"جمهورييت".. الصحيفة التركية الأعرق التي تحولت لكابوس أردوغان
صحيفة جمهورييت تأسست بعد أقل من عام من تأسيس جمهورية تركيا الحديثة، وواصلت الصحيفة تغطية الأخبار على مدى 100 عام.
تأسست صحيفة جمهورييت بعد أقل من عام من تأسيس جمهورية تركيا الحديثة، وواصلت الصحيفة تغطية الأخبار على مدى 100 عام تقريبا.
ورغم اعتقال 9 من موظفيها والمشاكل القانونية المتراكمة ضدها، إلا أن الصحيفة العريقة تعهدت بألا يسكت صوتها.
تأسست صحيفة جمهورييت (الجمهورية) كداعم أساسي للدولة العلمانية الحديثة التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك على أنقاض الإمبراطورية العثمانية.
ولكن في السنوات الأخيرة تبنت الصحيفة خطا قويا ضد حزب العدالة والتنمية، الحاكم ما وضعها على طريق التصادم مع الرئيس رجب طيب أردوغان.
واليوم السبت، أمرت السلطات التركية باعتقال 9 صحفيين ومدراء تنفيذيين في الصحيفة، من بينهم عدد من أبرز الصحفيين في تركيا، مثل رئيس تحريرها مراد سابونجو، والكاتب الصحفي المناهض لأردوغان قدري غورسيل، ورسام الكاريكاتير موسى كارت.
وهم متهمون بالارتباط بالمتمردين الأكراد وبمحاولة الانقلاب التي وقعت في منتصف يوليو/تموز الماضي.
وقالت الصحيفة، على صفحتها الأولى في رسالة إلى الحكومة، "سيذكركم التاريخ بالعار".
ونظم أنصار وموظفو الصحيفة وقفة تضامنية مع زملائهم، وحملوا نسخا من عددها الأخير.
وقال الكاتب إيدين انغين، أحد موظفين أفرجت عنهما المحكمة ووضعتهما تحت المراقبة: "إن هذه القضية سخيفة، وليس ذلك فحسب، بل هي غير أخلاقية".
وقال في تلاوة لرسالة رئيس التحرير: "ننحني أمام شعبنا وقرائنا، ولا ننحني أمام أي شخص آخر".
وتملك صحيفة جمهورييت مؤسسة تضمن استقلاليتها، على الرغم من أنها لا تضمن أمنها المالي بعكس العديد من الصحف التركية التي تملكها شركات صناعية كبيرة، والتي تكون وفق الناقدين أكثر عرضة للتأثر بنفوذ الحكومة.
وعلى عكس الصحف الأخرى فإن جمهورييت لا تفرد الكثير من المساحة لأخبار المشاهير وصور نجوم الدراما التركية أثناء إجازاتهم، بل تولي اهتماما أكبر بالفنون.
ويعود تاريخ عدد من الصحف المحلية وذات الاهتمامات الخاصة في تركيا إلى الحقبة العثمانية، إلا أن جمهورييت هي أقدم الصحف الرئيسية.
وتوزع الصحيفة ما يزيد عن 50 ألف نسخة، ولكن تأثيرها كصوت مستقل كان كبيرا جدا.
واتخذت الصحيفة قرارا مهما في فبراير/شباط 2015، عندما عينت وبعد سنوات من النزاعات الداخلية، الكاتب المعروف ومخرج الأفلام جان دوندار رئيسا للتحرير.
وأخذ دوندار الصحيفة باتجاه اليسار، ودفعها إلى تبني خط مناهض للحكومة، وفي مايو/أيار 2015 نشرت الصحيفة على صفحتها الأولى خبرا تقول فيه إن الحكومة ترسل أسلحة إلى المسلحين في سوريا.
وحذر أردوغان دوندار بأنه "سيدفع ثمنا باهظا"، وفي مايو/أيار 2016 صدر بحق دوندار حكم بالسجن لمدة 5 سنوات و10 أشهر بتهمة الكشف عن أسرار الدولة. وصدر بحق مدير مكتبه في أنقرة ارديم غول حكم بالسجن 5 سنوات.
كما أن دوندار مطلوب في القضية الحالية ضد جمهورييت، ولكن وبانتظار صدور حكم الاستئناف في الحكم الصادر بحقه تمكن دوندار من الفرار إلى ألمانيا، وتعهد من هناك بإنشاء وسيلة إعلامية جديدة ناطقة بالتركية.
واستقال دوندار من منصبه رئيسا للتحرير في أغسطس/آب 2016، وقال إن العودة إلى تركيا لمواجهة القضاء "بمثابة وضع رأسي تحت المقصلة".
وفي 2015، منحت منظمة "مراسلون بلا حدود" الصحيفة جائزة حرية الصحافة تكريما لجهودها في الدفاع عن حرية الإعلام "في البيئة التي تزداد عدائية، ولتغطيتها الشجاعة" للأحداث.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE0NSA=
جزيرة ام اند امز