الإمارات في «عيد الاتحاد الـ53».. مكانة تتعاظم وثقة دولية تتزايد
تحتفل الإمارات، بعيد الاتحاد الـ53 في وقت تتعاظم مكانتها، وتتزايد ثقة العالم وتقديره لسياساتها، في ظل جهودها لمواجهة التحديات ونشر السلام.
وبرزت تلك المكانة في الحضور الفاعل لدولة الإمارات وقيادتها في مختلف القمم الدولية المهمة لبحث مختلف التحديات الإقليمية والدولية، وسط حرص متزايد للاستماع لرؤاها والاستفادة من مبادراتها.
وتحتفل دولة الإمارات، اليوم الإثنين، بعيد الاتحاد الـ53، الذي يصادف تأسيس الاتحاد في 2 ديسمبر/كانون الأول عام 1971 بجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالتعاون مع إخوانه حكام الإمارات.
وشاركت دولة الإمارات خلال العام الجاري في قمة المناخ بأذربيجان COP29 خلال الفترة من 11-22 من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وقمة مجموعة العشرين بالبرازيل يومَي 18 و19 من الشهر نفسه، والقمة العربية الإسلامية بالرياض 11 من نفس الشهر، والقمة الــ16 لقادة دول مجموعة "بريكس" بروسيا خلال الفترة من 22 إلى 24 من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي ، والقمة الخليجية الأوروبية في بروكسل 16 من الشهر نفسه، والقمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي في قطر 3 من الشهر نفسه.
كما شاركت دولة الإمارات أيضا في قمة "منظمة شنغهاي للتعاون بلس" في كازاخستان 4 يوليو/تموز الماضي، وقمة مجموعة السبع بإيطاليا في يونيو/حزيران الماضي ، والقمة العربية العادية الـ33 بالبحرين 16 مايو/أيار الماضي، والقمة الإسلامية في غامبيا 5 من الشهر نفسه، والقمة الثالثة لدول الجنوب لمجموعة الــ77 والصين، والذي عقدت في أوغندا يومي 21 و22 يناير/كانون الثاني الماضي، والقمة الخليجية في الكويت مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وأكدت الإمارات إجمالا خلال مشاركتها في تلك القمم، على التزامها بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة محلياً ودولياً، من خلال العمل المشترك مع جميع الجهات المعنية والدول الأعضاء، بما يعود بالنفع على الشعوب والمجتمعات ويسهم في صنع مستقبلٍ أفضل للأجيال الحالية والقادمة.
كما شددت دولة الإمارات على جهودها الداعمة للأمن والسلام والتسامح والحوار وحل النزاعات سلميا، ودعمها لمواجهة مختلف التحديات، وعلى رأسها تغير المناخ ومكافحة الفقر والجوع وتعزيز الأمن الغذائي وتعزيز التضامن العربي والخليجي، وأطلقت العديد من المبادرات الرائدة بالفعل لتحقيق تلك الأهداف على مدار العام، وسط إشادات دولية بجهودها الرائدة لدعم الأمن والاستقرار والازدهار والسلام في العالم.
ولطالما أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أن بلاده حريصة على بناء شراكات فاعلة مع مختلف دول العالم، وتعزيز العمل الدولي متعدد الأطراف من أجل تحقيق التنمية المستدامة والازدهار لشعوب العالم أجمع.
مواجهة التحديات
ويحل عيد الاتحاد هذا العام، بعد نحو أسبوع من اختتام الإمارات مشاركة فاعلة في مؤتمر الأطراف بأذربيجان COP29، الذي استضافته أذربيجان خلال الفترة من 11-22 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وشهد افتتاح القمة العالمية للعمل المناخي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الذي حظي بترحيب خاص من إلهام علييف رئيس أذربيجان ، الذي هنأه بـ"اتفاق الإمارات" التاريخي خلال COP28 الذي استضافته الإمارات، ونوه بجهودها الداعمة لبلاده على صعيد استضافة فعاليات مؤتمر الأطراف COP29 .
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان - في كلمة له بمناسبة مشاركته في القمة - حرص دولة الإمارات على الإسهام في تسريع العمل المناخي وبناء اقتصاد يتسم بالمرونة المناخية في المستقبل.
وأشار إلى أن "اتفاق الإمارات" التاريخي الناتج عن "COP28"، أكد الإرادة العالمية الجماعية لتحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، كما قدم خريطة طريق لتحقيق طموحات اتفاق باريس ونجح في استعادة الثقة بمنظومة العمل الدولي متعدد الأطراف من خلال ضمان الوفاء بالتعهدات المالية العالمية السابقة والعمل على توفير التمويل المناخي للدول والمجتمعات الأشد احتياجاً إليه.
وشارك وفد دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل فاعل في مختلف أعمال المؤتمر، بما في ذلك تسليم رئاسة مؤتمر الأطراف إلى أذربيجان في اليوم الأول، والمشاركة في الجلسات المفتوحة، والحوارات رفيعة المستوى، والعروض والمناقشات في جناح الإمارات تحت عنوان "نسرع العمل معًا"، وإطلاق العديد من المبادرات من بينها إطلاق مبادرة لتأسيس "التحالف العالمي لكفاءة الطاقة"، دعما لتحقيق أهداف المؤتمر ، في مواجهة أبرز تحدٍ يواجه البشرية وهو تغير المناخ.
وخلال COP29، أظهرت الإمارات بفخر تفانيها الراسخ في دعم المبادرات البيئية المستدامة والمؤثرة في جميع أنحاء العالم.
وفي قمة المناخ ، قادت وزارة الخارجية الإماراتية جهودًا واسعة لتعزيز الزخم نحو مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026، الذي تستضيفه دولة الإمارات بالشراكة مع السنغال في ديسمبر/كانون الأول 2026.
مبادرة جديدة
وبالتزامن مع المشاركة الإماراتية في COP29، شاركت الإمارات في قمة "مجموعة العشرين" التي عقدت بالبرازيل يومَي 18 و19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، للمرة الثالثة على التوالي والسادسة في تاريخها، لتكون أكثر الدول العربية التي تمت دعوتها للمشاركة كدولة ضيف في القمة، الأمر الذي يبرز تعاظم مكانتها ودورها المحوري كشريك استراتيجي مؤثر وموثوق في معالجة مختلف التحديات الدولية.
وشارك الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، في القمة نيابة عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وألقى كلمة، خلال الجلسة الرئيسية، أعلن خلالها عن تخصيص دولة الإمارات مبلغ 100 مليون دولار أمريكي عبر وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، تماشياً مع الجهود العالمية التي يتطلَّع التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر إلى تحقيقها، برعاية الرئاسة البرازيلية للمجموعة.
كما أكَّد على التزام دولة الإمارات بمواصلة دعم المساعي العالمية لمكافحة الجوع والفقر على المستويين الإقليمي والعالمي، تعزيزاً لجهود التنمية والسلام والازدهار.
تعزيز الشراكات
المشاركة الإماراتية في قمة العشرين جاء في وقت تمضي فيه الإمارات قدما لتعزيز شراكاتها التنموية مع مختلف دول العالم، الأمر الذي توج قبل نحو شهر بتوقيع اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين دولة الإمارات وأستراليا 6 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد أيام مع توقيع اتفاقية مماثلة مع فيتنام 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ضمن 4 شراكات تم عقدها خلال شهر، بعد توقيع شراكتين مماثلتين مع كل من صربيا والأردن يومي 5 و6 من الشهر نفسه.
اتفاقيات تتوالى وتسهم في توسيع شبكة شراكات الإمارات العالمية وتعزيز مكانتها مركزاً تجارياً عالمياً عبر توطيد العلاقات مع شركاء تجاريين موثوقين حول العالم، و ستدعم تحقيق المستهدفات الوطنية لدولة الإمارات المتمثلة في زيادة قيمة التجارة الخارجية غير النفطية إلى 4 تريليونات درهم بحلول عام 2031.
قمة بريكس..نجاح جديد
4 شراكات اقتصادية شاملة تخللتها مشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في أعمال القمة الــ16 لقادة دول مجموعة "بريكس" في مدينة قازان الروسية خلال الفترة من 22 إلى 24 من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في حين تعد المشاركة الأولى لدولة الإمارات في القمة بصفتها عضواً في مجموعة "بريكس" التي انضمت لها مطلع العام الجاري.
واختتمت القمة بتأكيد قادة دول مجموعة «بريكس»، أهمية تعزيز التعاون على أساس المصالح المشتركة واستمرار توسيع الشراكات.
ويتوج انضمام دولة الإمارات لمجموعة «بريكس»، نجاح دبلوماسية الإمارات القائمة على بناء الشراكات وتعزيزها وتنويعها مع القوى الدولية.
الإمارات وأمريكا.. شراكة دفاعية
وقبيل 3 أسابيع، من مشاركة الإمارات في قمة بريكس، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن دولة الإمارات "شريكاً دفاعياً رئيسياً" للولايات المتحدة عقب قمة جمعته بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، عقدت في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، فيما تعد أول دولة عربية وشرق أوسطية تحصل على مثل تلك الشراكة مع الولايات المتحدة، وثاني دولة في العالم بعد الهند التي تعد شريكاً دفاعياً رئيسياً للولايات المتحدة.
تأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى أمريكا بعد 3 شهور من مشاركته في يونيو/حزيران الماضي، في قمة مجموعة السبع تلبية لدعوة من جورجيا ميلوني رئيسة الوزراء الإيطالية، التي ترأست بلادها أعمال القمة.
وبالإضافة إلى إيطاليا، تضم مجموعة السبع الولايات المتحدة وكندا واليابان وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، ويُعتبر أعضاء المجموعة أكبرَ الاقتصادات المتقدمة في العالم.
منظمة شنغهاي.. ثقة تتزايد
وبعد شهر من قمة مجموعة السبع، شاركت الإمارات في يوليو/تموز الماضي في أعمال قمة "منظمة شنغهاي للتعاون بلس"، التي عقدت في كازاخستان، وذلك بعد منحها رسمياً صفة "شريك حوار" في منظمة شنغهاي للتعاون في مايو/أيار 2023.
وأكد الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة في كلمته خلال القمة، أن دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حريصة على تعزيز شراكاتها ومد جسور التعاون والصداقة مع جميع دول العالم على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في جميع المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية والثقافية والطاقة والتكنولوجيا، إضافة إلى مختلف القطاعات الأخرى، إيماناً منها بأن التعاون الدولي يعزز من مسارات العمل التنموي، ويفتح آفاقاً أوسع لتحقيق الرخاء والتقدم والنمو الاقتصادي، من أجل مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة لجميع شعوب العالم.
ويجسد منح صفة "شريك الحوار" جهود دولة الإمارات المتواصلة في الحفاظ على شراكات متوازنة ومتنوعة وتطويرها مع الدول والمنظمات متعددة الأطراف في جميع أنحاء العالم.
وتأسست منظمة شنغهاي للتعاون في يونيو/حزيران 2001، وتتمثل أهدافها الرئيسية في تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء، وتعزيز التعاون في الشؤون السياسية والاقتصاد والتجارة والعلوم والثقافة والتعليم والطاقة والنقل والسياحة وحماية البيئة، والحفاظ على السلم والأمن والاستقرار الإقليمي، وإنشاء نظام سياسي واقتصادي دولي عادل.
الشراكة الصناعية التكاملية
أيضا شهد مطلع العام الجاري انضمام المغرب إلى مبادرة "الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة" مع الإمارات والأردن ومصر والبحرين، فيما يعد خطوةً مهمة في مسيرة نمو ونجاح المبادرة التي انطلقت من العاصمة أبوظبي في شهر مايو/أيار 2022.
وتهدف الشراكة إلى تعزيز التعاون والتنسيق والتكامل بين هذه الدول، وتمكين القطاع الصناعي وتعزيز دوره، وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، ومنح شركات القطاع الخاص الفرصة للتوسع في أعمالها، وتعزيز الشراكات وعقدها في المنطقة، وزيادة فرص العمل الجديدة والنوعية، وخفض تكلفة المنتجات، وحماية سلاسل التوريد.
مكاسب عديدة
ويسهم مشاركة دولة الإمارات في تلك القمم وتعزيز شراكاتها مع مختلف دول العالم في تحقيق فوائد شتى على مختلف الأصعدة من أبرزها:
- المساهمة في دعم السلام والاستقرار والازدهار العالمي عبر الحوار البناء والتنمية المستدامة.
- تعزيز جهود الإمارات الرامية إلى بناء علاقات اقتصادية متوازنة مع مختلف دول العالم.
- تعزيز مسيرة التعاون الاقتصادي والسياسي والإنساني مع مختلف دول العالم.
- ترسيخ مكانة الإمارات في العديد من الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية.
- لعب دور ريادي ومحوري في تطوير المبادرات الدولية لمواجهة مختلف التحديات، ما يعزز مكانتها.
وتؤمن دولة الإمارات بأن الشراكات وحدها قادرة على تخطي تحديات اليوم المركبة والمتداخلة، وأهمها أمن الغذاء والطاقة، وتغير المناخ، والرعاية الصحية، وأنها السبيل الأمثل لتحقيق السلام والأمن والتقدم والرخاء والازدهار والتنمية.
وتحرص دولة الإمارات على تعزيز علاقاتها مع جميع دول العالم، وتولي تعزيز الشراكات مع الدول صاحبة التجارب والخبرات الاقتصادية المتميزة اهتماما استثنائيا، بما يسهم في بناء جسور التواصل والتعاون مع مختلف دول العالم، وبما يحقق المصالح المشتركة ويسهم في جهود التنمية والتطوير والتقدم في شتى المجالات.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTkyIA== جزيرة ام اند امز