بيونج يانج تحت رحمة إعصار بافي.. كارثة اقتصادية تحاصر الزعيم
العاصفة بدأت بالفعل في تشكيل رياح قوية وأمطار غزيرة فوق جزيرة جيجو الجنوبية، متسببة في إلغاء مئات الرحلات الجوية
يتجه إعصار قوي نحو كوريا الشمالية مع توقعات بوصوله اليابسة، الخميس، مما يهدد بإلحاق أضرار بالغة بالدولة التي تعاني بالفعل جراء أسابيع من الفيضانات والمشاكل الاقتصادية طويلة الأمد.
ويأتي إعصار بافي، الذي تبلغ سرعته 100 ميل في الساعة، في أعقاب أمطار غزيرة تسببت في فيضانات عارمة وانهيارات أرضية في شتى أنحاء شبه الجزيرة الكورية بوقت مبكر من الشهر الحالي، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وقالت إدارة الأرصاد الجوية في كوريا الجنوبية، الأربعاء، إن العاصفة بدأت بالفعل في تشكيل رياح قوية وأمطار غزيرة فوق جزيرة جيجو الجنوبية، متسببة في إلغاء مئات الرحلات الجوية ورحلات العبارات من وإلى الجزيرة.
ومع اقتراب الإعصار بافي، قال هيئة الأرصاد الكورية الشمالية إن العاصفة ستقترب من بيونج يانج الخميس.
- زعيم كوريا الشمالية يدعو لاجتماع لبحث "الإخفاقات" السياسية
- الحزب الحاكم في كوريا الشمالية يجتمع الأربعاء لتطوير "الثورة"
وكان زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون قد طالب خلال اجتماع للحزب الحاكم، الثلاثاء، بالاستعداد للأضرار، وتحديدًا قطاع الزراعة في البلاد.
ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن كيم قوله إن التخفيف من آثار الإعصار "عمل مهم لا يمكن الإهمال فيه ولو للحظة بالنسبة لحزبنا، الذي يتحمل مسؤولية مصير الشعب."
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الأعاصير تهدد غرب المحيط الهادئ بانتظام في هذا الوقت من العام، هذا ومن المتوقع أن يوجه الإعصار بافي ضربة جديدة للاقتصاد الكوري الشمالي المتعثر بالفعل، الذي يعاني جراء العقوبات الدولية المفروضة على اختبارات بيونج يانج النووية والصاروخية.
وبالإضافة إلى ذلك، دفعت جائحة كورونا هذا العام الدولة المعزلة لاتخاذ مزيد من التدابير الصارمة بشأن التجارة مع جارتها الصين.
كما دمرت الأمطار الغزيرة هذا الشهر حوالي 100 ألف فدان من الأراضي الزراعية وأكثر من 16 ألف منزل في كوريا الشمالية، بحسب وكالة الأنباء الكورية المركزية الحكومية (كيه سي إن إيه).
وقال جهاز الاستخبارات الوطني الكوري الجنوبي البرلمان الأسبوع الماضي إن الأمطار الغزيرة هذا الصيف "تسببت في أبلغ ضرر" للجارة الشمالية منذ وصول كيم للسلطة، وكان المناطق التي تعرضت لأشد الأضرار هي المقاطعات الجنوبية، التي يوجد بها المناطق الزراعية الهامة.
وقد أثارت تداعيات الفيضانات على الإنتاج الزراعي المخاوف بشأن الأمن الغذائي في كوريا الشمالية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك هذا الشهر إن فريق الأمم المتحدة على تواصل مع السلطات لتقديم الدعم للبلاد في ظل الفيضانات.
ورأى محللون أن المشاكل الداخلية المتزايدة في كوريا الشمالية ستدفع كيم لتركيز اهتمامه عليها بدلًا من الاستفزازات ضد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.