسم أولاً، ويتم خلع الملابس الموجودة في الجزء السفلي من الجسم بعد ارتداء الجزء العلوي.
وتعود تلك الفضائح إلى ما كشفه البرلماني التركي عمر فاروق جرجرلي أوغلو عن تعرض نحو 30 امرأة تركية، لاعتداء مهين من خلال إجبارهن على الخضوع للتفتيش عاريات، في مقر شرطة أوشاق مع عدم وجود ما يلزم لذلك، دون التحقيق مع المتورطين ومعاقبتهم.
وانتقد جرجرلي أوغلو عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، تجاهل السلطات التركية مطالب بالتحقيق في تلك الوقائع.
وقال، في سلسلة تغريدات نشرها، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الأربعءا الماضي، إن سلطات أردوغان تتجاهل المطالب الخاصة باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المسؤولين عن واقعة تعرض نحو 30 معتقلة في وقت سابق لانتهاكات بأحد مراكز الاحتجاز بعد إجبارهن على التفتيش عرايا.
وأعرب جرجرلي أوغلو، عن استنكاره لعدم اتخاذ السلطات التركية أية إجراءات ضد المسؤولين المتورطين في واقعة تفتيش عار مهين بحق سجينات، مشيرا إلى أنه تلقى رسائل مماثلة من رجال بالسجن عن تعذيب تعرضوا له بعد رفضهم التفتيش العاري.
وأوضح أن "مسألة التفتيش العاري سبق وأن سلط الأضوء عليها مرات عديدة، دون أن يلفت ذلك اهتمام السلطات، وهذه بمثابة معاملة مهينة، لكن الأسوأ منها هو أن تسعى السلطات المعنية للتستر على مثل هذه الوقائع"
وشدد على أن "التعرية في المعتقلات باتت حقيقة لا يمكن إنكارها، مطالبا "بالتحقيق في هذه القضية بجدية بالغة، ومعاقبة المسؤولين كما ينص عليه القانون".
وكانت الشرطة التركية، شنت حملات أمنية في 12 مدينة، مركزها مدينة أوشاق، حيث ألقت القبض على 30 سيدة في 31 أغسطس/آب الماضي الماضي، معظمهن طالبات في كلية الطب، وقالت أسرهن إنهن تعرضن لسوء المعاملة داخل مديرية أمن مدينة أوشاق شرق البلاد على مدار 5 أيام.
إضراب عن الطعام لرفض التفتيش العاري
وفيما لا تزال أصداء الفضيحة تخيم على أروقة الحكم في أنقرة قالت وسال إعلام محلية إن سجين أعلن إضرابه عن الطعام احتجاجا على الاعتداء بالضرب عليه بعد رفضه الخضوع للتفتيش عاريا.
وقال تقرير محلي إن السجين يدعى طارق كار، تم نقله إلى سجن كانديرا المغلق من سجن آخر، وهناك اعتدى حارس السجن عليه بالضرب، لرفضه التفتيش عاريًا.
وبحسب صحيفة زمان فإن سجن كانديرا المغلق بمدينة كوجالي شهد في 16 ديسمبر / كانون الأول الجاري، واقعة الاعتداء بالضرب على سجين يدعى طارق كار، الذي نُقل إليه من سجن دياربكر المغلق، لرفضه التفتيش عاريا بمدخل السجن.
وخلال اتصال هاتفي مع عائلته أسرد كار تفاصيل واقعة الاعتداء بالضرب عليه وتفتيشه عاريا رغما عنه داخل السجن، حيث أوضح كار أنه خضع للحجر الصحي داخل زنزانة فردية لمدة 15 يوما لكونه منقولا من سجن آخر وأنه تعرض للضرب من حراس السجن لرفضه التفتيش عاريا بمدخل السجن.
وأفاد أفراد عائلته أن سلطات السجن لم تمنحه الأشياء التي تم نقلها برفقته من سجن ديار بكر مشيرين إلى بدء كار إضراب عن الطعام اعتراضا على الانتهاكات الحقوقية الممارسة بحقه، بحسب الصحيفة التركية.