وفدان تركيان في مصر وليبيا.. هل تنتهي قطيعة السنوات الثماني؟
في أول زيارة منذ سقوط حكم الإخوان، يصل وفد تركي رفيع إلى مصر، خلال الساعات القادمة، في إطار مساعي إنهاء قطيعة السنوات الثماني.
فمن تلك القطيعة التي عززها احتضان تركيا لقيادات إخوانية اتخذت من أراضيها منبرا لمهاجمة مصر، إلى ليبيا التي أشعلت أنقرة أزمتها بنار المرتزقة، تتعدد الملفات التي يحملها الوفد التركي برئاسة نائب وزير الخارجية، سادات أونال.
وفي الوقت الذي لم تعلن فيه القاهرة رسميا عن هذه الزيارة، بدأ في المقابل وفد تركي رفيع المستوى يضم وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو ووزير الدفاع خلوصي أكار ورئيس المخابرات هاكان فيدان، زيارة إلى ليبيا، في مؤشر يقود إلى أهمية للملف الليبي في كل هذا التحرك.
وهو ما ذكرته صحيفة "زمان" التركية التي نقلت عن مصادر مطلعة لم تكشف هويتها، أن أنقرة استجابت لقسم كبير من المطالب والشروط المصرية، وأرسلت في هذا الإطار وفدها إلى ليبيا من أجل إجراء مفاوضات ثنائية بهدف الانسحاب من هذا البلد.
ونوهت الصحيفة إلى تصريحات سابقة للمتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، أكد خلالها على أن تطبيع العلاقات مع مصر سينعكس إيجابًا على الوضع في ليبيا الدولة التي تسعى أنقرة إلى الحفاظ على نفوذها فيها.
المصادر ذاتها أشارت إلى أن تركيا ترغب أيضًا في التصالح مع دول الخليج عن طريق وساطة مصرية محتملة.
رغبة في مرحلة جديدة
مستجدات سياسية تأتي بعد إعلان تركيا على لسان وزير خارجيتها، بدء مرحلة جديدة بدأت في العلاقات مع مصر، وذلك في أعقاب محادثة أجراها مع نظيره المصري سامح شكري بمناسبة حلول شهر رمضان.
اتصالٌ يرى مراقبون أنه محاولة جديدة من جانب تركيا للتقرب من مصر، وهو ما بدا جليا في الآونة الأخيرة، من تغيير لهجة أنقرة إزاء القاهرة بعدما كانت تغلفها نبرة متوترة.
وسبق أن عقّبت القاهرة على الاتصال الذي تلقاه شكري من نظيره التركي وقالت إنه يؤخذ في إطار "إشارات ضرورة تصويب المسار".
وقال شكري إن "المحادثة كانت في إطار المجاملات الإنسانية بتهنئة شهر رمضان، ويجب أن نأخذها في إطار مجمل التصريحات والإشارات التي صدرت عن الجانب التركي فيما يتعلق بالأهمية لمصر وضرورة تصويب المسار".
وفي وقت سابق، أعلنت تركيا أنها ألزمت القنوات الإخوانية التي تهاجم مصر من أراضيها بـ"مواثيق الشرف الإعلامية"، في خطوة رحبت بها القاهرة لكنها أكدت على الحاجة لمزيد من خطوات بناء الثقة.
كما اتخذ البرلمان التركي خطوة جديدة في سبيل التقارب مع مصر، وتم إقرار مذكرة حول تشكيل لجنة صداقة برلمانية بين البرلمان التركي ونظيريه الليبي والمصري.
خروج المرتزقة
وبالتزامن مع هذا الحراك التركي في كل من ليبيا ومصر، دعت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، أنقرة إلى التعاون لإنهاء وجود القوات الأجنبية في البلاد. في إشارة منها للمرتزقة التي أرسلتها تركيا إلى هذا البلد.
وطالبت، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها التركي، أنقرة بالتعاون فيما يتعلق بملف إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، في إطار دعم سيادة ليبيا.
وقالت المنقوش: "ندعو تركيا للتعاون معنا فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ومخرجات مؤتمر برلين".
ومنذ ثماني سنوات، تشهد العلاقات التركية المصرية قطيعة، بسبب ملفات تصدّرها احتضان تركيا لتنظيم الإخوان، وسياسة أنقرة في البحر المتوسط، وتدخلها عسكريا في ليبيا.