«طيور الخير» تعود إلى غزة.. الإمارات تحلق في سماء الإنسانية

استأنفت الإمارات، الأحد، إسقاط المساعدات الإنسانية على قطاع غزة عبر عملية "طيور الخير"، بعد فترة توقف استمرت 9 شهور بسبب تطورات الحرب.
جاء استئناف عملية "طيور الخير"، غداة تصريحات للشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، أعلن فيها أن بلاده ستواصل إيصال الدعم الإغاثي إلى من هم في أمسّ الحاجة في غزة، برًّا و جوًّا وبحرًا، مؤكدا استئناف عمليات الإسقاط الجوي على الفور.
وشدد على أن التزام الإمارات بالتخفيف من المعاناة وتقديم الدعم "راسخًا لا يتزعزع."
تصريحات جاءت بمثابة رسالة أمل جديدة، لأهل غزة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
لتجد طريقها على أرض الواقع سريعا، بإعلان الإمارات اليوم الأحد تنفيذ عملية الإسقاط الجوي الـ 54 فوق غزة ضمن عملية "طيور الخير" بالتعاون مع الأردن
العملية 54
وتفصيلا، أعلنت عملية "الفارس الشهم3" عن استئناف تنفيذ عمليات «طيور الخير» للإسقاط الجوي رقم 54 للمساعدات الإنسانية والإغاثية فوق قطاع غزة، وذلك بالتعاون مع المملكة الأردنية الهاشمية.
يأتي ذلك استمراراً للجهود الإماراتية المتواصلة لدعم السكان المدنيين في المناطق المعزولة في القطاع التي يتعذر الوصول إليها براً.
وبالعمية الجديدة، بلغ إجمالي ما تم إسقاطه فوق القطاع منذ انطلاق مبادرة «طيور الخير» نحو 3725 طناً من المواد الغذائية والإغاثية، باستخدام 193 طائرة، شملت مواد غذائية أساسية وإمدادات حيوية تُلبي الاحتياجات الملحة للأسر المتضررة جراء الأوضاع الإنسانية الصعبة والكارثية في القطاع.
أرقام تعكس إنجازاً إنسانياً يجسد التزام دولة الإمارات بدعم الفلسطينيين لتخفيف معاناتهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وكانت آخر عملية إسقاط للمساعدات عبر "طيور الخير" في 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2024.
قصة مبادرة
وتعد مبادرة "طيور الخير" إحدى المبادرات الإنسانية الملهمة التي أطلقتها الإمارات لدعم أهل غزة، عبر إسقاط المساعدات فوق المناطق المعزولة التي يتعذر الوصول إليها برا شمال القطاع.
شكلت تلك المبادرة نموذجا حيا على حرص الإمارات على مواجهة مختلف التحديات وتسخير ما تمتلكه من مقدرات وإمكانيات لدعم أهل غزة.
أطلقت الإمارات مبادرة "طيور الخير" في 28 فبراير/ شباط 2024 لإسقاط المساعدات الإنسانية والإغاثية بواسطة طائرات القوات الجوية لدولة الإمارات فوق المناطق المعزولة التي يتعذر الوصول إليها برا شمال القطاع.
انطلقت العملية تحت مظلة مبادرات عملية "الفارس الشهم 3" التي انطلقت يوم 5 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2023، بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
وشكلت دولة الإمارات من خلال عملية "طيور الخير"، لوحة إنسانية، ساهمت في رفع معاناة النازحين من جراء الحرب وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
نظام "GPS"
تنفذ عملية الإسقاط بواسطة صناديق مخصصة مزودة بتقنية للتوجيه بنظام "GPS"، بهدف إيصالها إلى المواقع المحددة وضمن التوقيتات المناسبة.
ويتميز نظام "GPS" المستخدم في العملية بأنه تقنية متطورة تستخدم في مجال إسقاط المساعدات من الجو، عبر تحديد دقيق وسهل للمواقع المستهدفة ومن ثم إسقاطها لتصل إلى المستهدفين، ويعتبر من أحدث الوسائل المستخدمة حاليا في مجال العمل الإنساني والإغاثي أثناء الحالات الطارئة.
رسائل إنسانية
حملت تلك المبادرة رسائل إنسانية عديدة من أبرزها:
- تصميم دولة الإمارات العربية المتحدة على تقديم كل أوجه الدعم الإنساني للأشقاء الفلسطينيين في مختلف أنحاء القطاع.
- حرص الإمارات على التنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة لدعم أهل غزة عبر التعاون مع مصر والأردن في عمليات الإسقاط، الأمر الذي يجسد التضامن العربي والإنساني لمساعدة الشعب الفلسطيني في ظل الظروف الحرجة التي يواجهها أبناؤه في قطاع غزة.
- قدرة الإمارات على مواجهة مختف التحديات والصعوبات لإتمام رسالتها الإنسانية في سبيل التخفيف من معاناة أهل غزة.
- التزام دولة الإمارات بدعم الأشقاء الفلسطينيين، وتقديم المساعدة الفورية للنازحين والمتضررين، ضمن نهج إنساني راسخ في السياسة الإماراتية، حيث كانت دولة الإمارات من الدول الرائدة في تقديم الدعم الإغاثي إذ مثّلت المساعدات الإماراتية أكثر من 44% من إجمالي المساعدات الدولية التي وصلت إلى القطاع.
- تؤكد دولة الإمارات عبر تلك المبادرة أن دعم الشعب الفلسطيني سيظل أولوية إنسانية، وستواصل التنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لضمان وصول المساعدات عبر كافة الطرق برا وبحرا وجوا إلى المناطق الأكثر احتياجاً.