خادم الحرمين يستقبل كبار الشخصيات الإسلامية مؤدي الحج هذا العام
الحفل بدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ألقى بعدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، كلمة بهذه المناسبة.
أقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الأربعاء، بحضور الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حفل الاستقبال السنوي لأصحاب الفخامة والدولة وكبار الشخصيات الإسلامية، وضيوف خادم الحرمين الشريفين، وضيوف الجهات الحكومية، ورؤساء الوفود ومكاتب شؤون الحجاج الذين أدوا فريضة الحج هذا العام.
وفي بداية الحفل، صافح خادم الحرمين الشريفين، الرئيس الحسن واتارا، رئيس كوت ديفوار، ونائب رئيس غانا، الدكتور محمود بأومييا، ونائب رئيس صوماليلاند، عبدالرحمن عبدالله إسماعيل زيلعي، ورئيس وزراء كوت دي فوار أمادو غون كوليبالي، ورئيس الوزراء الشيشاني مسلم ختشييف، ورئيس البرلمان الشيشاني محمد داودوف، ورئيس مجلس النواب بأفغانستان الإسلامية عبدالرؤوف إبراهيم، ووزير الدفاع الليبي أوحيدة نجم، ووزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، ومدير مكتب الرئيس المكلف بالدفاع بجمهورية القمر المتحدة يوسف محمد علي، ونائب الرئيس المكلف بوزارة النقل بالقمر المتحدة عبدالله سيد سروما، ونائب الرئيس المكلف بوزارة الزراعة والصيد والبيئة والعمران بالقمر المتحدة مستدران عبده، ووزير الدفاع السوداني، الفريق الأول ركن عوض محمد بن عوف، ورئيس الحزب الحاكم والمسؤول الأول عن الحج في موريشيوس، شوكت سودهن، ومفتي جمهورية مصر العربية، فضيلة الدكتور شوقي إبراهيم علام، وكبار المسؤولين في عدد من الدول الإسلامية.
وبدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ألقى بعدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، كلمة بهذه المناسبة قال فيها:
(بسم الله الرحمن الرحيم)
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"
والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين..
إخواني حجاج بيت الله الحرام
إخواني المسلمين في كل مكان
أيها الإخوة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أرحب بكم، وأهنئكم بعيد الأضحى المبارك، سائلاً المولى عز وجل أن يكتب لحجاج بيت الله الحرام حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً، وأحمده سبحانه على ما منّ به على ضيوف الرحمن من أداء هذا الركن العظيم من أركان الإسلام بيسر وأمن وراحة وطمأنينة، ملبّين دعوة الباري في قوله جل وعلا "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام".
أيها الإخوة الكرام
لقد شرف الله المملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين، ورعاية أمور قاصديهما، والسهر على أمنهم وسلامتهم وراحتهم، ولقد أعطته كل العناية والاهتمام، منذ أن أسس أركانها الملك عبدالعزيز، رحمه الله، ومن بعده ملوك هذه البلاد، رحمهم الله جميعاً.
وسنواصل ذلك بإذن الله، لإيماننا العميق بأن خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار، والقيام على شؤونهم وتيسير أدائهم لمناسكهم واجب علينا، وشرف عظيم لنا نفخر ونعتز به.
أيها الإخوة والأخوات
إن المملكة العربية السعودية التي تضم في جنباتها قبلة المسلمين، ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم، وانطلاقاً من مكانتها الإسلامية ودورها الإقليمي والدولي، تؤكد موقفها الثابت في محاربة الإرهاب والتطرف واجتثاثه بأشكاله كافه وصوره، والتمسك برسالة الإسلام السمحة، والحرص على لم الشمل الإسلامي وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع .
أسأل الله العظيم أن يتقبل من إخواننا الحجاج حجهم ونسكهم، وأن يوفقنا جميعاً لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، إنه سميع مجيب، وكل عام وأنتم بخير.
(والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته).
إثر ذلك ألقى وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، كلمة رفع فيها التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ولحجاج بيت الله الحرام وللعالم أجمع بعيد الأضحى المبارك، سائلاً المولى عز وجل أن يعيده على الجميع بالرخاء والازدهار والأمن والأمان.
وقال: "نحمد الله على أن منّ على حجاج بيت الله الحرام بإتمام الركن الأعظم من أركان الحج والوقوف على صعيد عرفات الطاهر، ملبين حامدين شاكرين الله على ما منّ عليهم بطمأنينة وخشوع، متضرعين إليه بالدعاء، تحفهم عناية الله في جو روحاني، تجلت فيه عدالة وسماحة وإنسانية الإسلام، في يوم يحمل عنوان السلم والسلام من أرض السلام، ونحمده جل وعلا أن مكنهم من ذكر الله عند المشعر الحرام، وها هم اليوم في مشعر منى يقضون أيام التشريق، فرحين مستبشرين بما أتاهم الله من فضله".
وأضاف: "فكما وجهتم يا خادم الحرمين الشريفين وتابع ولي العهد، فإن أبناء المملكة العربية السعودية، مدنيين وعسكريين من القطاعين الحكومي والأهلي ومن معهم من آلاف المتطوعين، يبذلون أقصى الجهود لخدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم خلال مسيرتهم في أداء النسك، يواصلون هذا الواجب العظيم متضامنين ملتفين حول قيادتكم الرشيدة في عمل دؤوب لا يتوقف، فالمملكة العربية السعودية، ومنذ أن تأسست على يد المؤسس الملك عبدالعزيز، رحمه الله، تتشرف بتقديم الخدمات وتهيئة المشاريع العظيمة لراحة وطمانينة وأمن حجاج بيت الله الحرام، ولا يزال التحديث مستمراً لآليات العمل والتطوير والإتقان وتوفير أحدث التقنيات للعناية بمنظومة الحج والعمرة".
وأكد وزير الحج والعمرة أن المملكة العربية السعودية تفخر باحتضان وخدمة أكثر من 150 مليون حاج ومعتمر خلال العشر سنوات الماضية من مختلف أرجاء المعمورة ومن أكثر من 100 جنسية، وصل منهم سبعة ملايين معتمر لهذا العام، إضافة إلى ما يقارب من مليوني حاج يؤدون الآن مناسكهم.
وقال: "نعمل بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، على الاستعداد لاستقبال وخدمة أكثر من 300 مليون مسلم خلال العشر سنوات المقبلة، فمرحباً بكم ضيوفاً للرحمن في بلد الحرمين مملكة الإنسانية المملكة العربية السعودية".
ولفت إلى أن ندوة الحج الكبرى التي عقدت هذا العام بعنوان "شرف المكان والزمان في طمأنينة وأمان"، جسدت ما توفره المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن من أمن وأمان وخدمات براحة وطمأنينة، حيث تمثل الندوة المشروع الثقافي الحضاري الذي يلتقي فيه علماء المسلمين في موسم الحج، لتعزيز التلاحم والتواصل بين علماء ومفكري الأمة، مبيناً أن الندوة تناولت في بحوثها وحواراتها الدعوة للاعتدال والوسطية، والبعد عن التطرف والغلو والفئوية والحزبية في الخطاب الإسلامي، ودعت إلى تعزيز قيم التسامح، وترسيخ الحوار والدعوة لتعزيز التواصل بين علماء المسلمين، والتفرغ لغايات الحج الكبرى ومقاصده العليا.
وفي ختام كلمته سأل الله أن يديم على خادم الحرمين الشريفين الصحة والعافية والتوفيق والتمكين، وأن يجري على يديه الخير لخدمة قاصدي بيت الله الحرام، وأن يديم على هذه البلاد الأمن والأمان .
عقب ذلك ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، كلمة قال فيها: "يسعد حجاج بيت الله الحرام، في مؤتمرهم السنوي الكبير، عبر هذا الجمع الميمون، وقد حفتهم السكينة، وشملتهم بفضل الله وعونه الخدمات الجليلة التي اضطلع بها خادم الحرمين الشريفين، فكانت شرفاً ومسؤولية تؤكد دوماً أن للأمم من تاريخ قادتها عناوين، في تواصل إسلامي، أثبت تاريخه الموثق، أن هذه البقاع الطاهرة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، رحمه الله، ومن بعده أبناؤه البررة في عهدة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه".
وبيّن أنه في إطار رابطة العالم الإسلامي، مظلة الشعوب الإسلامية وجامعتهم بحسب نظامها وعملها، يواصل الأفق الشرعي قيمه الرفيعة، ليترجم عالمية ديننا الحنيف الذي انسجم عبر قرونه المضيئة مع السياقات كافة، فأعطت مرونته المشروعة لكل حكمه.
وأكد "العيسى" أهمية متابعة تحصين الوعي الإسلامي ليضع نفسه أمام صحة التشخيص، سالكاً جادة الإسلام التي تؤكد نصوصها أنه ليس في التدين الإسلامي إلا منهج وحزب واحد يشمل المسلمين كافة دون عبث التصنيف ولا تفريق الإقصاء، مع الرحابة بالأفق العلمي وتعدده، وهو ما اقتفت منهجه القويم رابطة العالم الإسلامي عبر برامجها ومبادراتها وحواراتها حول العالم، حتى استطاعت بحمد الله معالجة واحتواء حالات من أصوات الكراهية ضد الإسلام التي اخترقها الجهل والأغراض مستغلاً منطقة فراغ واسعة وطويلة.
وأوضح الدكتور العيسى أن الطموح الإسلامي بمنهجه الصحيح يكون مستمراً على منصة النجاح والثقة به في التعامل مع المتغيرات بتأسيس راسخ، يعكس قيم الدين الحنيف، والأمة الإسلامية ولادة للخير والعطاء الوفير، ولا تزال بحمد الله على هذا الهدي.
وقال: "من خلال هذه الشعيرة المباركة تتجلى صور من ذلك مفعمة بالروح بقدر هممها العالية، وعزائمها الصادقة، وفق ترتيب محكم، ومظلة قبلتها الجامعة".
ورفع الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، لخادم الحرمين الشريفين، تثمين وتقدير الفعاليات الإسلامية من علماء ومفكرين لجهوده في إيضاح وسطية الإسلام، والمنازل القوية بل والاستثنائية في محاربة التطرف والإرهاب حتى أصبحت المملكة العربية السعودية في هذا منصة عالمية ومثابة للجميع، فكان قول المولى جل وعلا (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ).
وسأل "العيسى" المولى عز وجل، أن يجزي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده خير الجزاء على ما قدما ويقدمان للإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء، وأن يتقبل من حجاج بيت الله نسكهم ويغفر ذنبهم.
عقب ذلك ألقى رئيس الشؤون الدينية التركية الأستاذ الدكتور علي أرباش، كلمة رؤوساء مكاتب شؤون الحجاج، هنأ فيها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، نيابة عن رؤساء ووفود الدول الإسلامية، سائلاً الله تعالى أن يعيده على الأمة الإسلامية وهي بصحة وعافية ويمن وبركة.
ونقل لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده، تحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، محملة بأعلى آيات التهاني بمناسبة نجاح حج هذا العام 1439هـ، بفضل من المولى عز وجل، بعد أن تحقق لضيوف الرحمن أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة بمتابعة ورعاية من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وذلك بتوفير كل الإمكانات المادية والبشرية والجهود المبذولة والارتقاء بمستوى الخدمات لأكثر من مليوني حاج منذ وصولهم حتى مغادرتهم إلى بلدانهم سالمين غانمين.
وقال: "لقد أثبتت قيادتكم الحكيمة وتوجيهاتكم الرشيدة للعالم وعزمكم الصادق في المضي قدماً لخدمة ورعاية الحرمين الشريفين، وأن ما يشهده الحجيج عاماً بعد عام من تطور في مشروعات توسعة الحرم المكي الشريف والمسجد النبوي والمشاعر المقدسة وتهيئة كل المتطلبات التي تسهل للحجاج والمعتمرين والزائرين أداء شعائرهم بكل يسر وسهولة وأمن وأمان خير دليل على ذلك".
وأفاد أن الله اختص بلاد الحرمين قبلة المسلمين بشرف هذا التجمع الإسلامي، وما يعقد فيه من ندوات ومؤتمرات تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الكريمة، وتخدم قضايا الأمة الإسلامية، وذلك بترسيخ الحوار الفكري بين المذاهب الإسلامية.
وأضاف رئيس الشؤون الدينية التركية: "نحن الآن في أمس الحاجة لتحقيق المزيد من الترابط والتآخي والتعارف بين أبناء الأمة الإسلامية، لأن الحج عرفة أي التعارف لقول الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)".
وتابع قائلًا: "ونحن في خير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله وأفضلها وأعظمها حرمة لقول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع (يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى، هل بلغت؟ قالوا: "بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم"، ثم قال: "أي يوم هذا؟" قالوا: "يوم حرام، ثم قال: أي شهر هذا؟" قالوا: "شهر حرام، ثم قال: "أي بلد هذا؟ قالوا: "بلد حرام، قال: فإن الله قد حرم بينكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم، هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا، أبلغت؟ قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ليبلغ الشاهد الغائب".
وسأل الله أن يعين ويوفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ورجالات المملكة وسائر ولاة المسلمين، لما يحبه ويرضاه، وأن يحفظ الحرمين الشريفين وهذه البلاد وجميع بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يهدي المسلمين في جميع المعمورة إلى سبل الرشاد.
ودعا الله أن يجعل هذا الحج حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً وعملاً مقبولاً، وأن يرد ضيوفه وفوده إلى ديارهم سالمين غانمين.
aXA6IDE4LjIyMi41Ni43MSA= جزيرة ام اند امز